انطلقت مظاهرات شعبية معارضة للنظام السوداني اليوم الخميس في العاصمة الخرطوم، وجابت عددا من الأحياء، فيما سمي "موكب الزحف الأكبر" نحو القصر الرئاسي.
كما خرج عدد من المدن والقرى بالبلاد في مظاهرات للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس عمر البشير، وأفاد شهود عيان لوكالة الأناضول بأن المئات تظاهروا في أحياء بري شرقي الخرطوم وشمبات بمدينة بحري، ورفعوا شعارات "حرية سلام وعدالة" و"الثورة خيار الشعب" و "الشعب يريد إسقاط النظام".
من جهتها أطلقت قوات الأمن السوداني الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في حي شمبات، وأشعل المتظاهرون الإطارات لإغلاق الشوارع أمام عناصر الأمن.
وفي تجاهل للمظاهرات السلمية المطالبة بإسقاطه، قال الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الخميس لمناصريه، إن تغيير الحكومة والرئيس "لا يتم عبر واتساب وفيسبوك"، بل بصناديق الاقتراع والانتخابات.
وفي رد سياسي على تصريحات البشير، رفض 26 حزبا معارضا ضمن "تحالف 2020" تعديلا دستوريا يتيح للبشير الترشح لولاية رئاسية جديدة، وأوضح التحالف في بيان أن "توجه تعديل الدستور يتعارض مع توجه الدستور الساري الآن".
وتنص المادة 57 في الدستور على أن "يكون أجل ولاية رئيس الجمهورية خمس سنوات تبدأ من يوم توليه لمنصبه ويجوز إعادة انتخابه لولاية ثانية فحسب".
وتواصل السلطة السودانية عمليات الاعتقال في صفوف المتظاهرين والمعارضين، وقال حزب المؤتمر السوداني المعارض، إن 44 من أعضائه بينهم رئيسه "عمر الدقير" وقادة آخرون وطلاب مازالوا قيد الاعتقال.
وفي السياق ذاته أفادت لجنة أطباء السودان المركزية أن "عدد الأطباء المعتقلين بلغ 26 معتقلاً حتى يوم أمس الأربعاء".
ومنذ 19 من كانون الأول الماضي يشهد السودان، مظاهرات شعبية احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية، تطورت للمطالبة بإسقاط نظام البشير.
وعمت المظاهرات عدة مدن من بينها العاصمة الخرطوم، وأسفرت عن مقتل 26 مدنيا، وفق آخر الإحصاءات الحكومية، فيما تقول منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى وصل إلى 40.