icon
التغطية الحية

الحكومة البريطانية تجند المؤثرين على تيك توك بهدف إقناع الناس بالعدول عن الهجرة

2024.02.16 | 09:57 دمشق

مهاجرون يحاولون عبور المانش - تاريخ الصورة: آب 2023
مهاجرون يحاولون عبور المانش - تاريخ الصورة: آب 2023
Info-Migrants -ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تعتزم الحكومة البريطانية تخصيص رواتب لمؤثرين على تيك توك حتى يقوموا بإقناع المهاجرين بالعدول عن فكرة القدوم بقوارب صغيرة إلى المملكة المتحدة، بيد أن التقرير الذي أورد تلك المعلومة ذكر بإن إجراءات الردع هذه لن تمنع الناس من قطع بحر المانش في رحلات بحرية خطرة.

ومن المقرر أن تخصص رواتب لمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي بينهم مطربو راب ومقدمو محتوى كوميدي ومدونين متخصصين باللايف ستايل، وهذه الرواتب قد تصل لآلاف الجنيهات الاسترلينية والهدف منها السعي للترويج لقوانين هجرة جديدة في المملكة المتحدة عبر القنوات التي تعتمد على مشاركة الفيديوهات، وهذا ما كشفته صحيفة تايمز يوم الأربعاء الماضي.

 

يستخدم مهربو البشر تطبيق تيك توك للترويج لعملهم بين أوساط المهاجرين، ولذلك ذكرت الحكومة البريطانية بأن حملتها قد تكلف نحو 380500 جنيه إسترليني، والهدف منها تقديم محتوى مضاد للمحتوى الذي يروجه المهربون بين أوساط الحالمين بالهجرة في ألبانيا والعراق ومصر وفيتنام، إلى جانب وجود خطط لطرح حملات مماثلة في تركيا والهند، وذلك بحسب ما ورد في الوثائق التي اطلعت عليها التايمز.

هذا ويُحظر على وزارة الداخلية البريطانية أن تنشر بشكل مباشر على تيك توك بما أن ملكية هذه المنصة تعود للصين، وقد سنت الحكومة البريطانية هذا الحظر في عام 2023 بسبب مخاوف أمنية.

حملة تستهدف فئة الشباب

ذكرت صحيفة التايمز بأن مطرب الراب الألباني أومغ ديو المتابع من قبل أكثر من مئة ألف شخص من بين المؤثرين المرشحين للترويج للرسالة التي تود الحكومة البريطانية توجيهها للناس.

وأعلنت الشركة الاستشارية التي تعاقدت معها الحكومة البريطانية لتعثر على مشاهير يروجون لهذه الفكرة بأنها اقترحت شخصيات تخولهم مكانتهم نشر رسائل مهمة عبر تيك توك حول وجود أسباب وجيهة للبقاء في البلد ومخاطر العبور والقوانين التي تطبق على المهاجر حال وصوله إلى المملكة المتحدة.

 

وتعتقد الحكومة البريطانية بأن سياساتها المتشددة ومنها قانون الترحيل إلى رواندا ستخلق حالة ردع تمنع الناس من عبور بحر المانش ليصلوا إلى المملكة المتحدة، وذكرت بأن نقل تلك التغيرات عبر الإعلان قد يقنع الناس بالعدول عن فكرة السفر إلى المملكة المتحدة بحثاً عن فرص اقتصادية، وورد في مسودة المخطط ما يلي: "لا تستهدف هذه الحملة المهاجرين الذين قرروا العبور بطريقة غير شرعية إلى المملكة المتحدة، لأننا نعرف أن تأثيرنا عليهم محدود، ولهذا فإن جمهور هذه الحملة يتمثل بفئة الذكور الشباب ممن هم في سن العمل وعائلاتهم، ولهذا فإن ما ينشره المؤثرون يلعب دوراً في تشجيعهم على التفكير بمخاطر الاستغلال والخوف والاحتجاز والعودة في نهاية المطاف وذلك لأن التفكير بالهجرة غير الشرعية إلى المملكة المتحدة لا يعتبر الخيار الصحيح".

ويضاف إلى قائمة أهداف الحملة التحذير الذي ترسله لمن يفكر بالهجرة من المخاطر والتهديدات الجسدية التي قد يتعرضون لها عند عبورهم لبحر المانش، إذ ذكر الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية البريطانية بصورة غير مباشرة: "لن نقدم أي عذر عندما نستعين بأي وسيلة ضرورية لمنع القوارب وإنقاذ الأرواح".

الردع لا يجدي نفعاً

ظهر خبر الحملة البريطانية عبر تيك توك على شكل تقرير في موقع الأيام الفرنسي المتخصص بالصحافة الاستقصائية، وذكر هذا التقرير بأن الحكومة البريطانية تركز على فكرة الردع لمنع المهاجرين من عبور المانش وهذا بحد ذاته شيء مضلل، وكشف هذا التقرير الذي نشرته منصة أوبن ديموكراسي الإخبارية المستقلة باللغة الإنكليزية بأنه على الرغم من إنفاق أكثر من 800 مليون جنيه إسترليني (أي  نحو 936 مليون يورو) على إجراءات الأمن والردع في بحر المانش منذ عام 2014، غرق نحو 400 شخصاً وهم يحاولون العبور خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية.

تقول الخبيرة زوي غاردنر وهي خبيرة مستقلة معنية بشؤون سياسات الهجرة: "أنفقت مبالغ طائلة على أشد نظام ربحية ورسوخاً في مجال المراقبة والتقييد وإنفاذ القانون، بيد أن أعداد من ينشدون الأمان ماتزال على حالها"، وذكرت بأن الحكومة البريطانية ماتزال تكرر الشيء نفسه وتتوقع نتائج مختلفة، وتقصد بذلك محاولة الحكومة البريطانية تصوير عملية العبور إلى المملكة المتحدة بأنها أصبحت أشد خطورة.

كشف البحث الاستقصائي الذي أجراه موقع الأيام الفرنسي ومنصة أوبن ديموكراسي والذي انتهى العمل عليه في بداية عام 2023 بأن معظم من غرقوا أثناء عبور المانش كانوا من الصين والعراق وفيتنام والسودان، وبينهم ما لا يقل عن 43 طفلاً.

ورداً على هذا التقرير، أعلنت منظمات خيرية وإغاثية تعنى بالمهاجرين بأن السبيل الوحيد لمنع حدوث وفيات في بحر المانش هو توفير طرق آمنة للوصول إلى المملكة المتحدة، إذ قالت أصلي تاتلياديم من منظمة  Refugee Action: "ندرك تماماً بأن عدم توفر طرق آمنة وتشديد الإجراءات الأمنية على الحدود يدفعان الناس للمضي في طرق أشد خطورة تتسبب بظهور آثار مدمرة على حياة البشر، ولهذا يجب على المملكة المتحدة أن تلتزم باستقبال ما لا يقل عن 30 ألف مهاجر بالسنة يصلون إليها عبر طرق آمنة، كما عليها أن تصدر تصاريح تسمح للناس بدخول أراضيها براً وبحراً وجواً... وبذلك لن تضطر سوى قلة قليلة فقط من الناس للمخاطرة بحياتها وهي تعبر بحر المانش".

المصدر: Info-Migrants