icon
التغطية الحية

التنسيق بين "إسرائيل" وروسيا في سوريا "على المحك"

2018.04.11 | 21:04 دمشق

"فلاديمير بوتين" الرئيس الروسي و"بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء "الإسرائيلي"
يديعوت أحرونوت
+A
حجم الخط
-A

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تقريراً حول التوتر بين "الجيش الإسرائيلي" و"الجيش الروسي" عقب استهداف الطائرات "الإسرائيلية" لمطار الـ"T4" العسكري الخاضع لسيطرة النظام في سوريا شرق حمص، والذي تسانده روسيا وتدعمه سياسياً وعسكرياً.

وقالت الصحيفة، إنه منذ أن توصل رئيس الوزراء "الإسرائيلي" (بنيامين نتنياهو) مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى وضع "آلية منع التصادم" في سوريا، سنة 2015، لم يتوقف الطرفان عن طرح هذا الموضوع على طاولة النقاش مرارا وتكرارا، إلّا أن قصف مطار الـ"T4"، وما تبعه من رد روسي غاضب، يضع تلك الآلية في موضع الاختبار.

 

"آلية منع التصادم" في موضع اختبار

منذ أيلول/ سبتمبر سنة 2015، تحاول كل من روسيا وإسرائيل تنسيق عملياتهما العسكرية في المجال السوري، بهدف منع الاشتباك المباشر بينهما. وفي اللقاء الذي جمع "نتنياهو وبوتين" بحضور رئيس هيئة الأركان ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية (آمان)، صرح "نتنياهو" آنذاك، أنه "يجب التفكير في خيارات ثانية لمعالجة أي طارئ، كي نفهم أهمية ما نقوم به". بدوره، قال بوتين لنتنياهو إنه يتفهم مخاوفه.

ودخلت "آلية منع التصادم، أو التنسيق" حيز التنفيذ مع بدء التدخل الروسي في سوريا، نهاية أيلول 2015، ووضع "نتنياهو" هذا التنسيق على رأس أولوياته خلال لقاءاته المتكررة مع "بوتين"، وعلى الرغم من أن إسرائيل دأبت على إعلام روسيا بعملياتها في سوريا بالوقت المناسب، إلا أن ذلك لم يحدث هذه المرة، حيث أفاد المتحدث الرسمي باسم "بوتين" أنه "لم يكن هناك تنسيق بين إسرائيل وروسيا قبل الهجوم على سوريا فجر الإثنين الفائت". خلافا لذلك، أعلمت "تل أبيب" الأمريكيين بالهجوم مسبقاً، وفقا لما صرح به مسؤولون أمريكيون لوكالة "إن بي سي" الأمريكية.

من جانبه، صرح وزير الأمن الداخلي "الإسرائيلي" جلعاد أردان، أن "علاقاتهم مع روسيا مهمة للغاية، وعلى رأسها آلية التنسيق المشتركة التي نهدف من خلالها إلى تجنب إلحاق الضرر بالجنود الروس الموجودين على الأراضي السورية. ولكن، هذا التنسيق يتيح لهم تنفيذ سياساتهم وعدم السماح للعدو الإيراني بتجاوز الخطوط الحمراء، فهذا الأمر أهم من كل شيء". 

وتابع "أردان"، "أما سياسات إسرائيل الثابتة، فهم ملتزمون بتنفيذها، وأن العالم بأجمعه، بما في ذلك روسيا، يدرك مدى جديتهم في تنفيذها. مع ذلك، لا يطيب لهم أحيانا سماع بيانات الإدانة، باعتبار أن أمن إسرائيل ومواطنيها يقع فوق كل اعتبار، وهو أهم من أي شيء". 

موسكو حاضرة في سوريا خدمة لمصالحها الخاصة في إطار توسيع نفوذها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط،

علاوة على ذلك، قال "أردان"، إنه "لا يعتقد وجوب تقبّل الإدانة الروسية. فموسكو حاضرة في سوريا خدمة لمصالحها الخاصة في إطار توسيع نفوذها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، ودعم نظام الأسد ضد المعارضة. ورغم أن روسيا لها كامل الحرية في التعبير عن موقفها مما يحدث، بيد أن بوتين يدرك جيدا سياسة إسرائيل والخطوط الحمراء التي سافر من أجلها نتنياهو، إلى روسيا ليعلمهم بها ويعرضها عليهم".

وفي الحقيقة، لا تتضمن آلية التنسيق السماح بتنفيذ عمليات مماثلة، أو غيرها، من قبل أحد الأطراف. كما أن أغلب الغارات الجوية في هذه الأجواء المتداخلة تُنفذ عادة على مسافات قريبة للغاية من بعضها البعض، وذلك من أجل منع نشوب خلافات بين الأطراف لتجنب النتائج الكارثية، وهو ما حدث مع الطائرة الروسية التي أسقطها الجيش التركي، عام 2015، إضافة إلى وضع آلية تنسيق مشابهة وفعالة في المجال البحري، حيث تُعقد، كل أسبوع، لقاءات في عرض البحر، وفي المياه الدولية، بين سفن حربية "إسرائيلية" وأخرى روسية.

وأفاد المتحدث باسم الكرملين "ديمتري باسكوف" بعد قصف مطار الـ"T4" (التي يبدو أن الإيرانيين يستخدمونها لإرسال طائرات من دون طيار) أنهم "لم يتلقوا إنذارا" في هذا الصدد، فيما أشارت شبكة "سي إن إن" إلا أن "هذه الحادثة تعد استثنائية، نظرا لأن حفاظ إسرائيل على علاقاتها مع روسيا يعتبر حجر الزاوية في حال أرادت تل أبيب أن يستمر عملها في سوريا". ووفقا لما جاء في التقارير الرسمية، أسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا، من بينهم أربعة "مستشارين عسكريين" إيرانيين.

وأثار الهجوم ردود فعل غاضبة في موسكو، باعتبار أن "نظام الأسد" يتحرك تحت غطائها العسكري، حيث وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الهجوم بأنه "تطور خطير". وأضاف ديمتري باسكوف أن "ما حدث يثير القلق، فماذا لو أصيبت القوات الروسية داخل القاعدة الجوية؟ لقد أبلغنا إسرائيل بموقفنا هذا".

وكما ذُكر آنفا، كشف الروس أن إسرائيل هي من هاجمت القاعدة العسكرية، موضحين أن طائرتين حربيتين "إسرائيليتين" نفذتا الهجوم. أما البيان الروسي الذي تم إصداره، تعليقا على الهجوم، فقد أشار إلى أن "الأنظمة الدفاعية السورية اعترضت خمسة صواريخ من أصل ثمانية أُطلقت من المجال الجوي اللبناني".

إلى ذلك، بدأت علامات التوتر بشأن مسار التنسيق وآلية التعاون في الظهور خلال الأشهر الأخيرة. وقد ذكرت شبكة "سي إن إن" في شباط/ فبراير الماضي، أن سياسيا روسيا ألمح لإسرائيل آنذاك أن الغرض من وجود الطائرات المقاتلة هو توجيه رسالة سياسية "لطائرات دول الجوار التي تحلق في الأجواء السورية بين الحين والآخر، على الرغم من أنها غير مدعومة شرعيا". والجدير بالذكر أن هذا التلميح أعقب نقل روسيا لطائرات من طراز "سوخوي 57" المعروفة باسم "الشبح" إلى سوريا.