icon
التغطية الحية

التايمز: زعيم داعش وشى بزملائه الجهاديين أمام جواسيس أميركيين

2020.09.18 | 18:29 دمشق

captur3e-1200x630.png
صحيفة التايمز البريطانية - ترجمة وتحرير ربا خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

قالت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها اليوم، إن زعيم تنظيم "الدولة" كان قد قدم معلومات حول العشرات من رفاقه الجهاديين للولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما ورد في ملفات استخباراتية تم رفع السرية عنها.

وقدم أمير محمد عبد الرحمن المولى أسماء 68 مقاتلاً في تنظيم القاعدة عندما تم اعتقاله في العراق في عام 2008، بحسب ما ورد في تلك الملفات، وحدد هوية الرجال المسؤولين عن عمليات التخطيط للاغتيال والخطف والتفجير، وبينهم ثاني أهم رجل في تسلسل القيادة لدى تنظيم القاعدة في العراق والذي قتل على يد القوات الأميركية بعد ثمانية أشهر.

ونشر مركز مكافحة الإرهاب الذي يمثل مركز أبحاث تابع للأكاديمية العسكرية الأميركية في ويست بوينت بنيويورك، ثلاثة محاضر استجواب رفعت عنها السرية.

يذكر أن مركز مكافحة الإرهاب نشر ثلاثة محاضر استجواب رفعت السرية عنها، وهذا المركز يمثل مركز أبحاث تابع للأكاديمية العسكرية الأميركية في ويست بوينت بنيويورك.

وذكرت تلك المحاضر التي اطلعت عليها صحيفة ديلي تيليغراف: "قام المحتجز بتحديد هوية عدد من الصور التي تعود لشخصيات مهمة في منطقة الموصل"، كما ذكرت بأن مولى لم يذكر فقط الأسماء بل قدم أيضاً وصفاً لأشكال تلك الشخصيات، إلى جانب تقديمه لأرقام هواتفهم النقالة وحساب كل شخص عن دوره في تنظيم القاعدة.

وقد تم استجوابه في مخيم بقعاء جنوب العراق، ثم أطلق سراحه في عام 2009. وورد في تلك الوثائق بأن مولى قدم "إفادته بيده وبكامل إرادته دون ضغط أو إكراه".

وتسلط هذه التقارير الضوء على معلومات تتعلق بمولى، ابن الثالثة والأربعين، وهو ضابط سابق في جيش صدام حسين، ثم أصبح زعيماً لتنظيم الدولة في تشرين الأول، بعد أيام من الغارة التي نفذتها قوات مغاوير أميركية أدت إلى قتل أبي بكر البغدادي الذي أعلن عن قيام دولة الخلافة لتنظيم الدولة الإسلامية.

وقد تحول مولى إلى أحد مؤسسي داعش عقب لقائه بالبغدادي، إذ كان يعتقد في السابق بأنه التقى بالبغدادي أثناء فترة سجنه في مخيم بقعاء في عام 2004، بالرغم من أن محاضر الاستجواب لم تأت على ذكر احتجاز مولى قبل عام 2008.

وبحسب ما ورد في تلك الوثائق فإن هذا الرجل عمل لفترة ككاتب لخطابات البغدادي، إلى جانب عمله بالإمامة في مسجد بالموصل.

وذكرت تلك الوثائق بأنه ولد في العراق لأسرة عربية، مما يدحض أي شك أثارته تقارير سابقة حول أصوله التركمانية، إذ اعتقد البعض أنه من بين القلائل من غير العرب الذين وصلوا إلى أرفع مستوى قيادي ضمن تنظيم "الدولة".

وفي مطلع هذا العام، عرض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جائزة وقدرها 5 ملايين دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض على هذا الرجل، وذكر أنه "نشط سابقاً في تنظيم القاعدة بالعراق، واشتهر بتعذيب من ينتمون للأقلية اليزيدية".

وهنا تجدر الإشارة إلى أن ما يقارب من خمسة آلاف يزيدي قد قتلوا وتم اعتقال المئات من نسائهم وبناتهم في عام 2014، ثم تم استرقاقهن واغتصابهن مع اجتياح المقاتلين لمنطقة سنجار شمال العراق. وقد قيل حينها إن مولى هو من قاد عمليات الاضطهاد تلك ثم أصدر فتاوى إسلامية حاولت تبرير ما حدث في تلك المجزرة.

وذكر كريغ وايتسايد، وهو أستاذ مساعد متخصص بشؤون الأمن القومي لدى كلية الحروب البحرية الأميركية بأن مولى "لا يبدو كشخص يتمتع بالكثير من الاستقامة" لأنه: "وشى بكثير من زملائه".

وقد تحدث هارورو إنغرام، وهو باحث كبير لدى برنامج جامعة جورج واشنطن حول التطرف إلى صحيفة تليغراف، بأن ما تم الكشف عنه بوسعه "أن يهز الثقة" بقيادة مولى لتنظيم "الدولة".

يذكر أن الرئيس ترامب تباهى عدة مرات بهزيمة داعش بنسبة 100% حسب زعمه بعدما خسر ذلك التنظيم ما سيطر عليه من أراض، إلى جانب آلاف المقاتلين الجهاديين الذين تفرقوا في مناطق نائية ضمن العراق وسوريا.

ولم يعرف مكان مولى بعد، إلا أن البعض يرى بأنه لحق بالبغدادي إلى إدلب بشمال سوريا، التي تعتبر آخر معقل للثوار في البلاد، وهناك قتل زعيم ذلك التنظيم الإرهابي. وهنالك احتمال آخر يرى بأن هذا الرجل ما يزال مختبئاً في منطقة نائية بشمال غرب العراق.