icon
التغطية الحية

"الاستيطان الرعوي".. خطة الاحتلال الإسرائيلي لضم الضفة الغربية

2023.07.26 | 13:14 دمشق

آخر تحديث: 26.07.2023 | 13:26 دمشق

"الاستيطان الرعوي".. خطة الاحتلال الإسرائيلي لضم الضفة الغربية
مستوطنون بحماية الجنود الإسرائيليين يهاجمون فلسطينيين في منطقة الأغوار، الضفة الغربية المحتلة (الإنترنت)
تلفزيون سوريا - الأناضول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

- انتشار ظاهرة المستوطنين الرعاة الذين تجندهم الجمعيات الاستيطان بهدف الاستيلاء على أراض في الضفة الغربية المحتلة.

- خطة إسرائيلية لضم منطقة الأغوار بالضفة عبر المستوطنين و"البؤر الرعوية".

- التجمعات البدوية الفلسطينية هي خط الدفاع الأول عن الأراضي وإفشال مشروع الضم.


لم يعد بإمكان الفلسطيني سلمان الزواهرة (54 عاما) رعي قطيع أغنامه حيثما شاء، بعد أن كانت ماشيته تجوب جبال وأودية تقع في منطقة شفا غورية مطلة على غور الأردن.

في المقابل، يمتلك المستوطنون قطيعا من الأغنام والأبقار وحدود رعيهم حيثما وصلت ماشيتهم، فضلاً عن ذلك يمنعون الفلسطينيين من الرعي، وفقاً لما يقوله فلسطينيو الأغوار لوكالة "الأناضول".

ويقول الزواهرة، منذ أربع سنوات وضع مستوطنون بؤرة استيطانية رعوية حرمت الفلسطينيين في المنطقة الواقعة إلى الشرق من بلدة المغيّر بمحافظة رام الله وسط الضفة الغربية من رعي مواشيهم.

وتنقل "الأناضول" عن الفلسطينيين أن الهدف من تلك البؤرة والعشرات المماثلة المنتشرة في الضفة التضييق على الفلسطينيين والسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي عبر الاستيطان الرعوي.

يسكن الزواهرة في تجمع أم الرشراش البدوي، والواقع على أراضي بلدة المغيّر، ومعه 85 آخرين، من أشقائه وأقاربه.

يقول بينما يجلس في خيمة أعدت لاستقبال الضيوف، إن مجموعة من المستوطنين ومعهم قطيع من الأغنام والأبقار سيطروا على جل الأراضي، ومنعوا الفلسطينيين من الرعي.

مضايقات متواصلة

منذ 4 سنوات والزواهرة وسكان التجمع يعانون من مضايقات واعتداءات المستوطنين، الذين سيطروا على نبع مياه كان يغذي السكان ومواشيهم بمياه الشرب، الأمر الذي زاد من معاناتهم.

وللوصول إلى التجمع عليك المرور من طريق يوصل للبؤرة الاستيطانية الرعوية، قبل الانعطاف في طريق ترابي صعب للغاية.

ويفتقد التجمع لأدنى مقومات الحياة، حيث لا تتوفر فيه شبكات المياه والكهرباء.

ويسكن الفلسطينيون بالتجمع في بيوت من الصفيح والخيام، وعادة ما تهدمها السلطات الإسرائيلية بذريعة البناء في مناطق مصنفة "ج" (الخاضعة للسيطرة الإدارية والأمنية الإسرائيلية وفق اتفاق أوسلو 2 للسلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1995).

ويقول الزواهرة، إن "استمرار الحال في ظل المضايقات يعني إجبار السكان على الرحيل".

وعائلة الزواهرة هجرت من النقب في نكبة الفلسطينيين باحتلال إسرائيل لأراضيهم عام 1948، وتسكن بادية الضفة الغربية منذ ذلك الحين.

ويعتمد السكان في التجمع البدوي على تربية الماشية ويعتشون من منتجاتها.

ويشير الزواهرة، إلى أن "منعه من المراعي يعني موت الماشية، أو تغذيتها عبر الأعلاف الأمر المكلف للغاية".

وقال: "هناك انخفاض في أعداد القطيع نتيجة انحسار المراعي يصل إلى 50 بالمائة".

ويملك زواهرة وحده نحو 500 من الماعز.

خط الدفاع الأول

مرزوق نعيم الناشط في مقاومة الاستيطان وعضو مجلس قروي المغيّر، قال للأناضول، إن "المستوطنين سيطروا على نحو 30 ألف دونم (الدونم يعادل 1000 متر مربع)، من أراضي بلدته تحت حماية الجيش الإسرائيلي".

وأضاف، الحكومة الإسرائيلية تسعى لضم منطقة الأغوار بالضفة عبر المستوطنين والبؤر الرعوية التي تعمل على التضييق على السكان وخاصة التجمعات البدوية لدفعها للرحيل.

وأشار نعيم إلى البؤرة الرعوية قائلا، خلال أيام وفرت الجهات الإسرائيلية الداعمة للاستيطان الماء والكهرباء والبنية التحتية والحماية لمجموعة من المستوطنين الرعويين.

وقال الناشط الفلسطيني، في ظاهر الأمر هم مزارعون لكنهم يعملون ضمن مؤسسات وجمعيات استيطانية للسيطرة على كل شيء.

وأشار نعيم بيده إلى التجمعات البدوية الفلسطينية قائلا، اليوم هي خط الدفاع الأول على الأراضي وإفشال مشروع الضم الإسرائيلي.

وعادة ما تندلع مواجهات عنيفة بين أهالي بلدة المغيّر من جهة والجيش الإسرائيلي والمستوطنين من جهة أخرى.

سبب هذه المواجهات "اعتداءات" ينفذها المستوطنون بحق المزارعين ورعاة الماشية، بحسب فلسطينيي المنطقة.

ويشير الفلسطينيون إلى أن مشهد الاستيطان الرعوي يتكرر في العديد من المواقع في الضفة الغربية المحتلة وسط دعم وحماية من حكومة الاحتلال لهذه المشاريع.

ضوء أخضر من حكومة الاحتلال

بحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن الحكومة الإسرائيلية الحالية تغض الطرف بشكل كامل عن عمليات بناء بؤر استيطانية في الضفة الغربية.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الشهر الماضي، إنه مع تسلم بتسلئيل سموتريتش منصب وزير ثان في وزارة الدفاع فيما يتعلق بإدارة الضفة الغربية إضافة لمنصبه وزيراً للمالية، توقفت الحكومة الإسرائيلية بشكل كامل عن إنفاذ القانون ضد البناء غير القانوني من قبل الإسرائيليين في أراضي الضفة الغربية.

أمس الثلاثاء، طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بالحد من "عنف المستوطنين" ضد الفلسطينيين في الضفة.

ودعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نظيره الإسرائيلي يؤاف غالانت، خلال اتصال هاتفي، على التصدي لعنف المستوطنين المتطرفين ضد المدنيين الفلسطينيين.

يشار إلى أن البؤر الاستيطانية تختلف عن المستوطنات التي تبنيها حكومة الاحتلال في أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.

وفق القانون الإسرائيلي نفسه تعتبر البؤرة الاستيطانية بما فيها البؤر الرعوية "غير قانونية".

وطبقاً للقانون الدولي، فإن المستوطنات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، غير شرعية ووجود المستوطنين فيها غير شرعي.

تحتل إسرائيل القدس الشرقية والضفة الغربية ومرتفعات الجولان السوري، منذ حرب 1967، وتواصل بناء المستوطنات وتقدم تسهيلات وحماية خاصة للمستوطنين في الأرض الفلسطينية.

وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي أنشطة غير قانونية وتطالب من دون جدوى بوقفها، محذرةً من أن ذلك يهدد مبدأ حل الدولتين.

يتوزع نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي في 146 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، بحسب بيانات لحركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية.