icon
التغطية الحية

الاتحاد الأوروبي يرسل تعزيزات لفنلندا وسط مخاوف من افتعال روسيا لأزمة الهجرة

2023.11.24 | 14:26 دمشق

آخر تحديث: 24.11.2023 | 14:26 دمشق

عناصر من خفر الحدود الفنلندي يرافقون المهاجرين عند المعبر الحدودي الدولي بين فنلندا وروسيا، في سالا بفنلندا، تاريخ الصورة: الخميس 23 نوفمبر 2023.
عناصر من خفر الحدود الفنلندي يرافقون المهاجرين عند المعبر الحدودي الدولي بين فنلندا وروسيا، في سالا بفنلندا، تاريخ الصورة: الخميس 23 نوفمبر 2023.
abc news - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أعلنت وكالة الحدود الأوروبية، الخميس، عن عزمها على إرسال العشرات من الضباط والمعدات لتعزيز حدود فنلندا عبر مساعدة شرطة الحدود هناك، وسط شكوك تدور حول افتعال روسيا لأزمة هجرة جديدة تجلت بزيادة أعداد المهاجرين الواصلين إلى فنلندا.

وأعلنت فرونتيكس أنها تتوقع إرسال تعزيزات كبيرة قوامها قد يصل إلى 50 ضابطاً لحرس الحدود مع مرافقيهم، إلى جانب إرسال سيارات من أجل تسيير دوريات مع معداتها الملحقة، وكل تلك التعزيزات يرجح وصولها إلى فنلندا خلال الأسبوع المقبل.

يذكر أن أكثر من 800 مهاجر لا يحملون تأشيرات ولا وثائق مناسبة قد وصلوا إلى فنلندا منذ شهر آب الماضي، وقد وصل منهم 700 مهاجر خلال شهر تشرين الثاني وحده وذلك حتى نهاية يوم الأربعاء الماضي، مقارنة بالأعداد الضئيلة التي وصلت إلى فنلندا خلال شهري أيلول وتشرين الأول، ومعظم المهاجرين أتوا من أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وكينيا والمغرب والصومال.

 

"خلل أمني"

وصف رئيس الوزراء الفنلندي، بيتري أوربو، الذي خاطب النواب في البرلمان يوم أمس الخميس، هذا الوضع بأنه يمثل: "خللاً خطيراً في أمن الحدود" ويؤثر على الأمن القومي في فنلندا التي يبلغ تعداد سكانها 5.6 مليون نسمة.

وأضاف بنبرة حاسمة: "لا يمكن لفنلندا أن تتأثر بذلك كما لا يمكن أن يتزعزع استقرارها جراء ما يجري، فروسيا هي من بدأت هذا الوضع وبوسعها هي أيضاً أن تنهيه". بيد أن الكرملين أنكر تلك المزاعم.

ويوم الأربعاء الماضي، بدأ حرس الحدود والجنود في فنلندا بنصب الحواجز التي تشمل عوائق أسمنتية تعلو الأسلاك الشائكة عند بعض نقاط العبور الممتدة على الحدود الطويلة المشتركة بين هذه الدولة الاسكندنافية وبين روسيا.

كما قررت الحكومة الفنلندية خلال الأسبوع الماضي إغلاق أربعة معابر حدودية نشطة مع روسيا في جنوب شرقي فنلندا، وذلك إثر شكوك دارت حول مؤامرات حاكها مسؤولو الحدود في روسيا ضد فنلندا. وتخطط فنلندا لاستبقاء معبر وحيد أمام المهاجرين الذين يريدون طلب اللجوء فيها.

وأعلن هانس ليتنس المدير التنفيذي لمنظمة فرونتيكس بأن إرسال تعزيزات للحدود يعبر عن الموقف الأوروبي الموحد ضد أي تحديات هجينة تضر بأي دولة تتمتع بعضوية الاتحاد الأوروبي.

تغير على الجانب الروسي

يذكر أن لفنلندا تسعة معابر مع روسيا التي تشترك معها بحدود طويلة تمتد مسافة 1340 كيلومتراً، وتمثل هذه الدولة الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي كما تشغل حيزاً مهماً من الخاصرة الشمالية الشرقية لأوروبا، وتعتقد السلطات الفنلندية بأن روسيا زادت من عدائها لفنلندا منذ انضمام الأخيرة لحلف شمال الأطلسي في نيسان الماضي، إذ ذكر مسؤولون فنلنديون يعملون على الحدود يوم الأربعاء بأنهم شهدوا تغيراً ملحوظاً في أسلوب التعامل الروسي ضمن المنطقة الحدودية بين روسيا وفنلندا، وهذه المنطقة تخضع عادة لمراقبة مكثفة من السلطات الأمنية في الدولة الروسية.

وخلال هذا الأسبوع، ذكرت إيلفا يوهانسون وهي المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية بأن التحديات التي بدأت تظهر على حدود فنلندا جعلتها تشعر بأنها عاينت كل ذلك قبل عامين عندما بدأت بيلاروسيا بإرسال المهاجرين إلى لاتيفيا وليتوانيا وبولندا في محاولة منها لزعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي بحسب رأي المسؤولين هناك، وأضافت في خطاب لها أمام نواب الاتحاد الأوروبي في رسالة موجهة لدعم هيلسنكي: "الحدود الفنلندية حدود للاتحاد الأوروبي، ولهذا سيكون الاتحاد الأوروبي خلفكم، وبوسعكم أن تعولوا على دعمنا الكامل لحماية حدود الاتحاد الأوروبي والالتزام بحقوقه الأساسية".

دراجات هوائية لتهريب البشر

معظم المهاجرين شبان في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم، وقد شوهد كثيرون من بينهم وهم يرتدون أحذية رياضية في برد شتاء فنلندا القارس، ولكن هناك بعض العائلات بينهم نساء وأطفال بحسب ما ذكره خفر الحدود والصور التي انتشرت لهؤلاء المهاجرين، وجميعهم تقريباً وصلوا إلى المنطقة الحدودية بوساطة دراجات هوائية زعمت تقارير إعلامية فنلندية وروسية بأنهم زُودوا بها أو اشتروها لهذا الغرض.

 

ومنذ فترة قريبة، أعلن حاكم إقليم مورمانسك الواقع شمالي روسيا بأن هذا الإقليم سيخضع لحالة التأهب القصوى بعد إعلان فنلندا عزمها على إغلاق سائر المعابر الحدودية بين البلدين باستثناء معبر وحيد، ولهذا أعلن الحاكم أندريه تشيبيز بأنه يتوقع زيادة مهولة في أعداد الأجانب الذين يحاولون العبور إلى فنلندا من خلال المعبر الحدودي الوحيد الذي مايزال مفتوحاً على إقليم مورمانسك، كما ذكر يوم الأربعاء بأن 400 شخصاً كانوا ينتظرون دخول فنلندا عند معبر سالا الفلنلندي الواقع في أقصى جنوبي البلاد، غير أنه لم يسمح سوى لخمسين منهم بالعبور.

أزمة الهجرة في أستونيا

شهدت جارة روسيا على البلطيق، أي أستونيا، موجة هجرة مؤخراً مع ارتفاع أعداد المهاجرين الذين يحاولون الدخول إليها من خلال معبر حدودي عند مدينة نارفا، إلا أن نحو ثلاثين مهاجراً غالبيتهم صوماليون وسوريون أُعيدوا إلى روسيا خلال الأيام السبعة الماضية بسبب عدم تقديمهم لطلب لجوء في أستونيا.

خلال مؤتمر صحفي عقد في استوكهولم يوم الخميس الماضي عقب اجتماع ضم وزراء الدفاع في الدول الاسكندنافية ودول البلطيق، أعلن وزير الدفاع الأستوني، هانو بيفكور بأن: "كل ما يجري نسقت له دولة روسيا بشكل كامل"، وأضاف: "في روسيا، هناك منطقة حدودية يصل طولها إلى عشرة كيلومترات ولا يمكن لأحد دخولها من دون إذن السلطات الأمنية في الدولة الروسية، ثم بالصدفة، وصل المئات من المهاجرين إلى معبر حدودي واحد مع فنلندا بوساطة درجات هوائية خلال فصل الشتاء... أيعقل هذا؟!!!".

 

المصدر: ABC News