icon
التغطية الحية

الإعلام الروسي يخدع بوتين ويورطه في بروبغندا صحافية سطحية

2018.09.16 | 13:09 دمشق

الرئيس الروسي فلادمير بوتين (إنترنت)
عمر الخطيب - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

لا يمكن التكهن أحياناً بمدى جدية أو عدم جدية الطريقة التي يتعامل فيها الإعلام الروسي مع أحداث وأمور سياسية تتعلق بشكل مباشر بالسياسة الروسية، ولكن عندما يصبح الرئيس الروسي جزءاً أساسياً من قصص يختلقها إعلامه، فلابد حينها من أخذ الموضوع على محمل الجدية، وربما أكثر من الجدية.

وشهد الأسبوع الماضي تحول الكرملين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مادة مثيرة للسخرية على صفحات الإعلام الغربي وفي مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشرهما قصتين الأولى تتعلق بالسلاح الكيماوي في سوريا، والثانية بخصوص المتهمين بمحاولة اغتيال جاسوس روسي في بريطانيا.

 

قصة لا تنتهي..

نشرت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء الماضي، 11 من أيلول، بياناً قالت فيه إن "الخوذ البيضاء" و"جبهة النصرة" بدأا بتصوير مقاطع مفبركة عن هجوم كيماوي على مدينة جسر الشغور بإدلب لاتهام النظام وروسيا باستخدام هذه الأسلحة وأضاف بيان وزارة الدفاع أن هذه الأفلام سيتم توزيعها على القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بنهاية يوم الثلاثاء وقامت منصات الإعلام الروسي وتلك التابعة لها مع مئات الحسابات للمعروفين باسم الأسديست في موقع تويتر بنشر البيان مع استخدام صور من هجمات النظام السابقة الكيماوية.

مع نهاية يوم الثلاثاء لم تظهر الأفلام الموعودة..

 

 

في اليوم التالي أي الأربعاء 12 من أيلول، تفاجأ الجميع ببيان جديد لوزارة الدفاع الروسية تقول فيه إن "الخوذ البيضاء" لم تنشر الفيديوهات لأن الوزارة كشفت المخطط.

وأضافت أن الخوذ البيضاء والنصرة قامتا بتجهيز 9 أفلام عن الهجوم الكيماوي على مدينة جسر الشغور وزادت الوزارة في بيانها الجديد بأن 22 طفلاً تم انتقاؤهم شاركوا في تمثيل المقاطع ومرة أخرى عاد الإعلام الروسي وتوابعه بنشر البيان تحت عنوان "خبر عاجل" وبنفس الحماس الذي نشروا به في اليوم السابق وأما الأسديست فقاموا من جديد بالنشر مع تكرار رواياتهم السابقة في انكار كل المجازر السابقة.

شاذ تماماً!

من جانبه قال الباحث "إليوت هيغنز" إن موسكو وبعد ادعائها بأن مقاطع مفبركة ستظهر يوم الثلاثاء عادت يوم الأربعاء، بنسخة معدلة من القصة ومثيرة للسخرية لتقدمها لوسائل إعلامها، وأضاف في تغريدة أخرى متهكماً "لو كان لدى الحكومة الروسية أدلة على تصوير هجمات كيماوية زائفة لنشرتها بدلاً من اضطرارها إلى الاستمرار بإطلاق أكاذيب جديدة"، وعلق الباحث "تشارليز ليستر بدوره على ذلك بالقول "بصراحة لا يمكنني التعليق.. ماذا تفعل وزارة الدفاع الروسية على الأرض هنا؟… هذا شاذ تماماً".

(تغريدة تشارلز + اليوت)

مدنيان

وما كادت الانتقادات لمزاعم الدفاع الروسية أن تهدأ حتى خرجت قناة روسيا اليوم بمقابلة مثيرة أرادت منها دحض الاتهامات البريطانية للكرملين بتنفيذ هجوم بالغازات السامة لاغتيال الجاسوس الروسي المنشق "سيرغي سكريبال" وابنته يوليا، المقابلة كانت مع المتهمين ولكن وبدلاً من إفحام المتهمين تحولت وبالاً على مطلقيها.

بدأت القصة هذه المرة مع الرئيس الروسي بوتين حين قال لوسائل الإعلام يوم الأربعاء 12 من أيلول، إن الصور التي نشرتها بريطانيا هي فعلا لمواطنين روسيين وإنهما مدنيان لا علاقة لهما بما تتهمهم به لندن وقريباً جداً سنسمع منهما.

وفعلاً ظهر شخصان روسيان على شاشة "روسيا اليوم" وقالا إنهما طلبا أن تكون "مارغاريتا سيمونيان" رئيسة تحرير القناة هي المحاورة لأنهما يثقان بها كما قالت سيمونيان في صفحتها على تويتر، وأقر الشخصان أنهما ذهبا إلى بريطانيا لكن بغرض السياحة لا أكثر.

حيث قالا لمحاورتهما بأنهما أرادا زيارة لندن للتسلية وقاما بزيارة مدينة "سالزبوري"، حيث تمت محاولة الاغتيال، لزيارة كاتدرائيتها ولكن تساقط الثلوج منعهما من ذلك في اليوم الأول لذلك عادا في اليوم الثاني، وقال الرجلان في المقابلة إنهما يقومان بهذه المقابلة تجاوباً مع دعوة رئيسهما فلاديمير بوتين للظهور وشرح القضية للعالم.

 

وما أن نشرت القناة الروسية المقابلة المنتظرة حتى بدأ الاستنكار والسخرية من هذه المقابلة وسيناريو القصة الساذج، بل إن صحفاً روسية محسوبة على المعارضة هاجمت المقابلة وسخرت منها، حيث عجز الرجلان في المقابلة عن إبراز ولو صورة واحدة لهما من الكاتدرائية التي يزعمان أنها سبب الزيارة.

وأشارت روسيا اليوم إلى أن الرجلين هما مثليان ولذلك فهما يسافران وحدهما، ولتكتمل فصول المسرحية قام التلفزيون الروسي الرسمي بعد بث "روسيا اليوم" اللقاء ببث تقارير عن مدينة سالزبوري وكيف أنها تعتبر جنة للمثليين.

الإعلام الروسي.. يسخر أيضاً

الطريف في الأمر وبحسب ما غردت الصحفية الأمريكية "جوليا دافيس"، المختصة بالإعلام الروسي في صحيفة "واشنطن بوست"، أن بعض قنوات التلفزة الروسية لا يتوقف ضيوفها عن الضحك أثناء بث مقاطع من اللقاء مع المتهمين الروسيين.

من جهته يصر الكرملين على ما يبدو أن هذه الرواية الوحيدة وأن الرجلين بريئان بل وهاجم منتقديه مهدداً بالعودة إلى أساليب البروباغندا السوفييتية وكأنه ابتعد عنها، كما عبر مسؤولون روس عن غضبهم لتكذيب رواية المتهمين، من جهتها قالت الحكومة البريطانية إن "الأكاذيب وأساليب التلفيق الفادحة في المقابلة التي بثتها قناة تلفزيونية ممولة من قبل الدولة الروسية تمثل إساءة للمنطق السليم ذاته. والأهم أن ذلك يمثل إساءة بالغة لضحيتي هذا الهجوم الشنيع وأحبائهما" أما "روسيا اليوم" فرأت باتهامها بالكذب والسخرية من المقابلة دليلاً على "غضب" البريطانيين" من تمكنها من إجراء اللقاء!.