icon
التغطية الحية

الإصابات بالقنابل العنقودية تضاعفت في 2019 ومعظمها في سوريا

2020.11.26 | 12:50 دمشق

merlin_165408099_81c725f8-6d94-43d2-ae59-bf3783236deb-jumbo.jpg
نيويورك تايمز - ترجمة ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تضاعف عدد الإصابات الناجمة عن القنابل العنقودية المحرمة دولياً كونها تقتل دون تمييز خلال السنة الماضية، ومعظم تلك الإصابات وقعت من جراء استخدام قوات النظام المسلحة التي تدعمها روسيا لتلك القنابل في الحرب السورية التي امتدت لعقد من الزمان تقريباً، وذلك بحسب ما أوردته منظمة رقابية يوم الأربعاء.

إذ قتل وأصيب 286 شخصا على الأقل في عام 2019 بسبب هجمات بالقنابل العنقودية أو بسبب مخلفات الذخائر وذلك مقارنة بعدد الإصابات التي بلغت 149 إصابة في عام 2018، بحسب ما ذكرته تلك المنظمة الرقابية، التي أوردت بأن سوريا وقعت فيها 219 إصابة خلال عام 2019، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف الرقم الذي سجل في عام 2018.

إن النتائج التي توصلت إليها تلك المنظمة الرقابية وهي الحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية والتحالف ضد الذخائر العنقودية، قد أدرجت ضمن مراجعة الالتزام ومدته عشر سنوات بالاتفاقية حول الذخائر العنقودية، وهي عبارة عن معاهدة لحظر الأسلحة دخلت حيز التنفيذ في آب من عام 2010، وذلك بعدما قامت 30 دولة بالتصديق عليها. ومنذ ذلك الحين، ارتفع عدد الدول التي صدّقت على هذه المعاهدة إلى 110 دول، ولم تقم أي دولة منها باستخدام الأسلحة.

كما أعلنت هذه المنظمة بأنها اكتشفت استخداماً للذخيرة العنقودية في ليبيا خلال عام 2019، وبأنها قامت بمراجعة مزاعم استخدامها خلال السنة الماضية في اليمن، وفي إقليم كشمير المتنازع عليه الواقع على الحدود الهندية-الباكستانية، لكنها لم تتوصل إلى قرار قاطع حيال ذلك.

وظلت تقارير ترد حول إصابات بسبب مخلفات ذخيرة عنقودية لم تنفجر خلال السنة الماضية من كل من أفغانستان والعراق ولاوس ولبنان وسيبيريا، وجنوب السودان وسوريا واليمن، بالإضافة إلى المناطق المتنازع عليها في كل من ناغورني-قره باغ، ومنطقة الصحراء الغربية بحسب ما ذكرت تلك المنظمة.

وأعلنت المنظمة أنه ما بين عامي 2010-2019، وردت تقارير حول حدوث 4315 إصابة بسبب الذخيرة العنقودية في عشرين دولة وغيرها من المناطق، إلا أن أكثر من 80% من الإصابات وقعت في سوريا، حيث سجلت 686 هجمة بالذخيرة العنقودية في سوريا منذ تموز 2012 مما جعل سوريا حسب رأي تلك المنظمة: "الدولة الوحيدة التي شهدت استخداماً متواصلاً للأسلحة" طيلة تلك الفترة.

وقد نشر تقرير هذه المنظمة بعد أسابيع من ورود أخبار حول استخدام تلك الذخائر في ناغورني-قره باغ. إذ ذكرت السيدة ميشيل باتشيليت من المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بأن تلك الهجمات في حال تأكيدها، مقلقة للغاية حسب وصفها، ولهذا دعت كلا الطرفين للانضمام إلى اتفاقية الذخائر العنقودية.

فلقد انضمت الكثير من الدول إلى هذه الاتفاقية التي تحظر كل استخدام أو تخزين أو إنتاج أو نقل للأسلحة، بينها أهم الدول المنتجة للسلاح وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين وروسيا وأوكرانيا وإسرائيل.

ومع ذلك يرى المدافعون عن فكرة نزع السلاح بأن المعاهدة عبر قبولها المتزايد ساعدت على وصم تلك الأسلحة بالعار، وممارسة ضغوطات دولية مذلة على المعاقل التي تصر على الاحتفاظ بتلك الأسلحة ضمن ترسانتها أو بيعها لأي دولة أخرى.

وتعتبر الذخيرة العنقودية التي يتم إطلاقها من الأرض أو إسقاطها من الجور نوعاً من أنواع الأسلحة التي تقوم بنشر أسلحة متفجرة أصغر، تعرف باسم الذخائر أو القنابل الصغيرة، والتي صممت لتقوم بتفجير منطقة تعادل مساحتها مساحة ملعب لكرة القدم، وبوسعها أن تقتل أو تشوه دون تمييز بين المقاتلين وغيرهم من المدنيين.

وعلاوة على ذلك، يمكن لبعض القنابل الصغيرة في حال عدم انفجارها أن تظل فتاكة لعقود، حيث تتحول إلى مفخخات فعالة، ولهذا فإن الكثير من ضحايا تلك القنابل الصغيرة كانوا من الأطفال الأبرياء الذين وجدوها مرمية على الأرض.

لقد تم توثيق الاستخدام المتكرر للقنابل العنقودية في سوريا، حيث أخذت قوات بشار الأسد تحارب عدداً من الخصوم منذ بداية احتجاجات الربيع العربي في عام 2011. وقد أنكرت روسيا التي تعتبر أهم حليف للأسد مسؤوليتها عن الهجمات بالقنابل العنقودية، بالرغم من العثور على مخلفات تلك الأسلحة المصنوعة في روسيا داخل سوريا.

ففي شهر كانون الثاني الفائت مثلاً، أوردت منظمة هيومان رايتس ووتش بأن الصاروخ البالستي الذي يشتمل على رأس يضم قنبلة عنقودية روسية قد أطلقته سوريا فدمرت مدرسة في محافظة إدلب ما أدى لمقتل 12 مدنيا بينهم خمسة أطفال. وفي عام 2017، وثق المجلس الأطلسي وهو مركز أبحاث حول سياسة استخدام ذخائر عنقودية روسية في قصف حلب.

وبالرغم من أن الولايات المتحدة لم توقع على المعاهدة التي تحظر الذخائر العنقودية، فإنها تعهدت في عام 2008 أن تقوم بتقييد استخدامها لتلك الأسلحة بشكل كبير وذلك لتجنب الإضرار بالمدنيين دون تمييز، إلا أن تلك السياسة تغيرت في ظل إدارة ترامب في كانون الأول 2017، وذلك عندما سمح البنتاغون للقوات الأميركية بتخزين الأسلحة، ويعتقد أن الكثير منها قد تم تخزينه في كوريا الجنوبية.

المصدر: نيويورك تايمز