icon
التغطية الحية

الإدارة الأميركية منقسمة تجاه عملية عسكرية تركية محتملة في سوريا

2019.10.06 | 17:56 دمشق

efjxskbwsaaj0rf.jpg
تلفزيون سوريا - فراس فحام
+A
حجم الخط
-A

أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أن نظيره الأميركي "دونالد ترمب" أصدر أوامره بانسحاب قوات بلاده من شمال شرق سوريا، مشيراً إلى أن من يحيطون بـ ترمب لا يعملون على تنفيذ أوامره.

وأضاف أردوغان في تصريحات جديدة له اليوم الأحد:" إن الدائرة المحيطة بالرئيس ترمب لا تدرك أهمية تأسيس منطقة آمنة داخل الأراضي السورية".

وتأتي تصريحات الرئيس التركي بعد يومٍ واحد من إعلانه عن قرب إطلاق جيش بلاده عمليةً عسكرية في منطقة "شرق الفرات"، إذ أشار في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم أمس السبت أنهم" مضطرون إلى تنفيذ عملية عسكرية حمايةً لأمن تركيا القومي"، وأن العملية "قد تنطلق اليوم أو غداً".

استعدادات تركية لخوض معركة من عدة مراحل

واصل الجيش التركي إرسال التعزيزات العسكرية خلال الأيام الماضية إلى قضاء "أقجة قلعة" المقابل لمدينة "تل أبيض" بريف الرقة السورية، وقضاء "جيلان بينار" المواجه لمدينة "رأس العين" بمحافظة الحسكة.

وأفادت مصادر عسكرية لموقع تلفزيون سوريا بأن الجيش التركي حشد عدة كتائب تابعة لقوات المغاوير، وقوات الدرك، ممن لها خبرة واسعة في قتال الشوارع والحرب ضمن شبكات الأنفاق.

وبحسب المصادر فإن العملية العسكرية التي أطلقت عليها تركيا اسم " نبع السلام" ستكون على عدة مراحل، ففي البداية ستتوغل القوات التركية تحت غطاء الطيران الحربي جنوب غرب مدينة "تل أبيض" باتجاه ناحية "سلوك"، بالتزامن مع التقدم من شرق المدينة وشمالها، ثم التوغل في مرحلة لاحقة داخل أحياء "تل أبيض" بالاشتراك مع بعض الفصائل المحلية المنحدرة من المنطقة، والتي أشرف على تدريبها الجيش التركي في وقت سابق.

وأجرى ضباط أتراك في الرابع من شهر تشرين الأول / أكتوبر الحالي اجتماعاً في ولاية "شانلي أورفة" مع قيادات عسكرية ووجهاء عشائر ينحدرون من محافظتي الرقة والحسكة السوريتين، وذلك من أجل التباحث في تفاصيل العملية المرتقبة.

وأزال الجيش التركي مؤخراً أجزاءً واسعة من الجدار الحدودي العازل على حدود"تل أبيض"، الأمر الذي أعطى مؤشراً إضافياً على قرب التحرك، الذي سينصب في مراحله الأولى على هذه المنطقة، ثم يتوسع ليشمل "رأس العين" و عين العرب"كوباني".

انقسام في الأوساط الأميركية

علم موقع "تلفزيون سوريا" بوجود انقسام في الأوساط الأميركية الرسمية حيال التحركات التركية، حيث ينظر الرئيس الأميركي "دونالد ترمب" إلى التدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا كفرصة لينفذ خطته التي أعلن عنها سابقاً والمتضمنة تخفيض عديد قواته في سوريا، كما أن وزير الخارجية "مايك بومبيو" والمبعوث الأميركي "جيمس جيفري" يؤيدون فكرة تهدئة المخاوف التركية.

وتشير المعلومات التي حصل عليها موقعنا إلى وجود عدة شخصيات مؤثرة في قرار إدارة "ترمب"، تدفع باتجاه الاستمرار في دعم واشنطن لـ "وحدات الحماية"، أبرزهم الملياردير الأميركي ذو الأصول اليهودية " شيلدون أديلسون"، وهو من أبرز الممولين للحزب الجمهوري وأكبر الداعمين لقرار نقل السفارة الأميركية إلى "القدس"، حيث عرض على "ترمب" دفع تكاليف عملية النقل في حينها.

ويشترك "جاريد كوشنر" صهر "ترمب" ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط مع " أديلسون" في الموقف السلبي تجاه الرئيس التركي "أردوغان"، على خلفية معارضة الأخيرة لـ "صفقة القرن"، وإدانته لقرار الإدارة الأميركية الخاص بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة، ويشاطرهم في هذا الموقف "ستيفن منوتشين" وزير الخزانة الحالي ورئيس التمويل لحملة "ترمب" الانتخابية عام 2016.

ويتزعم الجنرال " كينيث ماكينزي"  قائد القيادة الأميركية المركزية للمنطقة الوسطى التيار الموجود داخل وزارة الدفاع ( البنتاغون) المعارض للانسحاب من سوريا والتخلي عن دعم "وحدات الحماية"، ويُعتبر إلى جانب العميد "سكوت ناومان" قائد غرفة عمليات "العزم الصلب" ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، من أبرز الداعمين لتأسيس إدارة ذاتية قوية شمال شرق سوريا.

وشهدت مدينة "تل أبيض" بريف الرقة اليوم الأحد تسيير دورية أميركية، بالتزامن مع التصعيد في اللهجة التركية، واستقدام التعزيزات إلى الجهة المقابلة للمدينة.

وتسود داخل أروقة صنع القرار التركية قناعة بضرورة التحرك سريعاً في "شرق الفرات"، واستغلال الفترة الرئاسية لـ "ترمب"، خاصة أن الأخير يتعرض لضغط داخلي غير مسبوق ومحاولات من "الكونغرس" لعزله.

كلمات مفتاحية