icon
التغطية الحية

الألبسة المستعملة ملاذ الفقراء في إدلب

2019.06.23 | 17:06 دمشق

محل لبيع الألبسة المستعملة بإدلب (تلفزيون سوريا)
إدلب - سيلا الوافي - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

إن الفقر في ظل حكومة عادلة عار والغنى في ظل حكومة سيئة عار. كذلك هو الحال الذي بات يلازم السوريين الذين هجروا قسرا من أرضهم فأصبحوا في فقر مدقع على كافة الأصعدة وخاصة الشرائية التي تكاد تسرق منهم ومن أطفالهم فرحة شراء ثوب جديد.

لجأ غالبية الأهالي في محافظة إدلب لشراء الألبسة الأوروبية المستعملة كبديل عن الألبسة الجديدة المرتفعة الثمن، ومنهم من عاد بالزمن إلى الخلف وبدأ باقتصاص قطع القماش وحياكتها أو إعادة تدوير الملابس القديمة ليصنعوا منها أثوابا جديدة لهم ولأطفالهم.

 

أسواق البالة تقهر الفقر

يقول أبو همام أحد أصحاب محال الألبسة الأوروبية (المستعملة) لموقع تلفزيون سوريا "في ظل غلاء الأسعار وحالة الفقر التي يعيشها السوريون بسبب الحرب الدائرة وتوقف معظم معامل الألبسة ونقص المواد الأولية وانخفاض قدرة الناس الشرائية اضطررت لنقل مهنتي في بيع الألبسة الجديدة للألبسة المستعملة التي تغزو أسواق الشمال السوري، كون أسعارها أقل بكثير من الألبسة الجديدة".

ويوضح أبو همام "نقوم باستيراد الملابس المستعملة من أوروبا إلى تركيا وندخلها إلى إدلب عبر طريق معبر باب الهوى الحدودي وتجار مدينة سرمدا، وهنا نقوم بفرزها وترتيبها ومن ثم بيعها فيوجد مثلا ما يسمى الكريم (أي الملابس الجديدة أو تصافي لمحلات أوروبية) وتتراوح أسعارها ما بين 50$ إلى 200$ دولار كحد أدنى بحسب جودة البضاعة ونظافتها".

الصحافية "ميرفت النجار" أشارت إلى أن الألبسة المستعملة تمكنت من ردم الفجوة التي شكلتها الأزمة الاقتصادية جراء الحرب معتبرة أنها طريقة جيدة من أجل الخروج من المأزق الاقتصادي، فالبائع يجدها تجارة للاستمرار بالحياة والمشتري يقنع نفسه بشراء ملابس جديدة لستر جسده وإدخال الفرحة على أطفاله بملابس ماركات عالمية، وفي الحالتين فإن السوري يحتال على معيشته الصعبة.

 

سوق البالة ملاذ السوريين

"صحيح الظروف صعبة والمعيشة غالية بس هاد الشي ما بيعني إنو ما نشتري لأولادنا ملابس شتوية قبل مجيء الشتاء أو صيفية أو في مناسبات أخرى كالأعياد ونفرح ولادنا بقطعة تياب جديدة" بهذه الكلمات عبرت "أمية اليوسف" لموقع تلفزيون سوريا عن حالها وحال كثير من أمثالها من السوريين.

تقول أمية ذات الخمسة والثلاثين ربيعا "مع اقتراب حلول كل موسم أبدأ بشراء الملابس الجديدة لأطفالي الأربعة لإدخال السعادة والبهجة إلى قلوبهم ولمساعدتهم على تدفئة أنفسهم إن كان الشتاء على الأبواب ولكن نظرا للظروف الراهنة التي نمر بها من غلاء الأسعار وقلة فرص العمل وتراجع المستوى المعيشي بات من الصعب جدا إكساء أربعة أطفال بثياب جديدة وبدخل محدود فبت ألجأ إلى محلات البالة أي (الثياب المستعملة) للاستعانة بها بإكمال شراء القسم الآخر من الحاجيات كملابس المنزل والألعاب والحقائب، أما في بقية الأيام فإنني أعتمد على الشراء منها بشكل كلي بسبب تناسب أسعارها مع دخلنا المادي فثمن القطعة ليس باهظ ويناسب جميع الفئات حيث يبدأ سعر القطعة الواحدة من 50 إلى  2000ليرة سورية حسب جودة البضاعة ونوعيتها".

وترى أن الملابس المستعملة "البالة" أفضل ليس لأنها ملابس رخيصة الثمن وإنما لأن غالبيتها تحمل الماركات العالمية وتكون قريبة من الملابس الجديدة.

وبدورها تحدثت أم كنان عن قيامها بإعادة تفصيل الملابس المستعملة من جديد وقالت "مثلا يعجبني ثوب لطفلتي ولكنه كبير فأقوم بشرائه بثمن زهيد وأعيد خياطته ليناسب مقاس ابنتي وهذه إحدى الطرق أيضا للتكيف مع أوضاعنا المادية السيئة".

ووفقا لـ "ميرفت" فإن هذه المحال كثرت بشكل كبير فإلى جانب المحال هناك البسطات والبراكيات التي تضج بها شوارع إدلب والتي تختص بتصفيات المحال الكبرى، فهي باتت الملاذ أفراد الطبقات المتوسطة والفقيرة، حيث يشترون مستلزماتهم ومستلزمات أفراد عائلاتهم.

 
كلمات مفتاحية