icon
التغطية الحية

اقتصاد منهار والنظام يقدم شركات إنتاجية كمقار لميليشيا إيران

2020.06.24 | 18:10 دمشق

105948455_2677250685896353_6709802145301316606_o.jpg
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ركّزت وسائل إعلام النظام منذ دخول قانون قيصر حيّز التنفيذ، على جعله شماعة يعلّق عليها انهيار اقتصاده، وعجزه عن مواجهة "المؤامرة الكونية" ضده، لتأتي الغارات الجوية ليل أمس على إحدى أكبر الشركات الإنتاجية في حماة لتُعرّي روايته وتؤكد مرة أخرى على أنه السبب الأول والوحيد في معاناة السوريين.

وأفادت مصادر محلية لتلفزيون سوريا بأن طائرات حربية مجهولة قصفت شركة تجفيف البصل والخضار في مدينة سلمية، في تمام الساعة الواحدة إلا ربع ليلاً.

كما استهدفت الغارات أيضا معمل الأعلاف في قرية عقارب الصافي، والمركز الثقافي في بلدة الصبورة بريف المدينة الشمالي الشرقي، وبحسب المصادر فإن اجتماعاً أمنياً ضم عدداً من الميليشيات الإيرانية كان قد عقد ضمن المركز الثقافي قبل استهدافه.

وكشفت المصادر بأن الميليشيات الإيرانية تستخدم مباني من شركة تجفيف البصل والخضار كمستودع للذخيرة الحية، وحوّلت الميليشيات الإيرانية عام 2014 مباني من المعمل إلى مركز إمداد عسكري للجبهات القريبة من ريف حماة الشرقي، حيث كانت المواجهات مع تنظيم الدولة آنذاك.

وعملت إيران وعبر ميليشياتها العاملة في المنطقة، في السنوات الماضية على استقطاب عناصر الدفاع الوطني وأبناء مدينة السلمية المطلوبين للخدمة العسكرية، من أجل تجنيدهم ضمن صفوف ميليشياتها مقابل مبالغ مالية مغرية.

ويخضع المنتسبون إلى هذه الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني لدورات تدريبية ضمن معسكرات خاصة في سوريا، أما القيادات من المنتسبين فيتم نقلهم إلى إيران لتدريبهم هناك ومن ثم إعادتهم إلى مدينة سلمية لتسلّم مهامهم.

 

 

وأُسست شركة تجفيف البصل والخضار عام 1967 ووضعت أول خطة إنتاجية لها لموسم 1970 /1971 وبصدور المرسوم التشريعي رقم 18 للعام 1974 أصبحت شركة عامة تابعة للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية.

وتعد الشركة أحد أبرز الشركات الإنتاجية التي كانت تقدّم فرص عمل عبر عقود شهرية وموسمية لكثير من العائلات الفقيرة في مدينة السلمية والقرى التابعة لها.

وكانت الشركة تصدّر إلى أوروبا البصل الأبيض المجفف الذي يُزرع في كل من ريف حماة وبالأخص منطقة سهل الغاب وكذلك إدلب والرقة. وبالإضافة إلى البصل المجفف والبرغل كمنتجين أساسيين كانت الشركة تعمل على تجفيف أنواع أخرى من الخضار إضافة إلى تصنيع مادتي الفلافل وزعتر المائدة والعدس والحمص المطحون.

وبلغت مبيعات الشركة العامة لتجفيف البصل والخضار في سلمية منذ بداية العام الفائت ولغاية آب من العام الفائت، 35 مليوناً و200 ألف ليرة سورية، وانتجت 34 طناً من المواد الغذائية، بينها 11 طناً من البصل المجفف.

وتسلّمت الشركة الموسم الفائت 2019، من المزارعين 300 طن بسعر 120 ليرة سورية، مقابل 775 طناً عام 2012، ما يدل على أمرين، الأول ضعف الميزانية المخصصة للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية، وقلة كميات البصل المزروع نتيجة لانعدام الدعم المقدم للمزارعين.

وفي حين ضربت الغارات الجوية المباني التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية داخل الشركة، إلا أن هذا يعطي مؤشراً واضحاً عن عزم إسرائيل في استهداف قوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، حتى وإن كانت تختبئ في شركات مدنية تابعة للنظام.

وفي حال تعرض الشركة لدمار وضرر أكبر جراء الغارات الجوية، فسيتسبب ذلك في إغلاق الشركة وخسارة مئات العائلات لمصدر رزقها الذي يستحيل أن يكفيها أساساً بسبب انهيار سعر صرف الليرة السورية وارتفاع الأسعار، أكثر من أسبوع واحد.

وبدل أن يقدّم النظام خططاً وحلولاً للحد من الانهيار المتسارع للاقتصاد السوري، عمد إلى استغلال قانون قيصر الذي لا يتسبب بأي ضرر كان على المواطن السوري، ليجعل منه السبب في الانهيار الاقتصادي الحاصل، ويطالب المواطنين في مناطق سيطرته بـ "الصبر" مستخدماً حاشيته من علماء الدين.

ودون أي مراعاة للضرر الاقتصادي الناتج، يقدّم النظام مثل هذه الشركات الإنتاجية للميليشيات الإيرانية كنوع من الغطاء بعد أن ضربت إسرائيل عشرات القطع العسكرية للنظام والتي تحتوي على مقار للحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له.