الاكتظاظ السكاني والحاجة الملحة لـ تلبية متطلبات المدنيين شمال وشرق حلب من مواد أساسية، فضلاً عن توقف العمليات العسكرية في المنطقة بعد طرد فصائل الجيش السوري الحر لـ تنظيمي "الدولة" و"حزب الاتحاد الديمقراطي - PYD" منها، هي عوامل دفعت العديد من المجالس المحلية إلى بدء العمل على إعادة تفعيل وبناء منشآت خدمية قادرة على تلبية احتياجات المدنيين المتزايدة، وتخفيض الاعتماد على المواد المستوردة مِن خارج مناطق سيطرة الفصائل، والتي غالباً ما تكون كلفتها مرتفعة.
منشأة لـ تعبئة الغاز في بزاعة
افتتح المجلس المحلي لمدينة "بزاعة" شرق حلب، بالتعاون مع شركة "ستار غاز التركية" - عبر وكلاء -، أول منشأة لـ تعبئة الغاز الطبيعي في مناطق سيطرة فصائل الجيش السوري الحر شرق حلب، وذلك بهدف توفير مادة الغاز لـ قاطني المدينة الذين يبلغ تعدادهم "10291" عائلة.
وشرح المسؤول عن منشأة تعبئة الغاز الطبيعي في مجلس بزاعة "أحمد عمورة" لـ موقع تلفزيون سوريا، أن "تأمين متطلبات الأهالي المتزايدة على مادة الغاز الأساسية، إضافة إلى الحد من ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز القادمة مِن مناطق سيطرة النظام نتيجة الإتاوات والضرائب المفروضة مِن الحواجز العسكرية، دفعتنا إلى إنشاء مصنع خاص لـ تعبئة الغاز بالتعاون مع شركة (ستاز غاز التركية)".
وأضاف "عفورة"، أن تكلفة إنشاء المعمل بلغت ما يقارب "60 ألف دولار" دفعها المجلس المحلي لـ مدينة بزاعة، وتم الاتفاق مع وكلاء متعاونين مع شركة "ستار غاز" التركية على تزويد خزّان المصنع الذي يتسع لـ"23 طن" بالغاز الطبيعي من تركيا، لافتاً أن المعمل يضم سبعة عمّال مِن أصحاب الخبرة، مهمتهم مراقبة التعبئة وفحص الأسطوانات.
1000 أسطوانة غاز يومياً
وعن القدرة الإنتاجية لـ مصنع التعبئة قال "أحمد العمورة"، إنها بلغت "1500" أسطوانة غاز يومياً وبمعدل "300" أسطوانة في الساعة (زنة "24 كغ")، موضحاً أن عملية إعادة التعبئة تتم على مراحل عدّة ولكل مرحلة عامل مختص، وتكون المرحلة الأخيرة هي مرحلة التأكد من أمن استخدام الأسطوانة قبل توزيعها على المراكز المعتمدة، التي حصلت على ترخيص خاص من قبل المجلس المحلي.
وتوّزع الأسطوانات - حسب "عمورة" -، على مراكز البيع المتعاونة مع المجلس المحلي بسعر (4500 ليرة سورية) إضافة إلى (200 ل.س) أرباح أصحاب مراكز التوزيع، وهو سعر "أسطوانة الغاز" الواحدة، على عكس سعر الأسطوانة القادمة من منشآت النظام والتي يبلغ سعرها ضعف الأسطوانة المُنتجة في مصنع المجلس المحلي، لافتاً في الوقتِ عينه، أنه ربما يشهد سعر الأسطوانة ارتفاعاً بسيطاً، نتيجة رفع الوكلاء والتجار المتعاونيين مع المجلس (الذين يمدون المنشأة بالغاز الطبيعي) لـ سعر المادة.
ويشدّد معظم السكّان في مناطق سيطرة الفصائل العسكرية بريفي حلب الشمالي والشرقي، على أهمية افتتاح منشآت خدمية وخاصةً تلك المتعلقة بالاحتياجات الأساسية ومنها تعبئة أسطوانات الغاز، وأن تكون قادرة على تأمين احتياجات المدنيين بشكل مستمر ودائم، وبأسعار مقبولة نسبياً، لافتين إلى أن تعدد المصادر المُنتجة لـ تلك الخدمات وتوفيرها في السوق المحلية، يضعف كثيراً مِن عملية احتكار التجّار لها، والتحكّم في رفعِ أسعارها.
وحسب مسؤولين في المجالس المحلية بريف حلب، فإن المنطقة ستشهد افتتاح مؤسسات خدمية جديدة، تهدف إلى تزويد المناطق السكنية بـ الكهرباء والمياه الصالحة للشرب، وهي عملية إن تمت ستكون خطوة مفصلية على طريق إعادة إعمار المنطقة وتنميتها بجهود واستثمارات محلية، وسيحفز نجاحها على تسريع هذه العملية وتوسيعها في معظم المناطق.
يشار إلى أن مصنع بزاعة لـ تعبئة الغاز ليس الوحيد في ريف حلب، فقد افتتح في مدينة اعزاز الحدودية مع تركيا شمال حلب، شهر تشرين الأول من العام الفائت، أول منشأة خدمية لـ تعبئة أسطوانات الغاز في منطقة سيطرة فصائل الجيش السوري الحر بالشمال السوري، وبقدرة إنتاجية تصل إلى "1500" أسطوانة يومياً (زنة "24 كغ")، توزّع على ريفي حلب الشمالي والشرقي بسعر يصل إلى "6500" ليرة سورية.