icon
التغطية الحية

افتتاح أول مصح لعلاج مدمني المخدرات شمالي سوريا.. آلية العلاج وحجم الاستيعاب

2023.10.03 | 11:40 دمشق

1
+A
حجم الخط
-A

افتتحت جمعية الهلال الأخضر السوري ومديرية صحة اعزاز وريفها المصح المركزي الأول في الشمال السوري، وتحديداً في مدينة اعزاز بريف حلب، لعلاج مدمني المخدرات في المنطقة عبر اتباع عدة مسارات بالتعاون مع الجهات المحلية والمؤسسات الرسمية الطبية والعسكرية والأمنية.

ومن المقرر أن يقدّم المركز خدماته الطبية لـ 30 مريضاً شهرياً، بالتزامن مع العمل على 3 مسارات، الأول مسار التوعية المجتمعية بخطر المخدرات لمختلف شرائح المجتمع، سواء في المدارس والمعاهد والجامعات، وفي المحاكم والسجون، وفي الأماكن العامة والنوادي.

والمسار الثاني يتمثل بعلاج المريض ومتابعة حالته طوال مرحلة العلاج، سواء في المصح أو المنزل أو في السجن، بينما يركز المسار الثالث على منع انتكاسة المريض بعد العلاج، وتحسين سبل العيش له، ودمجه في المجتمع من جديد، بما يضمن عودته إلى حياته السليمة وأطفاله وأهله.

العلاج مجاني وبسرية تامة

أكد مدير صحة اعزاز وريفها، الدكتور حسان إبراهيم، خلال كلمته في افتتاح المركز، أن العلاج سيكون مجانياً بالكامل وبسرية تامة، بالتنسيق مع مديرية الأمن والمحاكم المدنية والعسكرية وقسم مكافحة المخدرات.

وذكر إبراهيم أن المخدرات تجعل من المجتمع الإنساني غابة، كما أنها سبب رئيسي لتدهور الاقتصاد وتفكك الأسر والمجتمع، مضيفاً أنها تنتشر كالنار بالهشيم بدعم من أياد خفية لا يصب في صالحها استقرار المنطقة.

ومن أهم أسباب إنشاء المصح - وفق الدكتور - تقديم الخدمة الطبية والعلاج للمدمنين وتخفيف معاناتهم ومعاناة ذويهم، خاصة أنه لم يسبق وجود مركز من هذا النوع في الشمال السوري.

حجم استيعاب المركز

وأفاد الدكتور حسان إبراهيم، في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، بأن المركز سيخدّم شهرياً ما بين 20 إلى 30 مريضاً، وسيكون القبول فيه بشكل طوعي في البداية، ويضاف لذلك علاج المدمنين في منازلهم مع ضمان السرية التامة، وفي الوقت نفسه سيتم تقديم العلاج لـ 30 مريضاً آخرين داخل السجون بشكل شهري.

وذكر إبراهيم أن جزءاً من كادر المركز سيزور السجون لتقديم خدمات العلاج للمدمنين المحتجزين، معرباً عن أمله في تطور عمل المركز وتوسّعه مستقبلاً ليشمل أكبر عدد ممكن من المرضى.

وبحسب إبراهيم، فإن مدة العلاج المحددة تتراوح بين 20 إلى 30 يوماً، ومن الممكن أن تكون المدة أكثر أو أقل من ذلك، حسب قابلية المريض للعلاج.

وبعد تخريج المريض، سيخصص فريق من المركز لمتابعة حالته في المنزل لضمان عدم انتكاسته مجدداً، ولتسهيل عملية إعادة دمجه مع المجتمع.

خطة الاستهداف

قال مدير جمعية الهلال الأخضر السوري، قيصر السيد، إنهم وضعوا خطة لاستهداف نحو 1000 شخص مريض سنوياً، من كل مناطق شمال غربي سوريا، سواء داخل المصح أو المنازل أو السجون.

وأكد "السيد" في حديث مع موقع تلفزيون سوريا أن معدات وأدوية علاج المرضى متوافرة بالكامل بالتنسيق مع مديرية صحة اعزاز، مضيفاً أن المصح يعد الأول من نوعه وينسق مع كل الجهات المحلية.

ولدى الهلال الأخضر السوري قاعدة بيانات لعدد كبير من المرضى والمدمنين، معظمهم بادروا بأنفسهم في التسجيل للعلاج، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو عبر الفرق الميدانية التي عملت في مجال التوعية من خطر المخدرات.

ووفقاً لـ "السيد"، فإن زيادة عدد المراكز يأتي ضمن خطط الهلال الأخضر السوري المستقبلية، ومن المتوقع إنشاء مراكز جديدة في مناطق متفرقة في شمالي سوريا، في حال نجحت تجربة المركز المفتتح حديثاً في مدينة اعزاز.

ورغم أن المركز مقره مدينة اعزاز، إلا أنه يستقبل تحويلات المرضى من مناطق أخرى، سواء إدلب وريفها، أو عفرين والباب وبقية المدن بريف حلب.

نتاج عام من العمل

ومطلع العام الحالي، أطلقت الجهات الأمنية والطبية والتوعوية في ريف حلب الشمالي حملة بعنوان "المخدرات الشيطان الأكبر" في عموم منطقة شمال غربي سوريا بالتعاون مع جمعية الهلال الأخضر السوري، في سياق الحملات المتواصلة للحد من تعاطي المخدرات، والعمل على معالجة المتعاطين، وتحسين سبل العيش لهم.

وحينذاك أشار رئيس فرع الشرطة العسكرية في مدينة اعزاز شمالي حلب، إلى أن عدد الأشخاص الملقى القبض عليهم بتهمة تعاطي المخدرات، بلغ 1500 شخص في السجون المركزية بريف حلب الشمالي والشرقي، إضافة إلى نحو 300 امرأة متعاطية.

ولفت إلى أن عدم الاهتمام اللازم بهؤلاء الأشخاص، من ناحية العلاج والدعم النفسي، دفع لتأسيس جمعية "الهلال الأخضر السوري" للقيام بهذه المهمة، فضلاً عن الدور التوعوي، مضيفاً أن المتعاطي الذي يسلم نفسه للجهات الأمنية، يعفى من العقوبة.

خطر كبير للمخدرات في الشمال السوري

وسبق أن سلّط موقع "تلفزيون سوريا" في ملفات سابقة الضوء على آفة انتشار المخدرات في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، وكشف عن مصادر المواد المخدرة وطرق تهريبها، والجهود الأمنية لمكافحتها وإلقاء القبض على مروجيها، كما استعرض أنواع المخدرات والنصائح الطبية للتخلص منها، وطرق العلاج.

وتستفيد عدة جهات من تفشي المخدرات في شمال غربي سوريا، في مقدمتها الميليشيات الإيرانية، وحزب الله اللبناني، والنظام السوري، و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ومجموعات عسكرية في المنطقة، بعضها يعمل تحت غطاء فصائل في الجيش الوطني.

ولا يقتصر استيراد المخدرات إلى المنطقة على التعاطي والترويج فقط، بل تعدى ذلك إلى إعادة تصديرها إلى دول عدة عبر شبكة منتشرة في كل من سوريا وتركيا، إذ أكدت المصادر أن المسؤولين عن تجارة المخدرات في النظام و"حزب الله" والفرقة الرابعة، باتوا يرفضون تصدير المخدرات إلى المنطقة مقابل المال، ويشترطون أن تكون الأسلحة مقابل المخدرات.