icon
التغطية الحية

اشتعال الصمت | شعر

2023.07.08 | 15:21 دمشق

زيدي
(لوحة: سيد سعد الدين)
+A
حجم الخط
-A

"اشتعال الصمت"

 

للبوحِ نافذةُ الكلامْ/

للبوحِ أغنيتي الأخيرةُ

علَّها تشتقُّ من وجعِ الرَّويِّ سُلافَةً/

وتفيضُ عشقاً، وانسجامْ

للبوحِ ذاكرتي القديمةُ/

والجديدةُ..

واشتعالُ الصمتِ في لغةِ الرّخامْ

***

يا أيها الخالونَ من وجدِ البلادِ: تعلّلوا ..

فالصحوُ نهرٌ

والقصيدةُ بيدرٌ

والشمسُ .. تلكَ الشمسُ/ وجهُ حبيبتي

والنخلُ قامتُها المديدةُ في الزِّحامْ

يا أيّها الولهُ المسافرُ فيَّ/ قد أيقظتَني ..

والنّاسُ ..

كلُّ الناسِ في وطني نيامْ!

***

يا أيها المنشقُّ عن وجعِ القصيدةِ/ كلِّها

سقطَ السلامُ من السلامْ!

لم تبقَ أغنيةٌ تؤرجِحُ سدرةَ الموتى ..

وتنذرُ آخرَ الغاوينَ ثانيةً/

وتمنحُ غانياتِ الشرقِ عذراً في الختامْ

***

لم تبقَ بينَ البينِ : فاصلةٌ

تؤجِّجُ طلقةً عمياءَ/

تخترقُ الظلامْ!

سقَطَتْ جهاتُ الشرقِ من لغةِ العروبةِ

قبلَ أنْ،

ترتاحَ فوقَ الضّادِ نقطتُها ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

وعرَّجَ بالذي لا بُدَّ صمتٌ ..

أيقظَ الكلماتِ

أسرَجَها/

وعتّقَ بين شدقيها لجامْ ‍‍‍‍

***

يا أيها اليقظانُ/

حدَّ السيفِ

كلُّ سيوفِنا: كذبَتْ ‍‍‍‍

 وأرَّقَنا الخصامْ ‍‍‍

خمسون عاماً/

والسلامُ خرافةٌ ..

والأرضُ بين اثنين/

يعبرُ ظلَّها رمحٌ ..

يُقَطِّرُ من دمِ الشهداءِ فاتحةَ الغرامْ

خمسون عاماً/

والعروبةُ تنحني .. ‍‍‍‍

في الشرقِ راقصةً ..

وفي الغربِ الوحامْ ..

*** ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

خمسون عاماً/

من بقايانا انتشلنا :

عزّةً جوفاءَ

شعراً باردَ الكلماتِ

وثّقَ نصرَنا الهزليَّ ، تاريخاً

ونامْ

يا من يعيرُ النهرَ طعمَ فراتِه؟

وصلاتِه ..

واللهُ أكبرُ فوقَ مئذنةِ العروبةِ/ تستوي:

لحناً، يهزُّ صبابةَ العشّاقِ من وجدِ المقامْ

***

تاهتْ بأغنيتي الدروبُ

وشرّدتْ صمتَ الفصولِ/

فصولُها ..

وتوسّدتْ روحُ الأريجِ

سلافةٌ صهباءُ، سجنُ رضابِها:

شفةٌ يعتِّقُها الفطامْ

***

 خذني إلى امرأةٍ:

تُدَوْزِنُ خاطري

تمضي على عجلٍ/

وتتركُ قبلةً في البابِ ..

عنواناً ليومٍ آخَرٍ ..

فنجانَ قهوتِها ..

ونصفَ رسالةٍ:

عفويةِ الكلماتِ، بين دفاتري/

تغتالُ ظلَّ الخوفِ بين قصائدي ..

تستنهضُ الأحلامَ في عينيَّ ثانيةً/

وتمشي ..

أو:

تخبُّ غزالةً/

وتطيرُ إنْ شاءت حمامْ.