icon
التغطية الحية

استنكار عربي وأممي لاقتحام إسرائيل معبر رفح الحدودي مع مصر

2024.05.07 | 16:00 دمشق

5436
دبابات إسرائيلية تدخل الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر (AFP)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أعلنت دول عربية ومنظمات أممية استنكارها لاقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح بقطاع غزة على الحدود مع مصر، اليوم الثلاثاء، وإعلانه السيطرة عليه.

ولأول مرة منذ العام 2005 تتوغل آليات عسكرية إسرائيلية في الجانب الشرقي من "محور فيلادلفيا" الفاصل بين قطاع غزة ومصر، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري.

وقال الجيش في بيان الثلاثاء، إن "قوات اللواء 401 حققت السيطرة العملياتية على معبر رفح من جهة غزة"، مضيفا أن القوات قطعت معبر رفح عن محور صلاح الدين، والآن تسيطر قوات مدرعة من اللواء 401 على المعبر بشكل كامل".

ولفت إلى أن "وحدات خاصة شنت هجوما على المنطقة الشرقية لرفح" جنوب القطاع، التي أمر سكانها بإخلائها قسرا، مشيرا إلى أن "القوات تقوم الآن بعمليات تمشيط للمناطق التي تمت السيطرة عليها".

إدانة مصرية

أعربت مصر عن إدانتها للعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح وسيطرتها على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي.

وقالت الخارجية المصرية في بيان: "أدانت مصر بأشد العبارات العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح".

واعتبرت مصر أن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية".

ودعت القاهرة، الجانب الإسرائيلي إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، و التي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة".

كما طالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.

استنكار أردني

بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، إن إسرائيل احتلت معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني وأغلقته أمام المساعدات، بدل إعطاء فرصة للمفاوضات الجارية بشأن التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة.

وقال الصفدي في منشور على منصة إكس: "بدلاً من إعطاء فرصة للمفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار (في غزة)، احتلت الحكومة الإسرائيلية معبر رفح وأغلقته أمام المساعدات الإنسانية لسكان غزة الذين يتضورون جوعا". مضيفا أن "هجوم إسرائيل على رفح يهدد بمذبحة أخرى"، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى "أن يتصرف بحزم وعلى الفور". وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يجب أن يواجه عواقب حقيقية".

نيوزيلندا: الهجوم على رفح "غير مقبول"

دعا وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز إلى وقف فوري لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل في غزة لتجنب مزيد من "الكوارث الإنسانية".

وقال بيترز في بيان على موقع الحكومة الإلكتروني، الثلاثاء، "لا يمكن السماح بزيادة المعاناة في غزة. الطرفان يتحملان مسؤولية وقف النار".

وأكد دعم بلاده لحل طويل الأمد يسمح للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعيش بـ"أمان وسلام".

وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل للأسرى بوساطة مصر وقطر لتجنب المزيد من "الكوارث الإنسانية" في غزة.

وأوضح الوزير أن الهجوم البري الإسرائيلي على رفح "غير مقبول"، مؤكدا أن "الحل يكون على طاولة المفاوضات، لا في رفح".

تحذير أممي من توقف العمليات الإنسانية

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إن مخزون المساعدات الإنسانية في قطاع غزة "لا يكفي لأكثر من يوم واحد"، محذرا من توقف العمليات الإنسانية حال انقطاع إمدادات الوقود لفترة طويلة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده متحدث "أوتشا" ينس لايركه، بمدينة جنيف السويسرية، عقب إعلان الجيش الإسرائيلي، "السيطرة العملياتية" على معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

وأوضح متحدث "أوتشا" أن السلطات الإسرائيلية لم تمنح لهم الإذن بالوصول إلى معبر رفح.

وقال لايركه: "ليس لدينا حاليا أي وجود فعلي في معبر رفح، حيث تم منع وصولنا إلى تلك المنطقة لأغراض التنسيق".

وأضاف: "هذا يعني أن الشريانين الرئيسيين لإيصال المساعدات إلى غزة قد تم خنقهما"، في إشارة إلى معبري رفح وكرم أبو سالم جنوبي قطاع غزة.

وحذر لايركه من عدم كفاية مخزون المساعدات الإنسانية الموجود في غزة "لأكثر من يوم واحد تقريبا".

وأشار إلى أن "معبر رفح هو المدخل الوحيد للوقود، الذي بدونه لا يمكن للمولدات والشاحنات وأجهزة الاتصالات أن تعمل".

وقال إن رفح "في مرمى النيران"، وعدم استمرار تدفق إمدادات الوقود إلى قطاع غزة لفترة طويلة سيؤدي إلى "إنهاء" العمليات الإنسانية في القطاع.

وأكد متحدث "أوتشا" أن الجيش الإسرائيلي "يتجاهل" كل التحذيرات بشأن ما يعنيه قطع إمدادات الوقود بالنسبة للعملية الإنسانية في جميع أنحاء القطاع.

من جانبه، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" جيمس إلدر، إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب غزة "سيعقد بشكل كبير إيصال المساعدات" إلى القطاع، محذرة من "مجاعة" حال إغلاق معبر المدينة مدة طويلة.

وقال إلدر إن معبر رفح "نقطة دخول معظم المساعدات إلى غزة، والهجوم العسكري (الإسرائيلي) سيعقد بشكل كبير عملية إيصال المساعدات".

وأضاف: "إذا أغلق معبر رفح مدة طويلة فمن الصعب أن نرى كيف يمكن تجنب المجاعة في غزة"، مشيرا إلى أن "رفح مدينة الأطفال، ويجب عدم اجتياحها"، حيث يعيش فيها أكثر من نصف أطفال غزة.

وأوضح أن "استمرار قتل الأطفال، والمزيد من الهجمات من الأطراف المتحاربة، وأوامر الإخلاء، كشفت مرة أخرى كيف تواصل أطراف الصراع التجاهل التام لحياة وحماية الأطفال والمدنيين".

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على اقتحام المعبر

قالت الرئاسة الفلسطينية، الثلاثاء، إن احتلال إسرائيل معبر رفح الحدودي مع مصر جنوب قطاع غزة والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء "جرائم حرب".

جاء ذلك وفق بيان متحدث الرئاسة نبيل أبو ردينة، نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي "السيطرة العملياتية" على معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

وقال أبو ردينة إن "احتلال قوات الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح البري والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء ومراكز سكنهم، ومنع موظفي الأمم المتحدة من دخول قطاع غزة هي جرائم حرب، يجب أن تحاسب عليها دولة الاحتلال".

وطالب "الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لمنع قيام إسرائيل باجتياح رفح وتهجير المواطنين منها". مؤكدا أن "معبر رفح البري وباقي أراضي قطاع غزة هي أرض فلسطينية محتلة وفق قرارات الشرعية الدولية، ولكن الاحتلال المدعوم أميركيا بالسلاح والمال والغطاء السياسي، يصر على الاستمرار في تحدي الشرعية الدولية، لأن الفيتو الأميركي سيقوم بحمايته".

اقتحام المعبر محاولة إسرائيلية لـ"تأزيم" الأوضاع الإنسانية

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الثلاثاء، قال إن إسرائيل تسعى إلى "تأزيم" الأوضاع الإنسانية داخل القطاع، بإغلاقها معبر رفح البري وإخراج المستشفيات عن الخدمة.

وأوضح: "استكمالا لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني في كل محافظات قطاع غزة، قرر الاحتلال تأزيم الواقع الإنساني بشكل مضاعف وكارثي".

وأضاف: "الاحتلال يقوم بذلك من خلال قتل المزيد من المدنيين والأطفال والنساء، والذين زاد عددهم خلال 12 ساعة إلى أكثر من 35 شهيدا، وإيقاف إدخال المساعدات وإغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، وإخراج المستشفيات عن الخدمة واستهداف المدارس التي تضم مئات آلاف النازحين".

وشدد بيان المكتب الإعلامي الحكومي على أن "الوضع شرقي محافظة رفح (جنوب) يشير إلى كارثة إنسانية حقيقية".

وتابع: "الوضع الكارثي ليس فقط في رفح لوحدها، بل يمتد ليشمل كل محافظات قطاع غزة التي تعيش حالة مأساوية من التجويع الممنهج والتعيش ونقص في الإمدادات والمساعدات منذ 7 أشهر متواصلة".

وفي السياق، طالب المكتب الحكومي في غزة بـ "تدخل دولي فوري وعاجل والضغط على الاحتلال لوقف هذا العدوان، ووقف شلال الدم المتدفق، ووقف حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء".