البث المباشر
يجري رئيس الموساد الإسرائيلي الجديد، ديدي بارنيع، تغييرات عميقة في داخل الجهاز بهدف تحديثه للوصول إلى تغطية استخبارية أوسع وعملياتية أسرع، شملت إغلاق بعض الأقسام واستحداث أخرى، والاستغناء عن بعض من "نخبة القادة" والمسؤولين في أشهر أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن ثلاثة من رؤساء الأقسام في جهاز الموساد أعلنوا استقالتهم في أعقاب تغييرات تنظيمية وتحديثات أطلقها الرئيس الجديد للجهاز.
وأضافت الصحيفة، بسبب التغييرات التنظيمية التي يجريها رئيس الموساد، ديدي بارنيع، أعلن ثلاثة من رؤساء الأقسام استقالتهم في الآونة الأخيرة، وهم رئيس قسم التكنولوجيا، رئيس قسم مكافحة الإرهاب، ورئيس قسم تشغيل العملاء.
ومن المتوقع أن يعلن رئيس قسم الحملة الاستراتيجية عن استقالته أيضاً، إضافة إلى نحو خمسة من نواب رؤساء الأقسام في طريقهم للخروج من المؤسسة الاستخبارية.
ووصفت الصحيفة المسؤولين الذي تركوا مناصبهم بأنهم من "النخبة"، ومن "بين الأفضل في الجهاز"، وجميعهم يحملون رتبة لواء في الجيش الإسرائيلي.
وبحسب "يديعوت أحرونوت"، تتضمن إصلاحات رئيس الموساد الجديد وتحديثاته إغلاق أقسام وفتح أخرى جديدة، وتعزيز أقسام التكنولوجيا والتشغيل.
وتنطلق رؤية بارينع التحديثية من أن بعض الأقسام لم تعد تنفع ولا تتماشى مع الواقع اليوم، وأن هناك حاجة إلى تغيير استراتيجي، ولكن هذه الخطوة لم تلق قبولاً من قبل المسؤولين الكبار داخل المؤسسة، الذين قرروا إعلان تقاعدهم مبكراً.
وما يشير إلى عمق التغييرات التي يمر بها الموساد، هو أن اثنين من رؤساء الأقسام المستقلين كانا مرشحين لمنصب نائب الرئيس، الأمر الذي أثار نوعا من الدهشة في أوساط الموساد، بحسب "يديعوت أحرونوت".
كما أثارت هذه التغييرات الجدل بين الأوساط الأمنية الإسرائيلية، البعض منهم يرى أن تقاعد هؤلاء المسؤولين الكبار سيضعف قدرات الجهاز، ويسبب ضرراً معنوياً لسمعة الموساد.
في حين يعتقد البعض أن إصلاحات بارنيع أمر لا بد منه، لإعادة ترتيب المؤسسة التي باتت تحتاج إلى تغيير جذري بهدف "الوصول إلى ذروة الأنشطة العملياتية والاستخبارية".
ومن بين الذين يشجعون خطوات بارينع وإصلاحاته، معلق صحيفة "يديعوت أحرونوت" للشؤون الأمنية والعسكرية، رون بن يشاي، ويرى أنها ضرورية لأن هدفها تقصير أوقات الاستجابة وتوسيع التغطية الاستخبارية لمناطق استهداف جديدة.
ويشير بن يشاي، المعروف بصلاته الوثيقة بالمؤسسة الأمنية، إلى أن عملية مماثلة قام بها الرئيس السابق لجهاز الأمن العام "الشاباك"، نداف أرغمان، قبل استقالته الشهر الماضي. وقد تضاعفت الأنشطة والساحات.
أجهزة المخابرات الإسرائيلية
يعدّ الموساد أحد أهم ثلاثة أجهزة أمنية واستخبارية في إسرائيل، إلى جانب جهاز الأمن العام "الشاباك" (مختص بالساحة الداخلية)، وجهاز الاستخبارات العسكرية "آمان".
والموساد، هو جهاز الاستخبارات الخارجية لإسرائيل، لا يتدخل في السياسة أو الجيش، سبق وجوده قيام دولة إسرائيل، ويتركز عمله على المهمات الخارجية في ثلاثة محاور وهي، جمع المعلومات والعمليات السرية والحرب النفسية.
وسجلت باسم الموساد العديد من حوادث اغتيال العلماء العراقيين والإيرانيين والناشطين الفلسطينيين، كما كان لهذا الجهاز دور كبير في الوصول إلى اتفاقيات التطبيع الأخيرة بين تل أبيب وعدد من الدول العربية.
وتعد عملية السطو على الأرشيف النووي الإيراني، في بداية عام 2018، أبرز العمليات التي نفذها الموساد ضد برنامج إيران النووي، عبر عملية إنزال ناجحة على مخبأ سري في ضواحي طهران، سرق خلالها عملاء الموساد نحو 55 ألف وثيقة وعشرات الأقراص المدمجة.
من هو رئيس الموساد، ديدي بارنيع؟
تسلم ديدي بارنيع (56 سنة) منصب رئيس جهاز الموساد، في الأول من حزيران/يونيو الماضي، بعد تعينه من قبل رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، خلفاً ليوسي كوهين.
بارنيع خدم في الجيش الإسرائيلي كمقاتل في فوج الاستطلاع في هيئة الأركان العامة.
حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة نيويورك.
في عام 1996 تجند في صفوف الموساد بعد خضوعه لدورة ضابط جمع المعلومات وتم تعيينه في قسم العمليات.
تدرج في المناصب داخل الموساد وحصلت أنشطته على العديد من الجوائز إلى أن وصل إلى نائب الرئيس قبل توليه منصب رئيس الموساد قبل ستة أشهر.
