icon
التغطية الحية

اتجاهات الرأي العام العربي نحو الحرب الإسرائيلية على غزة

2024.01.11 | 12:40 دمشق

فغعف7
اتجاهات الرأي العام العربي نحو الحرب الإسرائيلية على غزة (الأناضول)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أمس الأربعاء، النتائج الرئيسة لاستطلاع الرأي العام العربي والفلسطيني نحو الحرب الإسرائيلية على غزة، الذي نُفذ على عينة حجمها 8000 مستجيب ومستجيبة، في 16 مجتمعًا عربيًا. وتضمّن الاستطلاع مجموعة من الأسئلة تهدف إلى الوقوف على آراء المواطنين في المنطقة العربية نحو موضوعات مهمة مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة.

وقد أظهرت نتائج الاستطلاع أنّ المواطنين العرب يتعاملون مع هذه الحرب على أنها تمسّهم مباشرة؛ إذ عبّر 97 بالمئةمن المستجيبين عن أنهم يشعرون بضغط نفسي (بدرجات متفاوتة) نتيجة للحرب على غزة؛ بل إن 84 بالمئة قالوا إنهم يشعرون بضغط نفسي كبير.

رثق

وقد أفاد نحو 80 بالمئةمن المستطلعين أنهم يداومون على متابعة أخبار الحرب، مقابل 7 بالمئة قالوا إنهم لا يتابعونها. وتتوزع مصادر المتابعة على قنوات التلفزيون بنسبة 54 بالمئة، وشبكة الإنترنت بنسبة 43 بالمئة.

وأبرزت النتائج أن الرأي العام العربي غير مقتنع بأن العملية العسكرية التي نفذتها حماس في 7 تشرين الأول 2023 كانت تحقيقًا لأجندة خارجية؛ إذ اعتبر 35 بالمئة من المستجيبين أن السبب الأهم للعملية هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، في حين عزاها 24 بالمئة إلى الدفاع عن المسجد الأقصى ضد استهدافه، ورأى 8 بالمئة أنها نتيجة لاستمرار حصار قطاع غزة.

لا7ع

أما فيما يتعلق بالنقاش حول مشروعية تلك العملية؛ فقد تَوافق 67 بالمئة من الرأي العام العربي على أن العملية هي "عملية مقاومة مشروعة"، في حين قيّمها 19 بالمئة بأنها "عملية مقاومة مشروعة شابتها بعض الأخطاء"، واعتبرها 5 بالمئة "عملية غير مشروعة".

هنالك إجماع عربي على التضامن مع الشعب الفلسطيني؛ حيث توافَق على ذلك 92 بالمئة من المستجيبين؛ فقد عبّر 69 بالمئة منهم عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في غزة وحركة حماس، في حين أفاد 23 بالمئة أنهم متضامنون مع الشعب الفلسطيني وإن اختلفوا مع حماس، وقال 1 بالمئة فقط إنهم غير متضامنين.

ىىىى

وفي إطار ما تداوله الساسة الإسرائيليون وبعض المسؤولين الأميركيين حول تشبيه حركة حماس بتنظيم داعش، يعتقد ثلثا الرأي العام العربي أنها تختلف عنه كليًا، 3 بالمئة فقط قالوا أنها لا تختلف عنها.

وعلى مستوى تقييم الرأي العام العربي لسياسات القوى الإقليمية والدولية تجاه الحرب على غزة، فقد عكست النتائج أنّ الرأي العام العربي يعارض سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه الحرب على غزة، فقد قيّم 94 بالمئة من المستجيبين موقفها بـ "سيئ" و"سيئ جدًا"، وقال 82 بالمئة إنه سيئ جدًا. وفي السياق نفسه، توافق 79 بالمئة و78 بالمئة و75 بالمئة على أن مواقف كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، على التوالي، سلبية. في حين انقسم الرأي العام العربي بخصوص مواقف إيران وتركيا وروسيا والصين؛ بين من رآها إيجابية (48 بالمئة، 47 بالمئة، 41 بالمئة، 40 بالمئة، على التوالي)، ومن عدَّها سلبية (37 بالمئة، 40 بالمئة، 42 بالمئة، 38 بالمئة، على التوالي).

وفي السياق نفسه، أفاد 76 بالمئة أن نظرتهم إلى الولايات المتحدة أصبحت أكثر سلبية بناءً على مواقفها من الحرب، وتعكس النتائج أنها فقدت صدقيتها لدى الرأي العام العربي؛ إذ إن 81 بالمئة من المستجيبين أفادوا أنها غير جادة في العمل على إقامة دولة فلسطينية في الأراضي المحتلّة منذ عام 1967 (الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس). وتَوافق نحو 77 بالمئة من الرأي العام العربي على أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما الأكثر تهديدًا لأمن المنطقة واستقرارها؛ فرأى 51 بالمئة أن الولايات المتحدة الأكثر تهديدًا، ورأى 26 بالمئة أن إسرائيل تشكل التهديد الأكبر. أما عن تغطية الإعلام الأميركي لمجريات الحرب، فقد أفاد 82 بالمئة من المستجيبين أنه منحاز إلى إسرائيل، في حين عدّه 7 بالمئة فقط محايدًا.

بؤ5فل

أجمعَ الشارع العربي على اعتبار أن القضية الفلسطينية "قضية جميع العرب وليست قضية الفلسطينيين وحدهم" بنسبة 92 بالمئة. ومن الجدير بالذكر أن هذه النسبة غير مسبوقة عند مقارنتها بنتائج سنوات سابقة، فقد ارتفعت من 76 بالمئة في نهاية عام 2022، إلى 92 بالمئة في هذا الاستطلاع. وارتفعت ارتفاعًا ملحوظًا في بعض الدول؛ ففي المغرب ارتفعت من 59 بالمئة في عام 2022 إلى 95 بالمئة، وفي مصر من 75 بالمئة إلى 94 بالمئة، وفي السعودية من 69 بالمئة إلى 95 بالمئة، على نحوٍ يعكس ارتفاعًا جوهريًا من الناحية الإحصائية، وتحولًا جوهريًا في آراء مواطني هذه البلدان.

يرفض 89 بالمئة من المستجيبين العرب أن تعترف بلدانهم بإسرائيل، مقابل 4 بالمئة فقط يوافقون على ذلك. وقد ارتفعت نسبة الذين يرفضون الاعتراف من 84 بالمئة في استطلاع 2022 إلى 89 بالمئة في هذا الاستطلاع. ومن المفيد الإشارة إلى أن نسبة الذين يعارضون الاعتراف بإسرائيل في الرأي العام السعودي ارتفعت، من 38 بالمئة في 2022 إلى 68 بالمئة، وكذلك الأمر في السودان من 72 بالمئة في 2022 إلى 81 بالمئة، وفي المغرب من 67 بالمئة في 2022 إلى 78 بالمئة، وهذا ارتفاع جوهري من الناحية الإحصائية.

أما على صعيد ما يمكن أن تقوم به الحكومات العربية لإيقاف الحرب، فيعتقد 36 بالمئة من مواطني المنطقة العربية أن الإجراء الأهم يتمثل في قطع هذه الحكومات علاقاتها مع إسرائيل أو إلغاء عمليات التطبيع معها، في حين رأى 14 بالمئة من المستجيبين أنه يتمثل في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من دون موافقة إسرائيل، وحبّذ 11 بالمئة استخدام سلاح النفط من أجل الضغط على إسرائيل ومؤيديها. وقال 9 بالمئة بضرورة إنشاء تحالف عالمي لمقاطعة إسرائيل.

هنالك شبه إجماع بين المستجيبين الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس، بنسبٍ تفوق 95 بالمئة على تأثّر مستوى الأمان في الضفة وإمكانية التنقل بين محافظاتها ومدنها وشعورهم بالأمن والسلامة الشخصية ووضعهم الاقتصادي؛ نتيجة للحرب.

وأفاد 60 بالمئة من المستجيبين الفلسطينيين في الضفة أنهم تعرضوا لاقتحامات قوات جيش الاحتلال في مناطقهم أو كانوا شهودًا عليها، وقال 44 بالمئة إنهم تعرّضوا لتوقيف أو استجواب من الجيش الإسرائيلي، وأفاد 22 بالمئة أنهم تعرضوا لهجمات المستوطنين أو مضايقاتهم.

من الجدير بالذكر أن هذا الاستطلاع، الأول من نوعه في موضوع الحرب على غزة، نُفّذ ميدانيًا في الفترة 12 كانون الأول/ ديسمبر 2023 - 5 كانون الثاني/ يناير 2024 في 16 مجتمعًا عربيًا، هي: موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والسودان واليمن وعُمان وقطر والكويت والسعودية والعراق والأردن ولبنان والضفة الغربية في فلسطين، وتمثّل هذه المجتمعات المستطلعة آراء مواطنيها 95 بالمئة من سكان المنطقة العربية وتمثل العينات أقاليمها المختلفة. وكان حجم العينة في كل مجتمع من المجتمعات الآنفة الذكر 500 مستجيب ومستجيبة، وسُحبت العينة حسب منهجية العينة العنقودية والموزونة ذاتيًا، بحيث يكون لكل فرد في كل بلد احتمالية متساوية في الظهور في العينة.