إيتمار بن غفير.. يميني متطرف مرشح لمنصب وزير الداخلية في إسرائيل

أعلن عضو الكنيست إيتمار بن غفير، اليميني المتطرف والمرشح لمنصب وزير الداخلية في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، مشاركته في إحياء الذكرى 32 لمقتل مؤسس حركة "كاخ" المصنفة إرهابياً في إسرائيل والولايات المتحدة.

ونشر بن غفير، أمس الخميس، الكلمات التي سليقيها في ذكرى مقتل الحاخام "مائير كهانا"، الذي ينادي بقتل الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم.

يعد بن غفير شخصية جدلية في إسرائيل ومحسوب على اليمين المتطرف الفاشي، بسبب آرائه العنصرية وانتمائه السابق إلى حركة "كاخ" الإرهابية، بحسب "تايمز أوف إسرائيل.

وفاز بن غفير في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، في 1 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، ضمن قائمة "الصهيونية الدينية" بـ 14 مقعداً، التي تعتبر ثاني قائمة في تحالف اليمين المتطرف الذي يقوده نتنياهو المكلف بتشكيل الحكومة.

ومن المتوقع أن يتقلد بن غفير منصب وزير الداخلية مع صلاحيات واسعة في الحكومة المقبلة، وفقاً للصفقات السياسية بين "الصهيونية الدينية" ونتنياهو والتي أفضت إلى فوز الأخير في الانتخابات وعودته إلى رئاسة الوزراء.

بن غفير: لقد ترعرعت على أفكار الحاخام كهانا

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن عضو الكنيست إيتمار بن غفير نشر نص مشاركته في ذكرى مقتل كهانا وعاد وحذفه بعد وقت قصير ومن ثم نشره مرة أخرى.

جدد بن غفير، بحسب النص المنشور، ولاءه للحاخام المتطرف كهانا، وقال "أنا مدين لقد ترعرعت على كتبه"، مشيراً إلى أنه اعتدل بموقفه ولم يعد يؤيد اليوم طرد كل العرب من فلسطين.

وكتب بن غفير أنه حريص على حضور ذكرى مقتل كهانا منذ أن كان مراهقاً.

الحاخام مائير كهانا، معروف بآرائه العنصرية والفاشية، وهو مؤسس رابطة الدفاع اليهودية في الولايات المتحدة وحركة "كاخ" المحظورة في إسرائيل والولايات المتحدة.

وأضاف بن غفير، أنا مدين للحاخام كهانا أنني تبت (يقصد الالتزام الديني) وبدأت الدراسة في المدرسة الدينية التي أسسها، وتمكنت من دراسة كتاباته ودروسه.

وأشاد بن غفير بأفكار الحاخام كهانا وقال إن رسالته كانت "حب إسرائيل من دون مقابل حب لا يقبل المساومة".

وتابع قوله، ليس سراً أنني اليوم لست الحاخام كهانا، ولا أؤيد طرد كل العرب من إسرائيل، ولكن سأعمل من أجل الصورة اليهودية لإسرائيل، ومن أجل الاستيطان والهوية اليهودية.

يمثّل صعود اليمين الفاشي ممثلاً بالصهيونية الدينية، التي تطابق بين الدين والقومية، أبرز المنعطفات في المشهد الإسرائيلي السياسي.

اقرأ أيضاً

صعود اليمين الفاشي في إسرائيل.. عنوان مرحلة جديدة

من هو إيتمار بن غفير؟

إيتمار بن غفير (46 عاماً)، ولد في القدس الغربية من أب وأم من يهود أكراد العراق، معروف بمواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين وهو من سكان مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي الخليل جنوبي الضفة الغربية، بحسب تعريفه على موقع الرسمي للكنيست.

ولا يترك بن غفير فرصة لاقتحام الحرم القدسي وقيادة حملات الكراهية ضد الفلسطينيين وظهر في مواقف عديدة يشهر السلاح بوجههم.

ويصف بن غفير الإرهابي باروخ غولدشتاين، الذي نفذ مجزرة الحرم الإبراهيمي، بـ "البطل" وكان يعلق صورته في غرفة معيشته، ولكنه أزالها قبل عامين لأسباب انتخابية، بحسب "يديعوت أحرونوت".

ولا يقتصر استفزازات بن غفير على الفلسطينيين وإنما على اليمين المتشدد أيضاً لأنه يحاول شرعنة اقتحام الحرم القدسي ويطالب بسن قانون يجيز لليهود الصلاة في الأقصى، الأمر الذي ترفضه المؤسسة الحاخامية لاعتبارات الشريعة.

الحاخام كهانا مؤسس حركة "كاخ" الإرهابية

في عام 1971، أسس الحاخام مائير كهانا حركة "كاخ" وقادها حتى اغتياله عام 1990.

كان الحاخام المتطرف يعتقد أن الحل لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي والحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية هو التهجير القسري لفلسطيني 48 إلى الدول العربية، باستثناء لأقلية صغيرة من العرب الذين يوافقون على العيش في ظل دول يهودية وتخليهم عن حقوقهم السياسية والمدنية.

ويدعو كهانا إلى إقامة دولة الـ "هالاخا"، أي دولة الشريعة، لكنه قال إنه مستعد لقبول قوانين الديمقراطية، رغم أنه لا يؤمن بها، لمنع حرب بين الأشقاء بين العلمانيين والمتدينين.

حظرت إسرائيل والولايات المتحدة التنظيم المتطرف "كاخ" بالإضافة إلى حركة "كهانا حاي" (أي كهانا حي)، التي أسست بعد وفاته، وذلك بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي التي نفذها عضو الحركة باروخ غولدشتاين عام 1994.

في فجر 25 شباط/فبراير 1994 نفذ المستوطن غولدشتاين المنتمي إلى "كهانا حاي" مجزرة في الحرم الإبراهيم في مدينة الخليل راح ضحيتها 29 مصلياً فلسطينياً وجرح 15 آخرين.