icon
التغطية الحية

"إضراب الكرامة".. آلاف المعلمين يتوقفون عن العمل في مناطق "قسد"

2022.03.28 | 14:30 دمشق

61f80596-12a3-4b2d-afa7-e8dec3f1cab7.jpg
إضراب المعلمين في إحدى المدارس بريف دير الزور - تلفزيون سوريا
غازي عنتاب - عبد العزيز الخليفة
+A
حجم الخط
-A

انخرط آلاف المعلمين بإضراب عن العمل أطلقوا عليه اسم "إضراب الكرامة"، في الجزء الخاضع لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من دير الزور، بهدف تحقيق مجموعة من المطالب المتعلقة بحسن سير عملهم، منذ 8 آذار الجاري، بعد تنفيذ مجموعة من الوقفات في مدن وبلدات المنطقة، لينضم إلى الإضراب معلمو منبج وعدة مجمعات تربوية جنوبي الحسكة الأسبوع الماضي، ويلتحق بهم معلمو مجمع القحطانية التربوي في الرقة، بداية الأسبوع الجاري في تسجيل مصور، بالتزامن مع دعوات بالمحافظة لتوسيع الإضراب بمشاركة مناطق أخرى، الأمر الذي ردت عليه "الإدارة الذاتية" بالوعيد والتهديد واتهامات بالعمالة لجهات خارجية.

شروط إنهاء الإضراب

وتضمنت شروط العودة إلى العمل التي أعلن عنها المعلمون المضربون عن الدوام في دير الزور، زيادة رواتب المعلمين وربطها بالدولار نظراً لانهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، وتطبيق قانون العاملين بجميع بنوده وما ينص عليه، والسماح للعاملين بقطاع التعليم بالعمل الإضافي في المنظمات بما لا يتعارض مع دوام المدارس.

كما طالب المعلمون بتفعيل دور نقابة المعلمين وممارسة مهامها بشكل كامل، وتنسيق النقابة مع قطاع الصحة وتعويض المعلمين بدل أعمال جراحية ومعاينات بما لا يقل عن 80 في المئة، وتجهيز صيدلية نقابية مدعومة من قبل النقابة في كل منطقة، وحث المنظمات على العمل في قطاع التعليم، وعدم تحميل المعلمين مهام ليست من اختصاصاتهم، بل هي من اختصاص (التوجيه، والأرشيف، والحراس والمستخدمين، والمرشد النفسي وأمين السر) عبر سد الشواغر في المدارس).

إضافة إلى زيادة كمية القرطاسية المرسلة للمراكز التربوية، وتزويد المدارس بوسائل تعليمية حديثة للرقي بالعملية التعليمية، وتخصيص نثريات مالية للمدرسة بدل مشروبات وضيافة وبدل تعبئة مياه المراحيض ومياه شرب، وصرف رواتب بدل الأمومة، وأن تكون كتلة التعيينات قبل بدء العام الدراسي على الأقل قبل شهر من بداية الدوام، إضافة إلى تعويض المعلمين المعينين في مدارس بعيدة أو تأمين سيارة نقل لهم، إضافة إلى استكمال أثاث المدارس من طاولات وكراسيّ وخزانات لأرشفة الأوراق، وتعيين مرشد نفسي واجتماعي في كل مدرسة لمساعدة الطلاب على تجاوز ما مر به الأطفال في الحرب، ومساواة رواتب المعلمين في جميع مناطق سيطرة "قسد"، وإدخال مادة التربية الإسلامية في المناهج الدراسية.

مشاركة كثيفة

وقال معلم من دير الزور يشارك في الإضراب -طلب عدم ذكر اسمه- إن عدد المدارس الإجمالي في منطقة دير الزور هي 600 مدرسة موزعة على مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، ويدرس فيها نحو 300 ألف طالب وطالبة.

وأوضح المعلم بحديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن أكثر من 5 آلاف مدرس يشارك في الإضراب من أصل ثمانية آلاف، يتوزعون على 470 مدرسة منها بالإضراب.

وعن الأسباب التي دفعتهم إلى الإضراب يقول المدرس، إن زميلا له أجرى عملية قيصرية لزوجته بكلفة 425 ألف ليرة سورية، في حين أن راتب المعلم كله هو 260 ألف ليرة، مشيراً إلى أن النقابة لم تدفع سوى 10 آلاف ليرة فقط من أجرة العملية، وهذا مؤشر بسيط على صعوبة أوضاع المعلمين في مناطق سيطرة "قسد"، مضيفاً أنه حتى دون حوادث أو أزمات قد تصادف أي عائلة فإن الراتب لا يكفي لتأمين لوازم أي عائلة سورية من السلع الضرورية، مؤكداً أنه ليكون الراتب معقولاً يجب أن يعادل 500 دولار أميركي على الأقل، هذا بالإضافة إلى الأسباب التي تتعلق بسير العملية التربوية في المدارس التي تفتقر إلى البنية التحتية والكادر المتخصص.

معلم آخر من ريف الرقة الغربي -طلب عدم ذكر اسمه- يفتتح حديثه عن أسباب الإضراب بذكر قائمة بأسعار السلع، قائلاً إن "كيلو السكر وصل سعره إلى  4500 ليرة سورية، في حين يبلغ ثمن كيلو الشاي 33 ألفاً، وليتر الزيت النباتي 12 ألفاً، والرز 3 آلاف، والبرغل 4 آلاف، في حين يبلغ ثمن ربطة الخبز المدعوم 300 رغم أن أغلبها من الذرة وليس من القمح، وثمن ربطة الخبز السياحي المكونة من 5 أرغفة 2000 ليرة، في حين بلغ سعر ليتر المازوت 1300 ليرة والبنزين 1500، علماً بأن الشراء يكون بشكل حر في المحطات التابعة لـ "الإدارة الذاتية" والتي من المفترض أن تبيع البنزين بـ 210 ليرات والمازوت بـ 450 ليرة.

ورأى المعلم بحديثه لموقع تلفزيون سوريا، أن الاستعراض السابق لقائمة الأسعار يُظهر بشكل جليّ ضعف رواتب المعلمين بالمقارنة مع الغلاء الكبير الذي تشهده سوريا بشكل عام ومناطق "الإدارة الذاتية" بشكل خاص، معتبراً أن الإدارة تمتلك الموارد الاقتصادية الكافية لرفع الرواتب، فهي بالنهاية تسيطر على موارد النفط والغاز "لكنها تسخر هذه الموارد لخدمة مشاريعها الخاصة العابرة للحدود"، بحسب وصفه.

ولفت إلى أن الإضراب لا يتعلق بالرواتب فقط بل بسوء العملية التعليمية برمّتها، موضحاً أنه يدرس في مدرسة ابتدائية، ويقوم بتحضير دروس التربية الإسلامية والاجتماعيات من الإنترنت، بسبب عدم وجود كتب للمواد المقررة لدى التلاميذ أو حتى الأساتذة، كما أن البنية التحتية في المدارس مهملة، الأمر الذي يزيد الطين بلة.

وفي الحسكة، انخرطت أربعة تجمعات تربوية جنوبي المحافظة في الإضراب الأسبوع الماضي، وهي التجمعات التربوية في مدينة الشدادي وبلدات مركدة وأبو حامضة والعريشة، بحسب معلم من مركدة تحدث لموقع تلفزيون سوريا.

وقال المعلم، إن هنالك أكثر من 1500 معلم في الشدادي موزعين على 200 مدرسة، في حين يوجد في مركدة نحو 600 معلم يتوزعون على أكثر من 50 مدرسة، ويوجد 300 معلم في أبو حامضة يدرسون في أكثر من 30 مدرسة، وتوجد أعداد مماثلة في مجمع العريشة التربوي.

كيف ردت "الإدارة الذاتية"؟

قال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا، إن "الإدارة الذاتية" في دير الزور لم ترد بشكل مباشر على مطالب المعلمين، لكنها تحاول التواصل معهم عن طريق وسطاء خاصة بريف دير الزور الشرقي، في حين أرسلت رسائل عن طريق بعض المديرين المقربين من "هيئة التربية والتعليم" التي يديرها كمال الموسى، إلى معلمي الريف الغربي بضرورة تسجيل أسماء الغياب وتهديد الغائبين بالفصل والملاحقة.

أما في الرقة، فتلقى المعلمون الذين أعلنوا الإضراب تهديدات بالفصل والملاحقة من قبل الرئيس المشترك لمكتب القحطانية التربوي، إضافة إلى الاتهامات بالعمالة إلى جهات خارج سيطرة "الإدارة الذاتية" وهي تركيا والنظام السوري، بحسب المصدر.

وفي الحسكة، هدد ممثل "الإدارة الذاتية" مالك العلي، المعلمين الذين شاركوا في الإضراب خلال اجتماع في الشدادي بالفصل، ووجه من خلال المديرين إلى المشاركين بالإضراب اتهامات تتعلق بالعمالة إلى تركيا والنظام السوري، ومحاولة "زعزعة الاستقرار" في المنطقة.