icon
التغطية الحية

إدلب.. أطباء مقيمون يغطون النقص في الكوادر لمواجهة فيروس كورونا | صور

2021.09.30 | 06:54 دمشق

img_9805.jpg
إدلب - عز الدين زكور
+A
حجم الخط
-A

يشارك نحو 30 طبيباً مقيماً في صفوف "الهيئة السورية للاختصاصات الطبية"، في التصدي لموجة الإصابات المتزايدة بـ"كورونا" التي تضرب إدلب ومنطقة شمالي غربي سوريا، وذلك ضمن المستشفيات المتخصصة لعلاج مرضى الوباء، في وقتٍ يعاني منه القطاع الصحي من تدهور ملحوظ بسبب الضغط الكبير على المنشآت الطبية والمراكز والكوادر الصحية.

نقص في الكوادر

عن مشاركة أطباء مقيمين في التصدي لفيروس "كورونا" في مستشفيات إدلب، يقول الطبيب وسيم زكريا، رئيس دائرة الشؤون الإدارية في "الهيئة السورية للاختصاصات"، إنّ المشاركة تأتي انطلاقاً من رؤية الهيئة السورية للاختصاصات الطبية في تحسين نوعية وجودة الخدمات الطبية المقدمة في سوريا، والغاية التي تأسست لأجلها هيئة الاختصاصات، وهي الحاجة الدائمة لرفد قطاع الصحة بأطباء اختصاصيين والإشراف على تدريبهم وتقييم عملهم".

ويضيف لموقع تلفزيون سوريا: "نظراً إلى أننا مؤسسة تعمل في الداخل السوري وعلى تماس مباشر مع معاناة المرضى المصابين بكورونا وبعد التواصل مع مديريات الصحة والمنظمات العاملة ونظراً لنقص الكوادر الطبية والإشغال الكامل للمستشفيات؛ فقد كان لزاماً علينا المساهمة برد الجميل لأهلنا في التصدي للموجة الثانية من الفيروس المتحور دلتا".

وتهدف المشاركة بشكل رئيسي، وفقاً لـ"زكريا" إلى تعويض النقص وسد الفجوات والمساهمة في الحد من الإصابات والسيطرة على الكثير من تداعيات المرض وإنقاذ حياة المرضى، إضافة إلى دور "المقيمين" الفعّال في التعليم والتعلم واكتساب الخبرات ونقلها بهدف تقديم أفضل خدمة طبية للمرضى.

 

خبرات من داخل العناية المشددة

ويعتبر محدثنا أن تجربة العمل في مستشفيات العزل هي فرصة كبيرة للأطباء المقيمين للتعامل مع مرضى الحالات الحرجة المقبولين في العناية المشددة وأيضاً التعرف إلى أنظمة المنافس وأجهزة التهوية الآلية والتي كان يفتقدها التدريب بالمستشفيات الميدانية الموجودة بالشمال السوري، وهو ما أتاحته مستشفيات العزل من خلال توفير التجهيزات الطبية والمعدات المتطورة، إضافة إلى وجود فريق من الأطباء المغتربين السوريين المشرفين (عن بُعد) يردون على جميع الاستفسارات بشكل يومي من خلال الجولات اليومية.

تلقوا اللقاح

يعمل حالياً أكثر من 30 طبيباً مقيماً، في التصدي للموجة الثانية من انتشار الجائحة بالمتحور "دلتا" وذلك في أكثر من 8 مستشفيات مخصصة لعلاج مرضى كورونا بريفي إدلب وحلب الغربي، وذلك ممن أتموا حصولهم على جرعتي اللقاح.

ويشير في هذا السياق محدثنا "زكريا"، إلى أنّ الأطباء المشاركين خضعوا خلال العام الماضي لتدريبات مكثفة في تدبير حالات مرضى كورونا بالمستشفى والعناية المشددة، إضافة إلى التعامل مع أجهزة التهوية الآلية وتدريبهم في قسم العنايات المشددة.

تجربة مهمّة

باسم طرمان، طبيب مُقيم يدرس تخصص "داخلية عامة" في صفوف الهيئة السورية، يداوم في الوقت الحالي في مستشفى "الكارلتون" في مدينة إدلب المخصص لمرضى فيروس "كورونا" المستجد.

يقول لموقع تلفزيون سوريا: "إن تفشي الفيروس بشكل كبير ومتسارع بين الأهالي وحاجة الطواقم الطبية إلى مساندة ودعم وقلة الكوادر، كان دافعاً مهماً في المشاركة في التصدي للفيروس ضمن مستشفى كورونا، وفي غرفة العناية المشددة".

ويعتبر أن فرزه من قبل "الهيئة السورية" إلى مستشفى مخصص بوباء "كورونا" مهم وضروري لكسب المزيد من الخبرات العلمية والملاحظات، وخاصة في غرفة العناية المشددة، خلال متابعة الحالات والإصابات والتعامل مع المنافس والأجهزة.

ويعكس محدثنا "باسم" من داخل عرفة العناية المشددة التي يداوم فيها مع أطباء متخصصين، سوء الوضع الإنساني من جراء تزايد أعداد الإصابات، بسبب وصول إصابات خطرة كان مآل بعضها إلى الموت ومفارقة الحياة، ويركز في الوقت ذاته على ضرورة التزام بقواعد التباعد والإجراءات الاحترازية واللقاح المضاد للفيروس.

ويؤكد أن جل الإصابات الخطرة الواصلة إلى غرفة العناية أو المستشفى عموماً كانت لأشخاص غير متلقين للقاح "كورونا"، وبحال وصول حالات ملقّحة فإنّ الأعراض كانت أخف وأشد وطأة على المريض.

الهيئة السورية للاختصاصات الطبية

تضمّ الهيئة السورية للاختصاصات 28 اختصاصاً، من أهمها "الداخلية العامة والقلبية والصدرية والهضمية والاختصاصات الجراحية كافة"، إضافةً إلى اختصاصات "طب الأطفال والأمراض النفسية وجراحة الفم والفكية والتوليد وأمراض النساء واختصاص العناية المشددة للأطفال حديثي الولادة" الذي افتتح أخيراً، بحسب "زكريا".  

وتلعب هيئة الاختصاصات دوراً هاماً في وضع المعايير الخاصة بالبرامج التدريبية وإقرار المناهج والإشراف عليها إضافة إلى آلية وضع معايير الاعتراف بالمنشآت الطبية كمراكز تدريبية ومعايير الاختيار للقبول في التخصصات مختلفة.

ويوضح "زكريا" في هذا السياق، أن "الهيئة تعمل على تقييم الاحتياجات لمعرفة التخصصات الطبية التي تفتقر إليها المناطق المحررة والإشراف على المراقبة والتقييم للأطباء المقيمين والبرامج التدريبة"، مشيراً إلى أنّ الهيئة تمنح في نهاية التدريب، شهادة اختصاص طبي تسمى (شهادة اختصاص) بعد إجراء الامتحانات الدورية وفق أفضل المعايير.  

وخرّجت "الهيئة السورية للاختصاصات" الطبية حتى الآن 205 أطباء بمختلف الاختصاصات، ويتدرب حالياً نحو 276 طبيباً مقيماً في 32 مركزاً ومستشفى تدريبي ويشرف على تدريبهم نحو 175 طبيباً اختصاصياً.

متطوعات جوالات لمكافحة "كورونا"

في السياق، أطلق الدفاع المدني السوري مبادرة نسائية للمساهمة في تخفيف آثار فيروس كورونا المستجد في ظل تفشيه بشكل متسارع بين السكان، وذلك في منطقة اعزاز شمالي حلب، وريفها إضافة إلى مخيمات النازحين.

تقول ندى الراشد وهي عضو مجلس إدارة في "الدفاع المدني السوري"، إنّ "المبادرة تهدف إلى تقديم الرعاية المنزلية للمصابين بفيروس كورونا، في ظل إشغال جميع المستشفيات، وعدم القدرة على استيعاب المزيد من الإصابات بعد الارتفاع الحاد بأعداد المصابين بفيروس كورونا في شمال غربي سوريا".

وتضيف الراشد لموقع تلفزيون سوريا: "تشارك في المبادرة نحو 13 متطوعة من الفرق النسائية بالدفاع المدني السوري خضعن لتدريبات بخصوص رعاية مرضى (كوفيد 19)، وتقدم المتطوعات الرعاية الطبية لأكثر من 60 مصاباً بشكل يومي وتشمل الإسعافات الأولية، وجلسات الرذاذ، وقياس أكسجة، وفتح أوردة".

 

lry_lmnzly_.max-900x500.jpg

 

وتشير إلى أن "المبادرة لن تكون الوحيدة في المنطقة بل ستكون هناك مبادرات مشابهة بمناطق أخرى في الأيام المقبلة".

بشرى، إحدى المتطوعات في المبادرة تتحدث عن مشاركتها، تقول إنّ "الخدمات عبارة عن توعية حول كيفية انتقال الفيروس وطرق الوقاية وكيفية التعامل مع الإصابة وبالإضافة إلى متابعة العلامات الحيوية التي تتضمن الحرارة والنبض والأكسجة، وتقديم دواء مقدم من الصحة التركية وشرح كيفية تناول هذا الدواء".

وتوضح لموقع تلفزيون سوريا، أن توافر كادر كبير وإمكانيات في صفوف الدفاع المدني، ساهم في إطلاق المبادرة، وتم التعاقد على إثرها مع وزارة الصحة التركية ضمن بروتوكول يتضمن تقديم الدواء من قبل الصحة التركية.

وتلفت إلى أن أبرز ما يمكن أن تقدمه المبادرة، هو تخفيف العبء المادي والجسدي على الأهالي، خلال التنقّل والوصول إلى المراكز الصحيّة، إذ إنّ المتطوعات يصلن إلى المنزل ويقدمن خدماتهنّ للمرضى، بالمقابل التخفيف عن المستشفيات والمراكز الطبيّة المخصصة لـ"كورونا".

وتشير إلى أن المبادرة من خلال الفرق تركز على التوعية، وخاصة مع ارتفاع عدد الإصابات والوفيات وعدم التزام السكان بالإجراءات الوقائية وتلقّي اللقاح، وهو العامل الأهم في تقليل عدد الإصابات.

وكانت نحو 19 منظمة ومؤسسة إنسانية وطبية، تحدثت في بيان صادر في 9 أيلول الجاري، عن انهيار وشيك للقطاع الصحي نتيجة الضغط الكبير في ظل تزايد أعداد الإصابات بـ"كورونا" وتفشي المتحور الجديد "دلتا" بين المصابين.

وقالت المنظمات، إن الإصابات في منطقة شمال غربي سوريا وصلت إلى "مرحلة الذروة"، وإلى تصنيف يعرف بـ"جائحة غير مسيطر عليها مع قدرة محدودة للنظام الصحي على الاستجابة".

ووصلت أعداد الإصابات إلى أعتاب 1500 إصابة يومية، بحسب تقارير يومية صادرة عن السلطات الصحية، من دون مؤشر نحو هبوط في مسار الإصابات أو تراجعه خلال الفترة الحالية ما ينذر بكارثة إنسانية على المنطقة.