icon
التغطية الحية

أوسي: أميركا تدعم مظلوم عبدي لطرد قادة (PKK) من سوريا

2020.07.08 | 11:36 دمشق

1274e99530b3498662d57b964b3040d2_xl.jpg
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

أثارت التغريدات والمنشورات التي نشرها الكاتب الكردي السوري هوشنك أوسي خلال الأيام القليلة الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي، موجة من ردود الفعل المتباينة، بعد حديثه عن طرد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي بدعم أميركي لقادة أمنيين تابعين لحزب العمال الكردستاني من شمال شرقي سوريا، بالإضافة للائحة تضم 3000 آلاف عنصر أجنبي تابعين للعمال الكردستاني.

وقال أوسي في منشور له على صفحته في فيس بوك يوم الجمعة الماضية إن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وبدعم أميركي، نجح في طرد صبري أوك "مسؤول الأمن والمخابرات في حزب العمال الكردستاني، ورجل جميل بايك، من المناطق الكردية السوريّة، شرق الفرات.

وأوضح أوسي أن هناك حالة من التوتر والأزمة تخيم على حزب العمال الكردستاني، حيث اعتبر أن طرد صبري أوك يعادل طرد عبد الله أوجلان من سوريا عام 1998.

كما كتب أوسي تغريدة يوم السبت الماضي على حسابه الشخصي في تويتر، قال فيها إن أميركا أعطت مظلوم عبدي لائحة بأسماء 3 آلاف شخص أجنبي من أكراد تركيا والعراق وإيران وحملة جنسيات أجنبية، يعملون بأمر من حزب العمال الكردستاني.

وأوضح أوسي أن أميركا ربطت وجودها في المنطقة بخروج هؤلاء الـ 3 آلاف أجنبي.

وعاد أوسي أمس وكتب منشوراً قال فيه "إن علي شير (اسم حركي) المسؤول عن الاقتصاد وبيع البترول والغاز في مناطق سيطرة قسد، وبعض مساعديه من كوادر حزب العمال الكردستاني من كرد تركيا، أعفوا من مناصبهم. ولا أعلم إن هم لحقوا بصبري أوك الى جبال قنديل أم لا؟".

ويأتي الحديث عن خروج عناصر حزب العمال الكردستاني من مناطق سيطرة قسد بالتزامن مع المفاوضات التي تجري بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي (أكبر كتلتين سياسيتين لأكراد سوريا) حيث يؤكد أوسي في تصريحات خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن المفاوضات التي تجري حالياً تتم بإشراف أميركي وبدعم فرنسي، وتقوم واشنطن بممارسة ضغوطات على الطرفين للتوصل إلى تفاهم مشترك من خلال التركيز على الحد الأدنى من النقاط المشتركة.

وشدد أوسي على أن التفاهم بين الطرفين منوط بكف يد حزب العمال الكردستاني عن التدخل بقرارات حزب الاتحاد الديمقراطي والذي لم يعد خافياً على أحد رغم نفي الأخير هذه التبعية التنظيمية والسياسية والإيديولوجية.

لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن خروج حزب العمال الكردستاني من سوريا ليس سهلاً، وذلك بسبب تغلغله منذ ثمانينات القرن الماضي داخل المجتمع الكردي في سوريا وبالتالي فإن فك الارتباط بين الجانبين بحاجة إلى مزيد من الجهد من الاتحاد الديمقراطي ومن المجلس الوطني الكردي أيضاً، بالإضافة لدور الأطراف الإقليمية وخاصة تركيا التي يجب أن تعي أن فك الارتباط بحزب العمال الكردستاني يخدم مصالحها، وقد يكون خطوة تمهد لإخراج العمال الكردستاني من العراق أيضاً.

وبخصوص التنسيق الأميركي التركي في هذه الخطوة قال أوسي إن الأميركيين لن يضروا بمصلحة حليفتهم تركيا في حلف شمال الأطلسي، بدليل أن أميركا ليس فقط في هذه الفترة بل منذ زمن بعيد تحاول فك الارتباط بين الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، وخطت خطوات جادة في هذا الاتجاه بوسائل سياسية ضاغطة وليس من خلال استخدام القوة العسكرية كما تريد أنقرة.

أما ما يتعلق بحديثه عن خروج 3 آلاف عنصر أجنبي من عناصر حزب العمال الكردي أفاد أوسي بأن العدد الحقيقي قد يكون أكبر من ذلك بكثير، لكن بحسب ما وصلني من معلومات فإن الأميركيين ضبطوا لوائح تضم أسماء هؤلاء الـ 3 آلاف عنصر.

وأشارَ إلى أن قضية إخراج هؤلاء ليست مهمة سهلة لكن الأميركيين ليسوا مستعجلين، والمهم هو جدية حزب الاتحاد الديمقراطي وبالتحديد القائد العام لقسد مظلوم عبدي في اتخاذ قرار إخراج هذه العناصر ليس فقط من المؤسسة العسكرية بل ضمن المؤسسات الإعلامية والإدارية، حيث تسعى واشنطن إلى تنقية المنطقة من هذه العناصر وهو ما يفوق قدرة هذه العناصر على عرقلة هذا القرار.

وأشار إلى أنه رغم قدرة حزب العمال الكردستاني على وضع العصي في الدواليب للمشروع الأميركي وعرقلة تطبيق هذا القرار، إلا أن الفصل سيكون من خلال قدرة الأطراف الكردية السورية بملء الفراغ وخاصة في الجانب العسكري.

وختم أوسي حديثه بالطلب من تركيا بأن تنخرط بهذه العملية من خلال تخفيف القبضة الأمنية على أكراد تركيا والذي يخدم بالدرجة الأولى حزب العمال الكردستاني كون وقوده الأساسي هو العنف والدم، كما طالب تركيا أيضاً بالكف عن معزوفة الانفصال وأن الأكراد انفصاليون ومشاريع انفصاليين وهذا ليس من مصلحة تركيا.

 

وفي رده على هذه المعلومات قال حسين عمر الكاتب السياسي الكردي السوري والمقرب من حزب الاتحاد الديمقراطي إن هناك حرب إشاعات هذه الأيام تطول القائد العام لقسد مظلوم عبدي من خلال مديحه في محاولة للتأكيد على أن هناك خلافات بينه وبين رفاقه في القيادة.

وأضاف عمر "بحسب معرفتي الطويلة لا وجود لقيادة فردية في قسد وعبدي أحد القادة ولا يمكنه الانفراد بأي قرار مصيري دون العودة لرفاقه".

كما نفى عمر أي تدخل للولايات المتحدة الأميركية في الشؤون الإدارية والسياسية في المنطقة، بل كان هناك انتقادات مستمرة لعدم دعم الإدارة الذاتية سياسياً ولماذا لا تساعد الإدارة بشكل عملي، وحتى مسألة اللقاءات بين الأحزاب الكردية والتي حضرها المبعوث الأميركي الخاص لدى التحالف وليم روباك لم تكن بداعي التدخل وإنما جاء على أرضية دعم مبادرة قسد ليس إلا.

في السياق ذاته هاجم حسن فقه مدير المكتب الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي في أوروبا المعلومات التي أوردها هوشنك أوسي وقال إنها غير صحيحة ومعدة في مطابخ الحرب التركية وممهورة بختم المخابرات التركية "الميت"، ووصف أوسي بالقلم المأجور لترويج هذه المعلومات على حد وصفه.

وأكد فقه توافد مقاتلين أكراد من العراق وإيران وتركيا إلى سوريا لكنه وصفهم بالمتطوعين، وخاصة خلال هجوم تنظيم "الدولة" على مدينة عين العرب "كوباني" وخلال سيطرة القوات التركية والجيش الوطني السوري على عفرين وتل أبيض ورأس العين، ووصفها بأنها لا تتعدى المشاعر الوطنية الكردية وليسوا عناصر من حزب العمال الكردستاني.

وشدد فقه على أن قرار "قسد" والقوى السياسية للإدارة الذاتية بكل مكوناتها، والولايات المتحدة لا تطلب أو تفرض شيئاً، وهم لا يخضعون لأي فرض من أي طرف أو أي قوة كانت.

وأشار إلى أن مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري أقرب لموقف تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، فكيف ستخضع لها قسد.

يذكر أن حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب التي تشكل العمود الفقري لقسد، ينفي بشكل مستمر أي علاقة تنظيمية بينه وبين حزب العمال الكردستاني المصنف دولياً كمنظمة إرهابية، لكن الحكومة التركية والمعارضة السورية وطيف واسع من المعارضة الكردية السورية للحزب، تؤكد بشكل مستمر أن حزب الاتحاد الديمقراطي ما هو إلا الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.