icon
التغطية الحية

"أنجز مهمة دولة".. وفاة المؤرخ والباحث السوري فايز قوصرة

2024.05.23 | 15:58 دمشق

آخر تحديث: 23.05.2024 | 16:44 دمشق

5
المؤرخ والباحث الثقافي السوري فايز قوصرة (Abd Deeb / فيس بوك)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

توفي المؤرخ والباحث الثقافي السوري، الأستاذ فايز قوصرة، اليوم الخميس، عن عمر يناهز 79 عاماً، عقب أسابيع من دخوله بغيبوبة إثر إصابته بجلطة دماغية، بعد أن قضى عمره البحثي في خدمة مدينته إدلب حتى أُطلق عليه لقب "مؤرخ إدلب".

ولد الراحل عام 1945 وقد كان مولعاً بالتاريخ والآثار رغم حمله لشهادتين في الآداب والفلسفة من جامعة دمشق، حيث فتّش في أحجار محافظته إدلب وآثارها وكتب عنها متفرداً بجهود فردية عظيمة.

ونعى كتّاب وصحفيون سوريون المؤرخ فايز قوصرة، حيث قال الكاتب أحمد أبازيد، إنّ قوصرة قضى حياته حتى أيامه الأخيرة في توثيق آثار وتاريخ إدلب، درس كل حجر فيها، أو صفحة مكتوبة عنها، وأنجز مهمة دولة بينما كان يعيش في بساطة وفقر.

وينحدر فايز قوصرة من مدينة إدلب، ويعد أحد أعلامها، وقد درس المرحلتين الإعدادية والثانوية في مسقط رأسه، وأكمل تحصيله الجامعي في جامعة دمشق، وحصل على إجازتين علميتين الأولى في التاريخ والثانية في الدراسات الفلسفية والاجتماعية.

وكان للراحل فايز قوصرة إسهامات كبيرة في توثيق تاريخ إدلب ومدنها، عبر عشرات الكتب، آخرها "إدلب البلدة المنسية"، كما كان له دور كبير في توثيق تاريخ المحافظة عبر شاشة تلفزيون سوريا ضمن برنامج "لم الشمل".

وحتى المراحل الأخيرة من حياته، واصل قوصرة كتابة تاريخ إدلب التي قضى عمره البحثي في خدمتها، وتدوين كل صغيرة وكبيرة فيها، إذ قدّم نحو 30 كتاباً أرّخت ووثّقت كل المفاصل التاريخية والسياسة والاجتماعية في إدلب.

وفي لقاء سابق مع تلفزيون سوريا، قال قوصرة: "أعمل منذ 50 عاماً على توثيق ومتابعة تاريخ إدلب، فكرياً وميدانياً، إذ طبعت 10 كتب، أهمها الرحالة في محافظة إدلب، والثورة العربية في الشمال السوري".

وفي كتابه "إدلب البلدة المنسية"، عاين قوصرة آخر قرن من حياة المدينة، ناقلاً القارئ في رحلة زمنية نابضة بالحياة، حيث يجول به الأسواق والحارات والبيوت، والأماكن الخدمية، ولا ينسى حتى زيارة المقابر.

وقال قوصرة في تصريح سابق، إنّه بدأ مشواره الثقافي متأثراً بجد أمه المؤرخ والمؤلف محمد راغب الطباخ، صاحب سيرة "إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء"، مستمداً منه خبرة سادت أجواء العائلة والمنزل، وفقاً لما نقلت عنه صحيفة "عنب بلدي".

ولم يبدأ نشاط قوصرة الثقافي بعد تخرجه في الجامعة، بل التحق بالمركز الثقافي الذي افتتح في إدلب عام 1960، وحينها كان قوصرة طالباً مدرسياً.

وحينذاك وجد قوصرة البيئة التي تشبع اهتماماته الثقافية متعمقاً في مجال آثار إدلب، لينشر أول مقال له بعنوان "إيمان بالنجاح" في مجلة "الخمائل" الحمصية والتي عمل مراسلاً لها عام 1962.

وشكّلت مؤلفات قوصرة إرثاً ثقافياً ومرجعاً لكل من يرغب بالاطلاع على تاريخ إدلب وحضارتها، ومن أول المؤلفات الخاصة بالمؤرخ فايز قوصرة صدرت عام 1984 بعنوان "الرحالة في محافظة إدلب" لتبدأ بعدها سلسلة المراجع، ومنها:

  • "من إيبلا إلى إدلب" وهو مجلد ضخم يحوي أكثر من 140 وثيقة وصورة، في 422 صفحة.
  • "الثورة العربية في الشمال السوري.. ثورة إبراهيم هنانو".
  • "التاريخ الأثري للأوابد العربية الإسلامية في محافظة إدلب"، والفائز بالجائزة الأولى في مسابقة جمعية العاديات في حلب عام 2004.
  • "قلب لوزة درة الكنائس السورية"، الصادر باللغتين العربية والإنكليزية.
  • "عرب على عرش روما"، يروي فيه قصص سبعة أمراء عرب حكموا روما.

يشار إلى 20 كتاباً من مؤلفات فايز قوصرة لم تطبع بعد، حيث انتظر لفترة طويلة جهة تتبنى طباعة هذه الأعمال، كما لفت إلى أن الأوضاع الأمنية والمعيشية والجو النفسي السائد لدى كثير من السوريين خلال السنوات الأخيرة أدى إلى تقويض عمله في مجال الثقافة.