icon
التغطية الحية

أميركا: أين اختفت 300 ألف ورقة اقتراع أرسلت عبر البريد؟

2020.11.05 | 17:57 دمشق

antkhabat.png
ڤوكس- ترجمة: ربى خدام الجام
+A
حجم الخط
-A

نقلت العديد من المحطات الإخبارية في يوم الانتخابات بأن خدمة البريد الأميركية ليس لديها سجلات لعمليات تسليم حوالي 300 ألف ورقة اقتراع ضمن 12 ولاية، ما غذى المخاوف بأن التغيرات التي أجريت على خدمة البريد في مطلع هذا العام على يد مديرها العام الجديد لويس ديجوي، وهو أحد كبار وأهم الداعمين لترامب، تسببت بحرمان الآلاف من التصويت على الأرجح.

إلا أن رئيس أكبر نقابة عمال في مجال البريد أكد في مقابلة مع ڤوكس صباح الأربعاء بأن خدمة البريد تحدثت مراراً وتكراراً حول بيانات ومعلومات وردت في قضايا رفعت أمام المحاكم خلال الأيام الماضية، إذ ثمة أسباب عديدة لعدم وصول رسالة تفيد بتسلّم أوراق الاقتراع التي أرسلت قبل أيام من موعد الانتخابات، لذا من غير المرجح أن يصل عدد أوراق الاقتراع التي لم يتم تسليمها إلى ما يقارب 300 ألف ورقة.

إذ ذكر مارك ديموندشتاين وهو رئيس اتحاد عمال البريد الأميركيين لڤوكس يوم الأربعاء الماضي بأنه: "فقط بسبب عدم وصول رسالة تسلّم لبعض الأوراق لا يمكننا أن نفسر ذلك على أنها جميعاً لم تسلم. وقد سبق للاتحاد لدينا أن انتقد التغيرات الإجرائية التي طبقها ديجوي في مطلع هذا العام، ومن ثم قام بتجميدها، ما أدى إلى تأخير عملية التسليم بحسب ما ذكره من ترأسوا تلك العملية. إذ لدينا هنا أوراق الاقتراع التي أوليت أهمية في عملية المعالجة تفوق المعالجة من الدرجة الأولى، حتى في حال سحب الأوراق عمداً"، وهو هنا يتحدث عن إجراءات معالجة البريد العادي التي تم تسليمها بشكل عاجل خلال الأيام التي سبقت يوم الانتخابات.

وقد رسم ديموندشتاين العديد من السيناريوهات التي يمكن من خلالها لورقة الاقتراع أن يتم مسحها في أحد المرافق دون أن يتم مسحها لتأكيد تسلمها، وتلك السيناريوهات تدور حول عدم خضوع أوراق الاقتراع لعملية مؤتمتة عادية وهكذا يتم فرزها بشكل يدوي ثم تسليمها بشكل مباشر لأحد مراكز لجنة الانتخابات أو أنها ماتزال تنتظر وصول لجنة الانتخابات إليها. ويضيف: "لم نقلق من عملية المسح، بل قلقنا حول وصول أوراق الاقتراع للجنة الانتخابات خلال الوقت المحدد، وكل هدفنا هو أن تتم العملية بسرعة وفعالية قدر الإمكان".

وفي بيان صدر عصر الأربعاء الماضي قال الناطق باسم خدمة البريد الأميركي: "إن فكرة وجود أوراق اقتراع لم يتم عدها ضمن شبكة خدمة البريد هي عبارة عن افتراض غير دقيق" وأضاف بأن أوراق الاقتراع تلك "قد تم تسليمها قبل الموعد النهائي للانتخابات"، كما ذكر بأن أوراق الاقتراع التي تم تسليمها بشكل مباشر للجان الانتخابات المحلية وذلك لتوفير الوقت مع اقتراب يوم الانتخابات لم تخضع لأي عملية مسح نهائية لأنها لم تدخل ضمن عملية البريد النظامية.

ولكن قبيل صدور هذا البيان، قام مسؤول رفيع من خدمة البريد قد أشرف على عملية الانتخاب بالبريد بالإدلاء بشهادته أمام محكمة فيدرالية حول قضايا تتصل بالانتخاب عبر البريد كان من ضمنها أوراق اقتراع لم يتم تعقبها، وذكر بأنه كان عليه أن يبحث فيما إذا كانت أي ورقة اقتراع لم تصل إلى وجهة العد النهائية.

حيث قال ذلك المسؤول واسمه كيفن براي: "لم أندهش عندما تبين لي وجود بعض الأوراق، لكني سأندهش كثيراً إن وصل عددها إلى الآلاف".

وقد أعلن براي الذي استدعي ليدلي بشهادته عبر إشعار مختصر في ساعة مبكرة من ذلك اليوم، بأنه لم ير الوثائق التي تبين أوراق الاقتراع التي تم مسحها ضمن مرافق البريد دون أن يتم مسحها وهي تخرج من تلك المرافق.

 إلا أن بارتينهيمر لم يرد بشكل فوري عندما سألته صحيفتنا حول عدم تطرق البيان الذي أصدره لفكرة عدم وجود أوراق اقتراع لم يتم تعقبها بشكل قاطع حتى عندما تركت ملاحظات براي الاحتمالات مفتوحة أمام عدم تعقب البعض منها.

ثم إن قضية وجود الآلاف من أوراق الاقتراع التي لم يتم تعقبها لفتت الانتباه يوم الانتخابات عندما طالب قاض فيدرالي بإجراء عمليات تحقق واضحة لكل مباني البريد في 12 ولاية التي من المفروض أن تضمن عدم بقاء أو احتجاز أي ورقة اقتراع إلى جانب إرسال كل أوراق الاقتراع التي تم تحديدها للتسليم على الفور.

وتضمنت عمليات التحقق المرافق الموجودة في عدد من الولايات التي تأرجحت النتائج فيها، وعلى رأسها فلوريدا وأريزونا وميتشغان حيث لم يتم عد أوراق الاقتراع التي تم استلامها بعد يوم الانتخابات، مما ترك الباب مفتوحاً أمام عدم أهلية بعض الأصوات المرسلة عبر البريد في حال تم تسليمها بعد انقضاء الوقت المحدد للانتخاب في تلك الولايات.

ولقد حدد قاضي المقاطعة الأميركية إيميت سوليفان في العاصمة واشنطن آخر موعد للانتخاب عبر البريد عند الساعة الثالثة بعد الزوال من مساء يوم الثلاثاء ليكون ذلك جزءاً من الدعوى القضائية التي رفعها مدعون بينهم الجمعية الوطنية للنهوض بالملوّنين ضد خدمة البريد الأميركية ومديرها العام ديجوي، حيث ورد في الادعاء الخاص بتلك القضية بأن ديجوي "وقف في وجه عملية توزيع البريد في الوقت المحدد وطبق سياسات أعاقت عمال البريد، وخربت خدمة البريد الأميركي في محاولة مفضوحة لحرمان المصوتين الملوّنين" وقد أتى هذا الموعد النهائي كرد أيضاً على ملف الدعوى القضائية التي رفعت على خدمة البريد الأميركي بدءاً من يوم الاثنين والتي ورد فيها بأن أكثر من 300 ألف ورقة انتخابية تم إرسالها عبر البريد في مختلف أنحاء البلاد قد تم مسحها بمجرد وصولها إلى مراكز معالجة البريد، مع عدم وجود سجلات توثق تسليم بطاقات الاقتراع تلك.

وقد مثل محامون من وزارة العدل أمام المحكمة بالنيابة عن خدمة البريد الأميركي بعد الموعد النهائي الذي حدده القاضي يوم الثلاثاء، وذكروا بأن عمليات المسح اليومية النظامية قد أجريت في الصباح وبأن خدمة البريد الأميركي لم تتمكن من رفع مراجعات المرافق يوم الانتخابات والتي تم تسجيلها في وقت متأخر من ذلك اليوم، بين الساعة الرابعة عصراً والثامنة مساءاً.

وفي يوم الأربعاء، أعلن المحامون الذين مثلوا بالنيابة عن خدمة البريد الأميركي أمام المحكمة بأن عمليات المسح يوم الانتخابات قد جرت فتبين وجود 13 ورقة اقتراع لم يتم إحالتها إلى عملية إدارة التسليم، وكلها في بنسلفانيا.

وفي جلسة استماع عقدت ظهر يوم الأربعاء، واصل القاضي لومه لقيادة خدمة البريد الأميركي وذلك لأنها لم تلتزم بالموعد النهائي الذي حدده بعصر يوم الثلاثاء ولوح باحتمال طلب ديجوي للإدلاء بشهادته وإلا سيتم فصله من عمله.

إلا أن الناطق الرسمي باسم خدمة البريد الأميركي أخبر صحيفتنا يوم الثلاثاء الماضي أنه منذ 29 تشرين الأول/أكتوبر، قامت خدمة تفتيش البريد الأميركي "بإجراء عمليات مراجعة يومية لكل المرافق البالغ عددها 220 والتي ستقوم بتسيير ومعالجة أوراق الاقتراع" وبأنه: "سيستمر قبول أوراق الاقتراع ومعالجتها بمجرد تقديمها لنا لنقوم بتسليمها عنهم للوجهة التي يريدونها".

فيما ذكر محامو خدمة البريد الأميركي في المحاكمة التي جرت يوم الأربعاء بأن عمال البريد تلقوا تعليمات حول إجراء عمليات مسح مستمرة لمرافقهم في يوم الانتخابات وبأن يقوموا بنقل أوراق الاقتراع إلى وجهتها بمجرد أن ينتهي الوقت المخصص للتصويت في الولاية.

وفي مقابلة أجرتها واشنطن بوست يوم الثلاثاء الماضي علقت أليسون زيف محامية الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين على ذلك بالقول: "إن الأمر محبط للغاية، فلو قاموا بعمليات المسح كلها اليوم ضمن الوقت المحدد، عندها لن يهمنا إذا تجاوزوا ما أمر به القاضي. غير أنهم قالوا إنهم سيجرون عمليات المسح تلك بين الساعة الرابعة عصراً والثامنة مساءً، وهذا وقت متأخر، بل إن هذا التوقيت يصبح في بعض الولايات عند الخامسة عصراً وهو وقت متأخر أيضاً".

إلا أنه من الواضح أن رقم 300 ألف لا يمكن تصديقه في أحسن الأحوال، ولعله يعبر عن مبالغة كبيرة في أسوأ الأحوال، إلا أن الأمر الذي لم يتضح بعد هو ما إذا تم فرز أوراق الاقتراع من مراكز البريد إلى مراكز عد الأصوات في الوقت المحدد، ومن غير المؤكد أن يصل أي رد حول ذلك، ولكن هنالك بصيص أمل بناء على شهادة براي التي تقدم بها يوم الأربعاء، والتي ذكر فيها بأن خدمة البريد الأميركي ستوضح الأمور قريباً.

المصدر: فوكس