icon
التغطية الحية

أمهات يبكين عروستين سوريتين بعد غرق قارب يحمل لاجئين في لبنان |صور

2022.05.11 | 16:28 دمشق

alqamshly.jpg
هيام سعدون وشوافة خضر تحملان صوراً لابنتيهما المفقودتين بعد غرق قارب قبالة سواحل لبنان (أ ف ب)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

تبكي والدتان سوريتان بحرقة، ابنتيهما المفقودتين منذ غرق قارب كانتا على متنه قبالة سواحل لبنان، بعدما طاردته البحرية اللبنانية، على أمل أن تصلا إلى أوروبا للقاء خطيبيهما الشقيقين في ألمانيا.

تنعى الأم السورية شوافة خضر ابنتها المفقودة (جاندا)، والدموع تنهمر على خديها، وترفض تصديق وفاة ابنتها غرقاً، وتقول لوكالة (فرانس برس) إن "الشابة لم تغرق في البحر، لعلها ضائعة على أحد الشواطئ، وربما نجت بطريقة ما".

وتضيف السيدة (60 عاماً) عندما كانت تجلس داخل منزلها في قرية (باترزان) التابعة لمدينة المالكية شمال شرقي سوريا: "ستبقى طفلتي، ابنتي المدللة، وسأنتظرها في كل ليلة، وأدعو رب العالمين أن تكون بسلام وفي مكان آمن". ورغم أن ابنتها في عداد المفقودين، ترفض شوافة إقامة مجلس عزاء، حتى إنها قامت بطرد ابنها من المنزل حين اقترح الاستسلام للأمر الواقع والقبول بوفاة شقيقته غرقاً.

عروستان حلمتا بألمانيا فابتلعهما البحر

قبل أسابيع عدة، غادرت جاندا سعيد (27 عاماً) وإيناس عبد السلام (23 عاماً) سوريا إلى لبنان، حيث صعدتا على متن قارب كانتا تأملان أن يصل بهما إلى أوروبا، للقاء خطيبيهما في ألمانيا واتمام معاملات زواجهما من الشقيقين.

لكن الرحلة التي انطلقت ليل 23 نيسان الفائت، سرعان ما انتهت بغرق القارب في أثناء محاولة توقيفه من الجيش اللبناني قبالة سواحل مدينة طرابلس شمالي البلاد. وكان على متن القارب، وفق الأمم المتحدة، 84 شخصاً، تمّ إنقاذ 45 منهم، 11 منهم سوريون، بينما عثر على ثماني جثث فقط، وما يزال نحو أربعين شخصاً في عداد المفقودين، ثمانية منهم سوريون بينهم جاندا وإيناس.

حفلة الوداع الأخيرة

في كل مرة تنظر إلى صورة تظهر فيها ابنتها وقد أرخت ضفيرتها مرتدية كنزة بيضاء وحمراء اللون، تجهش شوافة بالبكاء. وتتذكر الأم المفجوعة الساعات الأخيرة مع جاندا مردّدة "آه يا أمي، آه يا أمي". وتقول إن ابنتها "حملت في حقيبتها وشاحي لكي ترافقها رائحتي وحمايتي".

وعشية سفرها، ودّعت شوافة ابنتها بإقامة حفلة حنّاء لها، وهو تقليد متوارث يُنظم للعروس التي ترتدي فستاناً أحمر اللون، بحضور صديقاتها ويتم خلاله تزيين يديها بالحناء.

وتفتح مقطع فيديو على هاتفها الجوال تظهر فيه ابنتها وهي ترقص مع صديقاتها خلال الحفلة، وتقول "وضعت الحناء على يديها وليرة ذهبية في كفها وألبستها خاتماً في أصبعها، كنت أشعر بالسعادة، أما اليوم فلا يمر يوم من دون أن نبكي عليها".

لم تكن شوافة على دراية بالطريقة التي ستسافر بها جاندا إلى خطيبها في ألمانيا. وتضيف: "لو كنت أعلم أنها ستسافر بهذه الطريقة لكنت منعتها، وحتى لو أعطوني وزنها ذهباً لما كنت غامرت بها".

شوافة خضر تحمل هاتف يظهر صورة لابنتها المفقودة جندا سعيد في منزلها بقرية باترزان (أ ف ب)

 

زفاف في الجنة

وعلى عكس شوافة، رضيت هيام سعدون (42 عاماً) بالقدر ووافقت بعد طول انتظار على إقامة مجلس عزاء لابنتها إيناس، وكل أملها اليوم هو العثور على جثتها.

داخل خيمة العزاء في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، تحمل هيام صورة ابنتها العروس وتقول لـ (فرانس برس): "كانت ابنتي سعيدة بخطبتها، وكنت أتمنى رؤيتها مرتدية فستان عرسها، ثم أتخيّلها في منزلها مع أطفالها وعائلتها، لكنني اليوم أتمنى أن يكون عرسها في الجنة".

هيام سعدون تحمل صورة لابنتها المفقودة إيناس عبد السلام في القامشلي شمال شرقي سوريا ( أ ف ب)

 

يعتصر الشوق قلب هيام خصوصاً أن ابنتها كانت دائماً تردد أمامها أنها لن تعود إلى سوريا، لكن الوالدة الثكلى لم تتوقع أبداً أن تلقى ابنتها هذا المصير.

تمسح هيام بيديها صورة ابنتها، وتقول "كانت تبحث عن حياة أفضل في أوروبا على غرار كثر سافروا قبلها، وكانت تقول لي أحياناً أشعر أنني إذا ذهبت، فلن أعود أبداً".