icon
التغطية الحية

ألمانيا تطبق الدروس المستفادة من لجوء السوريين وهي تستعد لاستقبال الأوكرانيين

2022.03.03 | 13:22 دمشق

2022-03-03t102849z_266286949_rc2yus9zqbao_rtrmadp_3_ukraine-crisis-border-hungary.jpg
اللاجئون الأوكرانيون في هنغاريا ـ رويترز
ذا غلوب آند ميل - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

في ضاحية رينكيندورف الواقعة شمال غربي برلين، تم تحويل الأراضي المزروعة بالأشجار التابعة لمبنى كان يستخدم كمشفى في السابق إلى مركز لاستقبال خصص لمئات اللاجئين الأوكرانيين الذين فروا من الهجمات المتصاعدة التي تشنها روسيا.

أتى بعضهم يوم الثلاثاء وهو يحمل حقائب صغيرة أو حقائب ذات عجلات أخذت تصدر صوتاً وهي تسير فوق الرصيف المرصوف بالحجارة، حيث سار هؤلاء متجاوزين سيارات تحمل لوحات أوكرانية وأخذ أطفالهم يتضاحكون وهم يتبادلون ركل كرة قدم فيما بينهم.

 

ألمانيا: ينبغي إيجاد حلول غير بيروقراطية للاجئي الحرب الأوكرانيين - مهاجر  نيوز

لاجئو الحرب الأوكرانيون في ألمانيا 

ثمة أسهم بلون أحمر رسمت على لافتات بيضاء كبيرة تدل على الطريق نحو بناء مستطيل الشكل لون قرميده برتقالي وأصفر حيث يتعين على اللاجئين التسجيل لدى الحكومة الألمانية بمجرد وصولهم.

وهكذا وصل حتى يوم الثلاثاء نحو 800 شخص دخلوا عبر بوابات مركز الاستقبال، ومن المتوقع أن يزيد النشاط في هذا المركز مع نزوح المزيد من الأوكرانيين من بيوتهم، أو وصول من فروا إلى بولندا إلى ألمانيا، بما أن بولندا بدأت تحس بضغط كبير بعد استقبالها لنحو 400 ألف لاجئ أوكراني، ولهذا انتقل البعض منهم إلى ألمانيا من جهة الغرب.

تسهيلات أوروبية

من المتوقع أن يقوم الاتحاد الأوروبي بمنح هؤلاء اللاجئين حق الإقامة والعمل في عدد من الدول الأعضاء وذلك لمدة تصل لثلاث سنوات، وذلك بعد تقديم مقترح يوم الأربعاء الماضي يقضي بمنح هؤلاء اللاجئين حماية مؤقتة بصورة تلقائية.

شعرت إيرينا بونداس وهي أوكرانية فرت من الحرب ووصلت إلى برلين، بسعادة غامرة بعد انتشار الخبر بأن الاتحاد الأوروبي يدرس اقتراحاً طارئاً، بالرغم من أن فكرة استمرار النزاع لمدة طويلة تقلقها، إذ تقول: "أحس بأن معظم من نزحوا لا يفكرون بالإقامة هنا لفترة طويلة حالياً".

وبالإشارة إلى نزاعات أخرى، مثل الحروب التي قامت في يوغوسلافيا السابقة، تعلق إيرينا بالقول: "وقتها ظن الناس بأن الحرب لن تمتد لأكثر من أسبوعين، ولهذا من المستحيل أن نفكر الآن بفترة أطول من ذلك".

أتى هذا المقترح الذي طرح على الاتحاد الأوروبي في أعقاب تعهد العديد من حكومات الدول الأوروبية بالمساعدة في إعادة توطين النازحين الأوكرانيين، حيث خصصت إيطاليا على سبيل المثال 10 ملايين يورو من أجل مراكز اللاجئين وتعهدت بزيادة قدرتها الاستيعابية لتصل إلى 16 ألف مركز.

أما أستونيا فقد رفعت كل الشروط الخاصة بالتأشيرة بالنسبة للأوكرانيين، وأكدت بأنه يمكن للأشخاص الذين يحملون تأشيرات أو إقامات منتهية المدة أن يبقوا في البلاد، كما أزالت الحواجز والعوائق بالنسبة لمن يرغب بالتوجه نحو تلك الدولة الواقعة شمالي البلطيق، حيث أصبح الإعفاء من التأشيرة ممتداً لأجل غير مسمى، بحسب ما ذكره الناطق الرسمي باسم الشرطة الأستونية وحرس الحدود، كما تفكر الحكومة الفيدرالية في تلك لبلاد بتغييرات لتسهيل عمل الأوكرانيين الواصلين حديثاً أثناء إقامتهم في أستونيا.

وبما أن أستونيا لا تفرض أي قيود على حدودها مع لاتفيا، لذا فقد أقامت الشرطة نقاط تفتيش لتتبع أعداد الأوكرانيين الواصلين إلى البلاد والحصول على معلومات عنهم. فقد عبر نحو 200 أوكراني إلى أستونيا منذ إقامة حواجز التفتيش، ومن المتوقع أن يعبر المزيد منهم مع تصاعد الأزمة في بلادهم.

ويقوم مجلس اللاجئين الأستوني بتنسيق عمليات الإخلاء عبر حافلات خصصت للأشخاص عند المعابر الأوكرانية مع بولندا وسلوفاكيا. وابتداء من يوم الأربعاء، أصبح لدى مجلس اللاجئين الأستوني خمس حافلات انطلقت على الطريق، أو أصبحت على استعداد للانطلاق في رحلات تمتد لعدة أيام.

 

كفاءة ألمانية وليدة تجربة سابقة

خلال أزمات اللجوء السابقة، كان النازحون يميلون للإقامة بالقرب من بلدهم الأم، بحسب ما ذكرته المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة، التي تتوقع بأن هذا التوجه سيبقى، وكذلك الحكومة الألمانية، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية على لسان الناطق الرسمي ساشا لورينز.

فقد فر نحو 875 ألف نسمة من أوكرانيا منذ 24 من شباط، بحسب البيانات التي جمعتها المفوضية العليا للاجئين، فوصل نحو 5300 منهم إلى ألمانيا، بحسب ما أعلنته الحكومة الاتحادية في ألمانيا يوم الأربعاء الماضي.

ويعلق الناطق الرسمي عن وزارة الداخلية الألمانية على ذلك بالقول: "إن الوضع المتقلب لا يسمح بالتخطيط العقلاني بالنسبة للأعداد، بيد أن ألمانيا تتمتع بالكفاءة وتسعى للتعامل مع كل الاحتمالات الواقعية".

 

ألمانيا: اللاجئون الأوكرانيون لن يحتاجوا إلى الخضوع لإجراءات اللجوء – أخبار  القارة الأوروبية

اللاجئون الأوكرانيون في ألمانيا

إن كفاءة ألمانيا نابعة من تجربتها السابقة، وذلك عندما فتحت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل الحدود الألمانية لاستقبال أكثر من مليون لاجئ بين عامي 2015-2016، معظمهم هربوا من الحرب السورية في الوقت الذي لم تكن فيه بقية دول الاتحاد الأوروبي على استعداد للمشاركة في ذلك.

معظم الأوكرانيين الذين وصلوا إلى مركز رينكيندورف حتى الآن سبق لهم أن زاروا أصدقاء أو أقارب لهم في ألمانيا، غير أن السبل تقطعت بهم بعدما غزت روسيا بلادهم.

يخبرنا ساشا لانغينباخ، وهو الناطق الرسمي باسم مكتب برلين لشؤون اللاجئين الذي يقوم بإدارة ذلك المركز، بأنه ليست لديه أدنى فكرة حول أعداد اللاجئين الذين يمكن أن يصلوا إلى ألمانيا، ويعلق على هذا بقوله: "لا يمكن لأحد أن يخمن في الوقت الراهن"، وذلك في الوقت الذي تقدمت فيه عائلات أوكرانية لتتحدث إلى مسؤولين داخل أحد الأبنية التابعة لذلك المركز، ويضيف: "لدينا معلومات وصلتنا من حدود بولندا مع أوكرانيا، وكذلك من حدود أوكرانيا مع رومانيا أو مولدوفا في الجنوب، حول وصول الآلاف منهم، خاصة النساء والأطفال، في حين عاد الرجال حتى يشاركوا في الحرب".

جهود الإيواء الألمانية

يقوم الفريق الذي يديره ساشا لانغينباخ بزيادة القدرة الاستيعابية للمركز بأسرع وقت ممكن، لكنه يخبرنا بأن التركيز الأساسي يقع على تأمين ما يكفي من الأسرة والأغذية والعاملين في الشؤون الاجتماعية والمتخصصين النفسيين وذلك حتى يقوموا بمساعدة الناس الذين فقدوا كل شيء.

حصل اللاجئون الذين سجلوا أسماءهم لدى مركز الاستقبال في رينكيندورف على تجهيزات مؤقتة ضمن 85 بيتاً يخضع لإدارة الدولة، بحيث تتسع كل تلك البيوت لـ1300 شخص، وبحلول يوم الثلاثاء، انهمك مكتب شؤون اللاجئين في برلين بتأمين مساحات إضافية تكفي لـ1200 شخص آخرين.

أما رئيسة بلدية برلين، السيدة فرانزيسكا جيفي، فقد ذكرت بأن المدينة تتوقع وصول 20 ألف لاجئ، ولهذا سيتم افتتاح مراكز استقبال إضافية قريباً.

أوكرانية تبث همومها وتبكي في حضن صديقتها بعد وصولها إلى ألمانيا 

وفي الوقت الذي يهرب فيه الأوكرانيون من لظى الهجمات الروسية التي تزداد وتتفاقم، بدأ القسم غير الربحي التابع لمؤسسة Airbnb العملاقة المتخصصة بإيجاد دور وفنادق للإقامة بالتواصل مع جهات مضيفة في الدول المجاورة، حيث أخذت تلك المؤسسة تطلب منهم المشاركة في عمليات الإيواء التي تتطلب جهوداً جبارة.

ورد على موقع  Airbnb.org بأنهم يتعاونون بشكل وثيق مع المنظمات غير الحكومية وغيرها من الجهات الشريكة لدعم جهود أكبر في مجال إعادة التوطين مع تأمين سكن مجاني لفترات قصيرة لنحو 100 ألف لاجئ أوكراني.

في حين ذكرت جينيفر بوند وهي عضو في مجلس Airbnb.org بأن المؤسسة تواصلت في البداية مع جهات مضيفة في بولندا وهنغاريا ورومانيا وألمانيا، لكنها تتوقع زيادة تلك الجهود وتوسعها خلال الأيام والأسابيع القادمة، وتضيف: "ستكون هنالك حاجة ماسة وفورية في تلك الدول المحيطة بأوكرانيا مباشرة، إلا أن هذه الأزمة عالمية بحق... وحالما يبدأ الأوكرانيون بالانتقال إلى وجهات جديدة، سنقوم بتفعيل استجابتنا في دول أخرى أيضاً".

تعتمد تلك الجهود على برنامج مماثل سبق لمؤسسة Airbnb.org أن أطلقته للمساهمة في إيواء 20 ألف لاجئ فروا من أفغانستان قبل فترة قصيرة.

 المصدر: ذا غلوب آند ميل