icon
التغطية الحية

أكثر قنبلة استخدمها الروس ضد السوريين

2021.01.23 | 04:07 دمشق

2b9f14fa-fdb8-4fb4-8916-84565d1a5c6a.jpg
إسطنبول - راني الجابر
+A
حجم الخط
-A

شارفت الحرب في سوريا على طي عامها العاشر؛ لتكون واحدة من أطول الحروب خلال التاريخ البشري وربما أكثرها تعقيداً، ولتشهد خلال أعوامها اثنتين من أطول وأضخم حملات القصف الجوي خلال التاريخ المعروف للبشرية، وليسجل النظام والروس مرتبة متقدمة في "سجل القاصفين".

امتدت حملة النظام الجوية أطول من مدة الحرب العالمية الثانية كلها، ومن مدة الضربات على النظام الصربي في تسعينيات القرن الماضي، وحتى أطول من الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج الثانية، وأطول من الغزو السوفيتي لأفغانستان.

فالحملة الجوية التي شنها النظام في سوريا بدأت عملياً مع إرساله لطائرات "مهاجر" المسيرة الإيرانية؛ لسطع ومراقبة المظاهرات الشعبية ضده منتصف عام 2011، مسبوقة باستخدام المروحيات لنقل قواته ثم عمليات القصف والغارات الجوية التي لم تتوقف منذ ذلك الحين.

عقيدة شرقية

اعتمد النظام والروس خلال الحملة الجوية على سوريا على العتاد السوفيتي - الروسي بشكل شبه كامل، واستخدم في عمليات القصف المستمرة ذخائر جوية غير موجهة بالمقام الأول، وهذا عائد إلى تقادم طائراته والتكلفة المرتفعة للذخائر الموجهة، والتخلف الروسي في هذا المجال مقارنة بالدول الأخرى، إضافة إلى رغبته بإحداث أكبر قدر ممكن من التدمير وتفريغ المدن.

فقد توزعت الذخائر المستخدمة بين شديدة الانفجار وفراغية وحارقة وكثيرة الشظايا إضافة إلى الذخائر الكيماوية والذخائر المختلطة التأثير.

 

شديدة الانفجار- كثيرة الشظايا

دفعت رغبة النظام والروس الشديدة في إحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف أعدائهما من الفصائل المقاتلة والرعب والضحايا في حاضنتها الشعبية إلى التركيز على استخدام القنابل "شديدة الانفجار كثيرة الشظايا"؛ وهي إحدى تصنيفات الذخائر بالمجمل؛ والتي تعتمد فاعليتها على الشظايا التي تطلقها خلال انفجارها إضافة إلى موجة العصف، وتعد عملياً من أكثر الأسلحة خطراً على الأفراد، لأنها تمتلك أكبر قطر خطر بالنسبة للقنابل من العيار نفسه.

1150d601-9d94-4ae2-8bbd-95c27c7749f9.jpg

 

OFAB250/500

ركز النظام والروس على استخدام سلسلة واحدة من هذه القنابل تسمى (أو- فاب) وهي قنابل سوفيتية التصميم وتعد من ضمن الذخائر المعيارية في سلاح الجو الروسي إلى الآن.

استخدام النظام والروس عيارين أساسيين من هذه القنابل هي (أو-فاب 250 وأو-فاب 500 إضافة إلى أو-فاب 100)، وهي قنابل غير موجهة متزنة بالزعانف تستطيع معظم الطائرات التي في الخدمة لدى النظام إلقاءها.

 

الوصف والتمييز

تتألف القنبلة من جسم أسطواني بقطر نحو 325 ملم، وطول نحو 145 سم، مع مجموعة جنيحات مرتبطة بحلقة (عادة 8 جنيحات) باعها 410 ملم، وواجهة القنبلة مسطحة إلى حد ما، وتحتوي على صاعق في أنف القنبلة وأحياناً صاعق ثاني في مركز الذيل، تمتلك نقطتي تعليق المسافة بينهما 25 سم.

جسم القنبلة مقسم داخلياً إلى أجزاء متساوية الحجم مربعة الشكل، وذلك إما بتحزيز الجسم داخلياً، أو بوجود بطانة داخلية معدنية محززة.

 

التأثير والخطورة

 

وزن القنبلة عيار 250 أو- فاب هو 268 كيلوغراماً، منها 92 كيلوغراماً من المتفجرات التي عادة ما تكون ت ن ت أو أر دي أكس.

إضافة إلى الأثر الناتج عن موجة العصف من حرارة وضغط مرتفع ولهب عند انفجار القنبلة؛ والذي يؤثر على الأبنية بشكل كبير، تعتمد هذه القنابل في التأثير على توليد سحابة من الشظايا حول مكان الانفجار مكونة من المئات من الشظايا المعدنية المربعة التي تتكون من غلاف القنبلة المحزز داخلياً ليسهل تكسره، أو من بطانة محززة تحت غلاف القنبلة، تتسبب طاقتها الحركية الكبيرة بسبب سرعتها العالية التي تتجاوز سرعة الصوت، وكتلتها الكبيرة بالجروح والكسور للأشخاص في دائرة الخطر، والتي تمتد بالنسبة لقنابل أو- فاب 250 حتى 150 متراً، ونحو 250 متراً لقنابل أو- فاب 500، أما بالنسبة لقنابل أو- فاب 100 التي تلقيها طائرات ل39 بشكل أساسي، فدائرة الخطر نحو 70 متراً.

كذلك تمتلك هذه القنابل تأثيراً نفسياً كبيراً بسبب صوت انفجارها الضخم، فقد استخدم النظام والروس هذه القنابل بشكل رشقات 2 / 4 / 6 / 8 بهدف تحقيق تأثير معنوي كبير، والتسبب بحالة صدمة خاصة خلال الموجة الأولى من حملتها العسكرية صيف 2015.

112016716481687_0.jpg

 

دائرة الخطر

تأثير هذه القنابل يشمل الأفراد المكشوفين أو خلف ساتر رقيق، والعربات والسيارات المدنية وغير المصفحة حتى 150 متراً (بالنسبة لقنابل أو- فاب 250)، ويمكن مقارنة شظاياها بمقذوفات من عيار 12.7 ملم من ناحية الكتلة والسرعة لحظة الانفجار، ما يعني أنها فعالة ضد العربات منخفضة التصفيح لمدى من 40 إلى 50 متراً، فقد تستطيع شظاياها اختراق التصفيح، والتسبب بقتل الركاب وإتلاف المركبة.

تلقى هذه القنابل من ارتفاعات بين 500 و12000 متر بشكل رشقات لتوسيع دائرة الفاعلية، فتأثير قنبلتي أو- فاب 250 أكبر من تأثير قنبلة واحدة أو- فاب 500، من ناحية قطر الخطر ووجود تفجيرين بدل واحد، إضافة إلى تخفيض احتمالية الإجداب بسبب المشكلات التقنية الناتجة عن التخزين أو إخفاق القنبلة، كذلك استخدام أكثر من قنبلة يهدف إلى تحسين الإصابة؛ والتعويض عن انخفاض الدقة خاصة عند إلقاء القنابل من ارتفاعات عالية كما يفعل النظام والروس بشكل مستمر.

تحمل الطائرات ما بين 4 و24 قنبلة من عيار أو- فاب 250 بحسب حمولة الطائرة وعدد نقاط التعليق التي تمتلكها، فهي بالنسبة للميغ21 4 قنابل، وتصل حتى 24 قنبلة للسوخوي أو34-24، وتستطيع إلقاءها بشكل مفرد أو رشقات أو تفريغ الحمولة كاملة دفعة واحدة.

العديد من المصادر الميدانية تؤكد أن نسبة استخدام هذه القنابل هي الأعلى بين الأنواع الأخرى، وخاصة في المناطق الريفية والمفتوحة، وقد تبلغ 60 إلى 70 في المئة من عدد القنابل التي تلقيها الطائرات الروسية خصوصاً.

هذه الملاحظة تدعمها العشرات من الصور والتسجيلات المرئية التي تنتشر من قاعدة حميميم والتي تظهر الطائرات الروسية مسلحة بهذا النوع من القنابل بشكل أساسي، ما يؤكد التركيز في العامل البشري الذي يعد التحدي الأول للاحتلال الروسي في سوريا.

 

f67246be-a225-413d-b073-9e69c73fe015.jpg

هوامش:

بدأ تحول "الجيش السوري" الذي أسسته فرنسا بوصفه أحد أذرع جيش الشرق الفرنسي -بعقيدة قتالية غربية- إلى جيش ذي عقيدة شرقية نهايات خمسينيات القرن الماضي مع بدء توارد السلاح من دول الكتلة الشرقية، ومعها جاءت الطائرات السوفيتيية والذخائر الجوية المرافقة لها.

 

  • ميغ 21 23 مي 8 مي 17 مي 25 ميغ 29 سوخوي 22 سوخوي 24 ل39

 

المواصفات الفنية والتعبوية لقنابل أو- فاب 250 – OFAB250

  • طول جسم 145 سم
  • وزن القنبلة بدون صاعق 268 كغ
  • القطر 325 ملم
  • باع الجنيحات 410 ملم
  • الحشوة المتفجرة: ت ن ت
  • القطر الفعال 150 متراً للأفراد المكشوفين والأهداف غير المصفحة مثل السيارات
  •  40 متراً ضد العربات المصفحة
  • تلقى من ارتفاعات بين 500 و12000 متر
  • يمكن تخزينها لمدى لا تقل عن 25 عاماً