icon
التغطية الحية

"أطفال العدو" فيلم عن تشيلي حاول إعادة أحفاده من مخيم الهول

2021.04.29 | 09:49 دمشق

b5b070c4-c45e-4b21-bd19-c6754ea68980.jpg
فيلم: أطفال الأعداء
فرايتي- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

سيشاهد الجمهور في مهرجان كوبنهاجن السينمائي: "كوب: دوكس" العرض الأول لفيلم: (أطفال العدو)، والذي يصور رحلة قام بها تشيلي يحمل جنسية سويدية إلى مخيم شمال شرقي سوريا، وذلك حتى ينقذ أحفاده، بعد مقتل والديهما اللذين انضما إلى جماعة تنظيم الدولة.

وفي الفلم تتزوج أماندا وهي ابنة الموسيقي البوهيمي باتريشيو غالفيز من سويدي اعتنق الإسلام، ثم تسافر معه برفقة أطفالهما لينضموا إلى تنظيم الدولة في سوريا في عام 2014، وليحاربوا من أجل دولة الخلافة.

ثم يقتل الأب والأم في عام 2019، ويتم نقل الأولاد السبعة إلى مخيم الهول الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا، إذ بلغ عدد الأطفال في المخيمات السورية 22 ألف طفل أجنبي ينتمون لما لايقل عن 60 جنسية مختلفة بحسب ما أوردته منظمة اليونيسيف، غير أن السويد، كغيرها من الكثير من الدول الأوروبية، رفضت إعادة الأطفال من رعاياها بعدما تحولوا لمقاتلين لدى تنظيم الدولة.

وبالعودة إلى غالفيز الذي فلق الحزن كبده، فقد رفض تقبل ذلك المصير التعيس لأحفاده، ولهذا قرر أن يسافر إلى أربيل، عاصمة كردستان العراق، على أمل أن يتمكن من هناك أن يدخل إلى سوريا لينقذ هؤلاء الأطفال. وقد طلب من مخرج الفيلم، غوركي غلاسير- مولار مرافقته في هذه المهمة المحفوفة بالمخاطر.

هذا ولقد حظيت الجهود التي أبداها غالفيز ببسالته بتغطية إعلامية واسعة من قبل الإعلام الغربي، غير أن غلاسير-مولار: "وجد فرصة لسرد الحكاية من الداخل"، فقد كان صديقاً لغالفيز، لكنه لم يكن صديقاً مقرباً، وهكذا وجد المخرج بأن دوره يقتصر على تسجيل رحلة غالفيز بدلاً من مشاركته فيما يبذله من جهد، أو طرح أسئلة على غالفينز حول ما يقوم به ولماذا يفعل كل ذلك. أي أن غلاسير-مولار رفض أن يتدخل مخافة أن يضيع بذلك أي فرصة لإخراج الأطفال من سوريا، وعن ذلك يقول: "وصلت إلى حالة توازن بين كوني مخرجاً وصديقاً". ولكن أتت نقطة التحول في خضم الأحداث التي بدأت تتكشف، حسب قوله، وذلك عندما "تورط في القصة بصورة عاطفية أكثر".

وطوال فترة مكوثه في الخارج، ظل غالفيز هادئاً ومنظماً جداً في تعاملاته مع المسؤولين والصحفيين، غير أن تدخل غلاسير-مولار ساعده على إبراز ما كان يجري خلف الأبواب الموصدة، ولهذا يصفه المخرج بقوله: "كان ينفجر من الداخل وقد أضناه كل ما يجري".

أما غلاسير-مولار، فقد كان إلى حد ما أشبه بسمكة خرجت من الماء وهو على متن سفينة الأوديسة، ذلك الاسم الذي أطلقه على السفينة التي ظهرت في الفيلم. فأولاً وقبل كل شيء، هو مخرج مختص بإخراج الأفلام الخيالية وليس الوثائقية، ولهذا سافر إلى العراق وسوريا دون الطاقم الذي يعمل معه. وثانياً، لم يكن على دراية كافية بالوضع في العراق وسوريا، وعن ذلك يقول: "حتى أكون صادقاً معكم، كنت أهاب الذهاب إلى هناك، فقد خفت على حياتي". وبالرغم من أن تنظيم الدولة فقد السيطرة على دولة الخلافة، إلا أن هذا التنظيم ظل ينشط في تلك المنطقة. وبالرغم من أن غالفيز لم يعش في حياته تجربة تلائم هذه المهمة، إلا أنه كان على قناعة تامة من أن الذهاب إلى هناك هو الشيء الصحيح الذي يجب أن يفعله، على الرغم من أن أحداً لم يتوقع له النجاح في تلك المهمة.

 

وبالرغم من أن غلاسير-مولار بوصفه مخرجاً قام بتصوير مشاهد لما وصفها بـ"مسألة حياة أو موت، فقد كان الوضع كذلك حينها على أرض الواقع، إلا أن ذلك كان أشبه بصرخة أيقظتني ونبهتني إلى أنه لا مجال لوقوع أي خطأ هنا". إذ عندما يعمل المخرج في مجال الدراما: "يسيطر على الأمور بشكل كامل" ولكن عند تصويره لهذا الفيلم، لم يكن يسيطر على أي شيء، كما لم يكن واثقاً من النتيجة مطلقاً.

وقد أصبحت تلك المهمة أصعب أكثر من ذي قبل عندما رغب بعض أصحاب المناصب والسلطة في العراق وسوريا أن يظهروا في ذلك الفيلم، يومها خشي مخرجنا من مصادرة الكاميرات التي حملها معه.

وبالنسبة للدعم المالي الأولي الذي قدم لهذا الفيلم، والذي أنتجه كريستوفر هينيل وإيريكا مالمغرين من شركة سينينيك للأفلام، فقد أتى عبر هيئة تمويل محلية في السويد تعرف باسم  Film I Väst، أي معهد الأفلام السويدية، وكذلك عبر مؤسسة ذكرى مالك بن جلول التي تحمل اسم المخرج الذي حاز على أوسكار عن فيلمه الوثائقي: (البحث عن رجل السكر).

ومن خلال تلك المؤسسة، تمكن غلاسير-مولار من الاستفادة من خبرة مخرجي الأفلام الوثائقية من أمثال جون باتسيك (الذي حاز على أوسكار عن فيلمه: يوم في أيلول)، والذي عمل كمنتج منفذ في فيلم غلاسير-مولار، وسيمون تشين (والذي نال جائزتي أوسكار عن فيلم: رجل على الأسلاك والبحث عن رجل السكر). فيما قام فيليب كوفارسكي من شركة سينيفيل بتدبر أمر مبيعات الفيلم على المستوى العالمي.

 

المصدر: فرايتي