icon
التغطية الحية

أزمة دبلوماسية في الأفق.. موسكو تصر على "يهودية هتلر" وإسرائيل تستنكر

2022.05.03 | 19:21 دمشق

azmt_balawfq.jpg
وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والإسرائيلي يائير لابيد (تعديل: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

ردت الخارجية الروسية على هجوم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد على تصريحات نظيره الروسي سيرغي لافروف حول النازية وأوكرانيا، وأصرت على موقف لافروف الذي قال إن "للزعيم النازي أدولف هتلر دماء يهودية"، رغم توقعات تل أبيب بحصولها على اعتذار، ما قد يثير أزمة دبلوماسية بين البلدين.

وقالت الخارجية الروسية في بيان "شديد اللهجة"، نشرته اليوم الثلاثاء على صفحتها على فيس بوك وقناة التليغرام، إن إسرائيل تدعم نظام النازيين الجدد"، مشددة على وجود "نزعة نازية" في أوكرانيا رغم الأصل اليهودي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأضاف بيان الخارجية الروسية، الذي لم ينسب إلى لافروف نفسه، بأنه "لسبب ما، لا تزال وسائل الإعلام الغربية إضافة إلى بعض الجهات الليبرالية في روسيا تناقش ما إذا كان هناك نازيون جدد في أوكرانيا أم لا؟".

وأشار البيان إلى أن ذريعة الأصل اليهودي لزيلينسكي هي "حجة مخادعة لا يمكن القبول بها"، ولا تنفي "النزعة النازية" في أوكرانيا.

أزمة دبلوماسية

ويأتي ذلك بعد يوم من وصف لابيد تصريحات لافروف بأنها تصريحات "مشينة ولا تغتفر" فضلاً عن أنها "خطأ تاريخي فظيع ونتوقع اعتذاراً من موسكو".

وكانت تصريحات وزير الخارجية الروسي، خلال مقابلة مع قناة "Mediaset" الإيطالية، أول أمس الأحد، قد أثارت ردود فعل غاضبة في إسرائيل بسبب قوله إن "لهتلر دماء يهودية أيضاً".

وشبه لافروف في المقابلة الرئيس الأوكراني بهتلر، مشيراً إلى أصلهما اليهودي، عندما سئل عن مزاعم روسية بشأن التصورات النازية في أوكرانيا.

يكمن جوهر الخلاف في تصريحات لافروف بأنها تطعن بالرواية الإسرائيلية وبـ "معاداة السامية"، لأنها تشير إلى أن اليهود أنفسهم هم شركاء بالمحرقة اليهودية، طالما أن لهتلر جذور يهودية وفقاً للافروف.

وقال لافروف إن الأصل اليهودي لـزيلينسكي لا ينفي حقيقة وجود عناصر نازية في حكومته"، وأضاف أعتقد بأن لـ "ـهتلر دماء يهودية وهذا لا يعني شيئاً".

ورداً على تصريحات لافروف، قال وزير المالية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، من اليمين القومي المتطرف والمعروف بصلاته الوثيقة بروسيا، تفاجأت بتصريحات لافروف، ووصفها بأنها "مفبركة ومن الصعب والمؤسف قولها"، وأضاف بأنه يتوقع اعتذاراً وتوضيحاً من موسكو.

وفي غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" إن وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت السفير الروسي لتقديم توضيح حول تصريحات لافروف بشأن النازية في أوكرانيا.

يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، لم يعلق على الموضوع الذي تصدر له لابيد ومن بعده ليبرمان، كما أن وزير الدفاع بيني غانتس أكد أن إسرائيل تواصل التنسيق مع روسيا في اتفاق ضمني يسمح بضربات جوية إسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الروس لن يعتذروا عن التصريح "المشين"، وفقاً لـ "يديعوت أحرونوت".

في حين لم يشر بيان الخارجية الروسية، رغم حدته، إلى أن موسكو ستعمل بالمثل وتستدعي السفير الإسرائيلي للحصول على توضيح.

ويكمن جوهر الخلاف في تصريحات لافروف بأنها تطعن بالرواية الإسرائيلية وبـ "معاداة السامية"، لأنها تشير إلى أن اليهود أنفسهم هم شركاء بالمحرقة اليهودية، طالما أن لهتلر جذور يهودية وفقاً للافروف.

وفي المقابل، تصر روسيا على سرديتها بانتشار “النازيين الجدد" في أوكرانيا، الشماعة التي تبرر من خلالها موسكو حربها ضد الأوكرانيين.

في المقابل، تصر روسيا على سرديتها بانتشار “النازيين الجدد" في أوكرانيا، الشماعة التي تبرر من خلالها موسكو حربها ضد الأوكرانيين.

موسكو تصر على روايتها

شدد بيان الخارجية الروسي، اليوم، على الرواية الروسية وموقف لافروف، وورد فيه إنه "في التاريخ، وللأسف الشديد، هناك أمثلة مأساوية للتعاون بين اليهود والنازيين".

وأضاف البيان، أنه في بولندا ودول أخرى في أوروبا الشرقية، عين الألمان الصناعيين اليهود رؤساء للأحياء اليهودية (الجيتو) ولمجالس الـ "يودنرات"، وبعض هؤلاء ارتكب أعمال شنيعة جداً.

"يودنرات" (Judenrat) هي وكالة إدارية تابعة للحرب العالمية الثانية فرضتها ألمانيا النازية على المجتمعات اليهودية في جميع أرجاء أوروبا، ولا سيما داخل الأحياء النازية.

وأشارت الخارجية الروسية إلى أن "المأساة التاريخية تكمن في حقيقة أنه إذا تم إجبار بعض اليهود خلال الحرب العالمية الثانية على المشاركة في الجرائم، فإن زيلينسكي يفعل ذلك طوعياً وبوعي.

وتابع البيان، أن زيلينسكي يختبئ وراء أصله اليهودي للتغطية على أفكاره وطبيعته "النازية الجديدة" التي تنتشر في أوكرانيا.

كما اتهم البيان الروسي رئيس لاتفيا، إغيلس ليفيتس، بأن له أصولاً يهودية أيضاً.

وأشار البيان إلى وزير الخارجية الإسرائيلي المحتج، وقال إن لابيد وحكومته لا يرون هذه الحقيقة، ويتجاهل باستخفاف فضل الجيش الأحمر الذي أوقف الهولوكوست وأنقذ اليهود في الحرب العالمية الثانية.

في المقابل، ذكرت "يديعوت أحرونوت" أن وزارة الدفاع الإسرائيلية تدرس إمكانية أولية لتوسيع المساعدة الأمنية لأوكرانيا بعد قرار إمداد كييف بتجهيزات عسكرية وقائية (الخوذات والسترات الوقائية)، في 20 نيسان/أبريل الماضي.

وفي الوقت نفسه، شكك تقرير "يديعوت أحرونوت" بأن تقوم إسرائيل بتزويد أوكرانيا بأسلحة هجومية، لأنها لا تريد أن تخاطر بأزمة مفتوحة مع الروس وتضر بمصالحها الأمنية في سوريا.

كما تستعد إسرائيل مثل العديد من الدول الغربية لاستئناف عمل سفارتها في كييف بعد إجلاء موظفيها إلى بولندا منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا.