icon
التغطية الحية

أبرز رجالات إيران وروسيا في دير الزور

2019.07.31 | 15:07 دمشق

تيم الحاج - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

مع كل ارتفاع في منسوب التوتر بين إيران وروسيا في سوريا، تلجأ الدولتان إلى إعادة ترتيب أوراقهما هناك، ما يكشف شيئا فشيئا عن أبرز الشخصيات القيادية التي تنفذ أجنداتها وخاصة في محافظة ديرالزور التي تمثل مسرحاً مهماً يضم ميليشيات موسكو وطهران إلى جانب الشريك الثالث أمريكا التي تقاسمهم منذ نهاية عام 2017 السيطرة على المحافظة السابحة على بحر من الثروات والمتربعة على موقع جغرافي مميز.

أبو المغيرة الأفغاني

في الشرق السوري، يبدو أن التباين الإيراني الروسي بدأ يأخذ شكلاً جديداً مختلفاً عن الصورة النمطية لتقاطع المصالح بين الطرفين الذين من المفترض أنهما يقاتلان في جبهة واحدة. وتحديداً منذ انتهاء الاجتماع الأمني الروسي الأمريكي الإسرائيلي في القدس المحتلة قبل نحو شهر الذي ناقش ملف إنهاء الوجود الإيراني في سوريا.

كل هذه المعطيات دفعت وتدفع إيران وروسيا للاعتماد على شخصيات معينة في إدارة شؤونها بديرالزور، ولعل طهران وجدت في "أبو المغيرة الأفغاني" الشخص المناسب لهكذا مهمة بحسب فريق تحرير شبكة "صدى الشرقية" الذي تحدث لموقع تلفزيون سوريا.

ولفت الفريق -الذي حصل على معلومات مفصّلة عن أبو المغيرة- إلى أن الأخير إيراني الجنسية وفي العقد الرابع من عمره، يرتدي في أغلب الأحيان شماغ أسود مع زي عسكري لونه أسود، ويرافقه عناصر حماية منذ أن دخل إلى سوريا عام 2018.

وأضاف أنه أحد القادة العسكريين البارزين في ميليشيا "فاطميون"، وهو الآن يتخذ من بناء مستشفى القلب المفتوح سابقاً المؤلف من ثمان طوابق ويقع على نهر الفرات مقراً له ولمجموعاته.

يمتلك "أبو المغيرة" 150 عنصراً يحوزتهم أسلحة خفيفة ومتوسطة وأخرى ثقيلة ويقع على عاتقهم حماية مستودعات الذخيرة التابعة للميليشيات الإيرانية داخل مستشفى القلب المفتوح إضافة إلى حراسة النقاط المقابلة لميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على الطرف الآخر من نهر الفرات وتحديداً في ريف ديرالزور الغربي -خط البكارة-.

10 مجموعات

ينقسم عناصر "أبو المغيرة" إلى 10 مجموعات، لكل واحدة اختصاص معين وأغلب العناصر من الجنسية الأفغانية والإيرانية ويوجد بينهم 25عنصراً سورياً من عناصر "الحرس الجمهوري السوري".

وبحسب "صدى الشرقية" فإن المجموعة الأولى والثانية تضم 20 عنصرا من ميليشيا "فاطميون" وعناصر من "الحرس الجمهوري" مزودين بقناصات ليلية وأسلحة خفيفة أخرى بأسلحة خفيفة ومتوسطة ومهمتهم الرصد والمراقبة على جبهة "قسد" في الجهة المقابلة في ريف ديرالزور الغربي وتتمركز هذه المجموعة بالقرب من المقر.

أما المجموعة الثالثة فتعد من أقوى المجموعات ويبلغ عدد عناصرها قرابة الـ 50 عنصراً من مليشيا "فاطميون" يحملون سلاحاً خفيفاً ومتوسطاً وثقيلاً ولديهم عربتا BMB ودبابتان من نوع T52 ومضادات للطيران.

المجموعة الرابعة : تعدادها 25 عنصراً من مليشيا فاطميون مع سلاح خفيف ومتوسط وثقيل ومهمتهم مؤازرة جبهات القتال ، لديهم رشاشات آلية ومضاد طيران عيار 14*5 مجوز مركب على سيارة زيل عسكرية ومضاد طيران عيار 12*5 ملم مركب على سيارة بيك آب كبينتين من نوع متسوبيشي لون أسود والعناصر والسلاح

أما المجموعات (الرابعة، الخامسة، السادسة والسابعة) فتعتبر مهمتها إسنادية ولايخرج عناصرها من مقراتهم إلا أثناء طلب المؤازرة إلى جبهات القتال، في حين تتركز الأمور الإسعافية على عاتق المجموعة الثامنة.

والمجموعتان التاسعة والعاشرة مهمتهم حماية المقرات وحماية "أبو المغيرة".

 

سمروف برفقة أحد شيوخ العشائر في دير الزور

سيمروف الروسي

لا يقتصر وجود القيادات العسكرية في ديرالزور على إيران فقط فلروسيا حظ وفير هناك على الرغم من قلة عدد ميليشياتها مقارنة بإيران.

يقول فريق تحرير "صدى الشرقية" لموقع تلفزيون سوريا إن روسيا أرسلت إلى ديرالزور عام 2017 ضابطاً روسياً اسمه "سيمروف" لمساعدة نظام الأسد.

إلا أن الضابط الروسي أصبح بعد ذلك المسؤول عن الوضع العسكري  في ديرالزور كما تعتمد عليه موسكو في تقييم الوضع العسكري والسياسي بديرالزور وإعطاء الأوامر للنظام وللميليشيات التابعة لروسيا.

وفي مضمار التسابق على كسب ولاء المدنيين، بات "سيمروف" معروفاً بنشاطه المستمر في عقد اجتماعات مع شيوخ العشائر التابعين للنظام لتمكين العلاقات معهم بين الحين والآخر منافساً في ذلك قادة إيران في المنطقة بحسب فريق "صدى الشرقية"، الذي أوضح أن الضابط الروسي يركز زياراته على الريف الغربي لديرالزور منطقة -خط البوسرايا-، مشيراً إلى أنه يتمتع بحراسة مكونة من 3 سيارات مصفحة بشكل دائماً.

تثبيت السيطرة

يجمع مراقبون على أن إيران سعت منذ بداية تدخلها في سوريا إلى الاستيلاء على أجزاء من محافظة ديرالزور وخاصة قرب الحدود مع العراق، وذلك لتأمين الطريق البري الواصل بين طهران وبيروت وضمان وصول الإمدادات العسكرية لها عن طريق معبر البوكمال - القائم، وكذلك تأمين حلمها في "الهلال الشيعي" الذي تسعى لإنشائه عن طريق نشر التشيع في جميع المناطق التي تسيطر عليها، وخاصة في الأرياف.

أما روسيا فتسعى إلى إثبات وجودها عسكرياً في المنطقة من خلال تفاهمات ضمنية مع القوات الأمريكية المتواجدة على الضفة الشرقية من نهر الفرات، لضمان مصالحها المادية، وكذلك تحجيم الدور الإيراني عسكرياً، وخاصة بعد عدة اشتباكات حصلت بالوكالة بين ميليشيات موالية لروسيا وميليشيات موالية لإيران في البوكمال والعشارة منذ عدة أشهر.

وتؤكد الأحداث الأخيرة في ديرالزور، أن نقاط الخلاف بين موسكو وطهران باتت أكثر من أي وقت مضى ولعل سببه الأساسي –أي الخلاف- هو البحث عن المكاسب الاقتصادية داخل سوريا على المدى الطويل، لأن كل منهما قد منح نظام الأسد قروضاً كبيرة خلال السنوات الماضية.