icon
التغطية الحية

آثار سوريا.. تحذيرات من تصدعات في قلعة جعبر

2020.09.20 | 12:48 دمشق

1280px-caberkalesi.jpg
قلعة جعبر شرقي سوريا ـ إنترنت
الرقة ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

حذر خبراء آثار من انهيار مفاجئ قد تشهده قلعة جعبر التي تعدّ إحدى أشهر قلاع سوريا شرق الفرات الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، في ظل غياب أعمال الصيانة والترميم والإمكانات المطلوبة لذلك.

وأكد " لقمان فتحي " أحد خبراء الآثار في مدينة الطبقة ، أن "المرحلة الحالية حرجة في حياة قلعة جعبر الأثرية نتيجة الإهمال الواضح لأعمال الصيانة والترميم والمتابعة الدقيقة للآثار عموما من قبل الإدارة الذاتية من جهة والمنظمات الدولية من جهة أخرى، فالقلعة لم تشهد أعمال صيانة وترميم منذ خروج قوات النظام من المنطقة عام 2011 ".

وأضاف "لقمان"، " تقوم القلعة على 35 برجاً، المتضرر منها بشكل ملحوظ هو البرج الغريب الذي يقع في الجهة الشمالية الغربية من القلعة، حيث يشهد تصدعات كبيرة بسبب العوامل الطبيعية كالحت والتعرية والرطوبة العالية وغيرها إضافة للإهمال في عمليات الترميم والصيانة لاسيما مع حمله لوزن هائل من جسد القلعة".

وأضاف خبير الآثار أن "برج الغريب" سمي بذلك لأنه الوحيد بين جميع الأبراج، الذي بنيت قاعدته من الطوب حتى مسافة من جسمها، ليستكمل بناؤه بالحجر الكلسي الثقيل الوزن.

وحذّر من  كارثة حقيقية قد تضرب آثار شرق الفرات لا تقتصر على انهيار صرح حضاري كقلعة جعبر فقط، بل تمتد إلى مواقع أخرى كقصر البنات وسور الرقة وغيرها، حيث تشهد تصدعات وإهمالا متعمدا من قبل الجهات المسؤولة.

في السياق ذاته قال الصحفي الخبير بالآثار عمر البنية لـ موقع تلفزيون سوريا: إن قلعة جعبر تعاني منذ فترة طويلة من مشكلات ترتبط بأعمال الترميم، التي كانت شبه سنوية قبل عام 2011، وهي اليوم متوقفة منذ عام 2010. وتابع قائلا "القلعة محاطة بالمياه وهي مبنية من الآجرّ ومن الطبيعي استمرار التصدعات فيها".

وشدد "البنية" على ضرورة تدخل عاجل من اليونسكو لإنقاذ القلعة، مشيرا إلى أنه لا يمكن التعويل على من يدير ملف الآثار حالياً بالرقة وخصوصا بعد "مخالفتهم الجسيمة في قصر البنات والترميم بالرمل الأبيض والإسمنت بدلا من الجص".

 وتتميز قلعة جعبر عن غيرها من القلاع التي بنيت في نفس الحقبة، من حيث طرازها المعماري المتميز وأبراجها المتعددة النصف دائرية والسداسية والثمانية والخماسية.

وتطل قلعة جعبر الأثرية على بحيرة الطبقة على بعد 53 كم غرب مدينة الرقة، ويُقدّر الباحثون عمرها بأكثر من 1400 عام. ويحيط بها سوران كبيران، وتضم أكثر من 35 برجاً، يتوسطها مسجد أثري تظهر مئذنته في قمة القلعة الأثرية.

يذكر أن الآثار في سوريا تتعرض للسرقة والنهب من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية ومختلف أطراف الصراع، وكشفت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا في وقت سابق عن استمرار عناصر ميليشيا "حزب الله العراقي" بالتنقيب عن الآثار في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في محافظة دير الزور شرقي سوريا، ونقلهم لقطع أثرية إلى العراق.

 

اقرأ أيضا: القرماني .. أكبر حمامات دمشق معرض للهدم

 

اقرأ أيضا: التكية السليمانية.. هل يحولها النظام من وقف عثماني لمطاعم صينية؟