رغم خسارة ساقها.. السورية ديما أكتع تتطلع للمشاركة في الأولمبياد

العداءة السورية ديما أكتع

2023.02.03 | 16:28 دمشق

نوع المصدر
inews- ترجمة: ربى خدام الجامع

خسرت ديما أكتع، 28 عاماً، ساقها عندما تعرض بيتها في سوريا للقصف، ولهذا تسرد لنا اليوم قصتها بتفاصيلها لتخبرنا بأنه لا يأس مع الحياة فتقول:"كنت في الثامنة عشرة من عمري، وكنت يومها في البيت أشاهد التلفاز برفقة أسرتي عندما طال القصف غرفة المعيشة في بيتنا. لم يصلنا أي تحذير مسبق، وبعد مرور ثوان على القصف، غطى غبار أسود الغرفة بأكملها".

وتتابع "صرخت وصرت أنادي على أمي، لكني لم أر الدم إلا بعدما حملتني، عندها أدركت بأني فقدت ساقي اليسرى، لذا وبدون أي تفكير، أمسكت بتلك الساق، وحملتها بين ذراعي إلى أن وصلنا لسيارة الإسعاف، حيث جلسنا جميعاً وكأن الطير على رؤوسنا بفعل الصدمة التي تعرضنا لها".

اقرأ أيضا: أكثر من ربع السوريين ذوو إعاقة.. من يدفع كرسي سوريا المتحرك؟

خضعت لعمل جراحي في اليوم التالي، حيث حاول الأطباء وصل ساقي بجسدي، لكنهم أخبروني أني لن أتمكن من المشي بعد الآن، إلا إن توفر لي المال لأركب ساقاً صناعية، ولهذا سأبقى أتوكأ على عكازين بقية حياتي.

 

العداءة السورية ديما أكتع

وبعد فترة قصيرة، انتقلنا إلى لبنان، بما أن هذا البلد كان أكثر أماناً من سوريا، لكني شعرت بأني كنت في سجن، لأن المدارس لم تقبلنا أنا وشقيقاتي، كما أن وضع اللجوء الذي حصلنا عليه أبقانا بلا أي عمل أو وظيفة، لذا فالشيء الوحيد الذي كان بوسعي القيام به هو الذهاب إلى النادي الرياضي.

مارست الأكتع الجري في سوريال قبل إصابتها بالقصف، ولهذا قررت أن تعود للجري، وتضيف قائلة "بعدما خططت لذلك بدأت بتدعيم وتقوية ساقي الأخرى، وذلك عبر الوقوف بلا عكازين في بداية الأمر، ثم الانتقال إلى تمارين الصدر والجذع والكتفين التي كنت أمارسها مرتين في الأسبوع".

وبعد خمس سنوات في لبنان، انتقلت مع عائلتها إلى المملكة المتحدة  عام 2017، حيث حصلت على ساق صناعية لأول مرة، وقد عنى ذلك لها الكثير، إذ نامت ليلتها تحتضن تلك الساق بين ذراعيها كما تقول. "غير أني احتجت لبعض الوقت حتى أعتاد عليها، لأن السير بواسطتها مؤلم في بداية الأمر".

وتستطرد "تعاونت مع معالج فيزيائي فتحسن وضعي كثيراً، إذ خلال تلك الجلسات التي كنت أحضرها ثلاث مرات في الأسبوع، كنا نركز على إعادة حوضي لوضعه الطبيعي وكذلك ركبتي حتى أتمكن من تخفيف الألم على ظهري. وفي الوقت ذاته، كانت حركات مثل القرفصاء ورفع ربلة الساق تزيد من قوة ساقي اليسرى وكذلك ساعدني السير على جهاز المشي في استعادة توازني".

و"بما أني كنت أتوق لمزيد من التطور، لذا استعنت بمدرب خاص بعد مرور بضعة أشهر، حيث صرنا نتدرب مرتين في الأسبوع، واتبعت بفضله برنامجاً خاصاً للتدرب على رفع الأثقال والجري كل بضعة أيام، حيث ساعدتني عملية رفع الأثقال في تسهيل رياضة الجري التي أصبحت بفضل ذلك أقل إيلاماً، بما أن عضلاتي أصبحت قوية ما ساعد في تخفيف الضغط على مفاصلي".

 

ديما في النادي الرياضي

وتضيف "بعد مرور عام على ذلك، حصلت على ساق صناعية أخف ومريحة بنسبة أكبر، وبعد عامين، حصلت على أول نصل مخصص للجري بفضل التبرعات التي استمرت لبضعة أشهر. لذا عندما استخدمت ذلك النصل لأول مرة شعرت وكأني فراشة تطير بكل حرية.

صرت بعد ذلك أجري كل يوم، حيث زدت من فترة الجري من خمس دقائق إلى عشرين دقيقة قبل أن أتدرب لخوض أول نصف ماراثون في حياتي. وعندها أحسست برغبة لجمع التبرعات بهدف تركيب أطراف صناعية لكل الأطفال الذين فقدوا أحد أطرافهم في الحرب.

كان ذلك النصل قاسياً جداً، إذ كانت الساق الصناعية تحتك بجلدي لدرجة أني صرت أتوقف وأخلعها بين الحين والآخر، إلا أن الوصول إلى خط النهاية منحني إحساساً لم أشعر به من قبل".

بعدما رأيت ما حققته، تحول ذلك إلى حافز لي يدفعني نحو تحقيق المزيد، فأصبح هدفي التالي هو الدخول في منافسات دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2024 ضمن سباق المئة متر، ولكن علي أن أفوز في تصفيات محلية حتى يتم ترشيحي للمنافسة في الألعاب الأولمبية، وهذا ما صرت أعمل على تحقيقه اليوم.

أتمنى أن يثبت كل ما قلته لكل الأطفال الذين خسروا طرفاً من أطرافهم بأن ذلك ليس نهاية حياتهم، لأن ما عشته كان مجرد بداية.

 المصدر: inews