"رسلان خدعنا".. السلطات الألمانية تلقت تحذيرات بشأن أنور رسلان

قاعة المحكمة في كوبلنز حيث تتم محاكمة الضابطين السوريين أنور رسلان وإياد الغريب في 23 من نيسان 2020 - AFP

2020.09.24 | 16:25 دمشق

نوع المصدر
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا

قال تقرير لقناة "Das Erste" الألمانية، إن السلطات الألمانية تلقت تحذيرات بعدم منح العقيد المنشق عن نظام الأسد، أنور رسلان، فيزا دخول إلى ألمانيا في العام عام 2014، لكنها منحته الفيزا خلال ستة أيام من تقدمه لها.

وذكر التقرير أن السفارة الألمانية في عمّان، منحت رسلان، في العام 2014، فيزا تمكن من خلالها دخول الأراضي الألمانية، ليحصل لاحقاً على لجوء سياسي هناك.

انشق رسلان عن نظام الأسد في نهاية عام 2012، وتلقى مساعدة من المعارضة السورية، مكنته من عبور الحدود إلى الأردن.

ونقل تقرير القناة الألمانية عن المعارض السوري وائل الخالدي أن رسلان "أراد التجسس على المعارضة ونقل معلومات عن أماكن وجود نشاطها للمخابرات السورية"، موضحاً أن رسلان "وعد بتسريب 22 ألف وثيقة، تتضمن معلومات عن مصير المعتقلين لدى نظام الأسد، وهذا ما دفع أحد قياديي المعارضة، وهو رياض سيف، للتدخل لدى وزارة الخارجية الألمانية لمنحه فيزا".

وأكد المعارض السوري رياض سيف، ما قاله الخالدي في سياق شهادته في القضية أمام المحكمة في كوبلنز، وبحسب التقرير فإن رسلان أعلن انضمامه ظاهرياً فقط للمعارضة.

في ذلك الوقت، كان يعيش في الأردن نحو نصف مليون لاجئ سوري، وكانت الفيزا لألمانيا بالنسبة لأغلبهم حلم صعب المنال، لكن أنور رسلان حصل عليها خلال ستة أيام فقط، وبعد وصوله إلى ألمانيا وضعته السلطات الألمانية ضمن برنامج خاص للاجئين السوريين ممن هم بحاجة لرعاية خاصة.

تقول بيآته ريشتر، وهي موظفة ألمانية في إحدى المؤسسات الألمانية في الأردن، أنها حذرت وزارة الخارجية عبر الإيميل من منح رسلان فيزا لدخول ألمانيا، كما شرحت ريشتر للوزارة في الإيميل أن رسلان كان يعمل في فرع للمخابرات يتم فيه تعذيب المعتقلين أثناء الاستجواب.

وفي رده على الإيميل، وعد السفير الألماني في عمان بالتقصي عن الموضوع، وعلى ما يبدو أن السفير أبلغ وزارة الخارجية بالمعلومات التي أرسلتها ريشتر، ولكن على الرغم من ذلك مُنح رسلان الفيزا، وتم إلحاقه ببرنامج خاص لحماية اللاجئين.

عندما وصل أنور رسلان مع عائلته إلى ألمانيا، تقدم بطلب لجوء لدى إدارة الهجرة والجوازات، وبحسب شهادته أمام المحكمة، قال رسلان إنه "فوجئ بسهولة الإجراءات"، حيث لم يسأله الموظفون أي شيء أثناء المقابلة، وأخبروه أن حالته "معروفة وكل المعلومات موجودة في ملفه".

ووفقاً للقناة الألمانية، فقد حصل أنور رسلان على لجوء سياسي من دون أن يقدم حتى مبررات وأسباب اللجوء، ولدى سؤال إدارة الهجرة واللجوء عن الموضوع قالوا إنه تم التخلي عن استجواب رسلان كإجراء استثنائي، على الرغم من أنه وبحسب قانون اللجوء الألماني لا يمنح أي طالب لجوء صفة لاجئ إذا كان قد ارتكب جرائم ضد الإنسانية.

ونفت وزارة الخارجية الألمانية أن يكون السبب خلف منح رسلان فيزا في العام 2014 هو رغبة المخابرات الألمانية في الحصول على معلومات منه حول نظام الأسد، فيما قالت دائرة المخابرات الألمانية الخارجية "BND" إنها لم تتواصل معه نهائياً.

ويقول المعارض السوري وائل الخالدي إن أنور رسلان "خدعنا، فهو لم يكن يملك أي معلومات حساسة عن نظام الأسد".

ويخضع أنور رسلان، الضابط السابق في جهاز أمن الدولة، للمحاكمة في مدينة كوبلنز الألمانية، بتهم تتعلق بتعذيب المعتقلين في سوريا.

 

اقرأ أيضاً: عن الجدل المتجدد في محاكمة العقيد أنور رسلان