الطقم بـ 100 ألف.. أسعار ملابس العيد في حماة تخطف فرحة الأطفال

2021.05.12 | 20:40 دمشق

نوع المصدر
حماة - إيلين حداد

كان الإقبال الشرائي هذا العيد في أسواق مدينة حماة الأسوأ على الإطلاق، وهي نتيجة طبيعية لفشل حكومة النظام وخططها وجعجعة مسؤوليها بتحسين الظروف المعيشية، وكما كان متوقعاً قبل رمضان عندما ارتفعت الأسعار بشكل فجائي، عاودت ارتفاعها قبل العيد.

وشهدت مدينة حماة ارتفاعا كبيرا في أسعار ملابس العيد ومستلزماته من مأكولات وضيافات، لا يتناسب مع دخل الأسرة، وسادت حالة من الركود في أسواق ابن رشد وسوق الطويل والدباغة، نتيجة تخوف التجار من ضعف الإقبال على الشراء.

تضاعف أسعار لباس العيد 100 % عن العيد السابق

وبحسب ما رصده موقع تلفزيون سوريا، ارتفعت أسعار الألبسة ضعفاً كاملاً مقارنة بالعيد الفائت.

وقال أحد الصناعيين إن ارتفاع الألبسة بمعدل بلغ ما بين 50 إلى 60% سببه توقف الواردات وارتفاع أسعار النقل بين المدن بالإضافة لاعتماد المعامل بشكل كلي على المولدات التي تعمل على المازوت وارتفاع أجور العمال.

وبلغ سعر بنطال الجينز النسائي والرجالي 35 – 50 ألف ليرة سورية للماركات المتوسطة، في حين يبلغ سعره من الماركات الجيدة أكثر من 60 ألف ليرة، وبلغ سعر الطقم البناتي 80 – 120 ألف ليرة سورية، والصبياني 80 -100 ألف ليرة سورية، والتوينز 40 – 60 ألف ليرة سورية، والبنطال الولادي 20 – 25 ألف ليرة، والطقم الرجالي 200 – 500 ألف ليرة.

والجدير بالذكر أن أسعار الألبسة لا تتناسب مطلقاً مع كلفة الصناعة، حيث يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من خيط الغزل 2700 ليرة سورية، والكيلوغرام الواحد من القماش "السنغل" 12 – 15 ألف ليرة سورية، وبالتالي فإن الكنزة التي لا يتجاوز وزنها 400 غرام يبلغ سعرها 40 – 70 ألف ليرة سورية.

أما الأحذية فبلغ سعر بوط الرياضة الصيني 30 – 50 ألف ليرة سورية، والفيتنامي 75-140 ألف ليرة سورية، وسعر حذاء الجلد النسائي 30 – 40 ألف ليرة بينما الرجالي 45 – 65 ألف ليرة سورية.

وأشار أحد تجار سوق الطويل في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إلى أن سبب هذا الارتفاع الكبير في الأسعار مردّه إلى السعر من المعامل بالإضافة إلى أجور النقل التي ارتفعت كثيراً مقارنة بالعيد الماضي.

ويضاف إلى الأسباب ارتفاع آجار المحال التجارية، التي وصلت آجارها وسطيا في الشهر 400 – 800 ألف ليرة سورية.

وقال التاجر: "هنالك حركة كبيرة في السوق، ولكن القسم الأكبر لم يأتوا للشراء واكتفوا بالتجول والاستفسار عن الأسعار". وأكد أن هذا الموسم هو الأسوأ على الإطلاق في تاريخ أسواق المدينة.

البالة باتت مقصد الطبقة المتوسطة والأغنياء

وارتفعت أسعار الألبسة المستعملة (البالة) بشكل كبير، ولم تعد ملاذا مناسبا كما كانت للفقراء، وباتت مقصداً ومحط إقبال كبير من قبل الطبقة المتوسطة والأغنياء لشراء الألبسة من الماركات الأوروبية والأجنبية ذات النوعية الممتازة نسبيا.

وبلغ سعر البنطال البالة 10 آلاف ليرة سورية بزيادة قدرها 100% عن العيد الماضي، في حين تراوحت أسعار الأحذية بين 15 ألف و 25 ألف ليرة سورية.

من دون لباس العيد.. لا فرحة للأطفال

قالت أم حسان لموقع تلفزيون سوريا: "هذه السنة الأولى التي لا أستطيع فيها شراء ألبسة العيد لأطفالي بسبب غلاء الأسعار.. وجدت أنني بحاجة لـ 200 ألف ليرة سورية لشراء طقم واحد للطفل الواحد، أي أحتاج مبلغ 600 ألف لشراء ألبسة لأطفالي الثلاثة، فقررت عدم شراء لباس العيد واكتفيت بلباس العيد الماضي".

وقال أبو محمد: "من الصعب أن تقنع طفلك بأنك لا تستطيع شراء لباس العيد له، ولكن ليس باليد حيلة فالأسعار في السوق لا تتناسب مع دخلي المحدود، فأنا موظف دولة وراتبي 50 ألف ليرة فقط ولا يكفي لشراء الخضراوات ودفع الفواتير، لذلك قمت باصطحاب أطفالي إلى محل بالة واشتريت لأطفالي الاثنين كنزة وبنطالا ودفعت نحو 40 ألف ليرة سورية، ورغم أن هذا المبلغ يساوي راتبي الشهري إلا أنه خياري الوحيد لأنني كنت سأدفع 200 – 300 ألف ليرة من مجال السوق.

التموين لا يقدم ولا يؤخر

وعن ضبط الأسعار من قبل "التموين"، قال أحد المدنيين لموقع تلفزيون سوريا: "عندما تأتي دورية التموين يتم تبديل الأسعار وتخفيضها للنصف.. على سبيل المثال عندما ذهبت لشراء بوط رياضي من شارع ابن رشد كان معروضا سعره 25 ألف ليرة سورية، ولكن عندما طلبته من البائع وأعطيته ثمنه المذكور قال لي إنت من كل عقلك مصدق حقه هيك؟! هاد السعر للتموين وسعره 45 ألف ليرة".

وسبق أن اشتكى أصحاب المحال بمختلف أنواعها من تسعيرة التموين كونها لا تتناسب مع كلفة التصنيع أو كلفة شرائها من أسواق الجملة، ويرى أصحاب المحال أن تسعيرة التموين تهدف لامتصاص غضب الناس على حساب البائعين، دون النظر في أساس مشكلة ارتفاع الأسعار ومحاسبة التجار الكبار المرتبطين معظمهم بأجهزة النظام ومسؤوليه.