icon
التغطية الحية

فزعات حوران تجمع أكثر من ملياري ليرة لمتضرري الزلزال في الشمال السوري

2023.02.19 | 19:05 دمشق

تجمع للمدنيين خلال حملة جمع تبرعات في درعا (أرشيفية/فيس بوك)
تجمع للمدنيين خلال حملة جمع تبرعات في درعا (أرشيفية/فيس بوك)
درعا ـ أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A

تستمر فعاليات محلية في محافظة درعا بجمع التبرعات المالية من أبناء المحافظة ومغتربيها لصالح الشمال السوري الخارج عن سيطرة نظام الأسد وذلك بعد أن ضرب زلزال مدمر مناطق في شمال غربي سوريا وجنوبي تركيا في السادس من شباط الجاري.

وجاءت فزعة أهالي درعا من خلال حملتين أطلق على الأولى "فزعة أهل حوران للشمال السوري المحرر" والتي يشرف عليها ناشطون من مدينة الحراك في ريف درعا الشرقي، والثانية تحت عنوان "اصنع لهم معروفاً" يشرف عليها ناشطون في الريف الغربي لمحافظة درعا.

وبلغ إجمالي التبرعات من الحملتين ما يزيد على ملياري ليرة سورية (نحو 272 ألف دولار أميركي) لإغاثة المتضررين بفعل الزلزال المدمر في الشمال السوري، والذي خلّف آلاف القتلى والجرحى.

فزعات حوران.. حملة "اصنع لهم معروفاً"

ويوم الجمعة 17 من شباط أعلن القائمون على حملة "اصنع لهم معروفاً" عن إغلاق باب التبرعات بعد عدة أيام من انطلاق الحملة في مناطق ريف درعا الغربي، جمعوا خلالها مبلغ 800 مليون ليرة سورية.

وتأتي هذه الحملات استجابة سريعةً للتخفيف من آثار الكارثة التي حلّت في مناطق شمال غربي سوريا، إذ إن أبرز ما دفع الناشطين في درعا ودول اللجوء لإطلاق نداء الفزعة هو الخذلان الدولي والتباطؤ الملحوظ من قبل المنظمات الدولية لإنقاذ المنكوبين في مناطق الشمال السوري.

وفي تصريح خاص لموقع تلفزيون سوريا قال المهندس نزيه القداح إن "إعلان الدفاع المدني السوري مناطق في الشمال السوري منكوبة بفعل الزلزال كان الدافع ليبادر ناشطون في مدينة الحراك بدرعا والمنطقة الغربية بإعلان فزعات لإنقاذ المنكوبين في الشمال السوري غير مبالين بالقيود الأمنية والهيمنة العسكرية للنظام في حوران".

ينحدر القداح من مدينة الحراك شرقي درعا، ويقيم في مناطق الشمال السوري بعد أن تهجّر من درعا منتصف عام 2018، وهو أحد القائمين على حملة "فزعة أهل حوران للشمال السوري المحرر".

وأشار القداح في حديثه إلى أن "تبرعات الفزعة الحورانية تصل بشكل يومي إلى لجنة إدارة جرى تشكيلها من قبل ناشطين فاعلين من أهل حوران في مناطق الشمال السوري المحرر وتشرف هذه اللجنة بدورها على توزيع التبرعات من خلال خطة وضعتها على مرحلتين".

ووصف القداح المرحلة الأولى بالإسعافية، إذ أن "هدفها كان دعم عمليات الإنقاذ من خلال فريق إنقاذ من أبناء حوران تم تزويده ببعض المعدات الخفيفة وتأمين الوقود وبعض اللوجستيات للآليات الثقيلة، إضافة إلى تجهيز مطبخ في منطقة جنديرس لتقديم وجبات طعام للعائلات المتضررة وفرق الإنقاذ".

ويضيف القداح "ضمن المرحلة الإسعافية جرى تأمين الملاذ الآمن لعشرات العوائل من خلال نقلها من مناطق خطرة إلى مناطق أكثر أمناً بعد تأمين الخيم اللازمة لها أو نقلها إلى مراكز إيواء أو عبر استئجار منازل لإيوائهم، بالإضافة إلى تقديم مبالغ مالية إسعافية للعوائل المتضررة".

وعن المرحلة الثانية أردف القداح أنه سيتم دراستها بالتنسيق مع الفعاليات العاملة في مناطق شمال غربي سوريا في وقت لاحق.

تقييد من قبل النظام

في الثامن من شباط الجاري اجتمع محافظ درعا لؤي خريطة وأمين فرع حزب البعث في المحافظة حسين الرفاعي مع عدد من وجهاء قرى وبلدات المحافظة وطالبوا بجمع تبرعات للمتضررين من الزلزال في اللاذقية وطرطوس وحماة وباقي المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد.

وقال "تجمع أحرار حوران" المختص بتغطية أخبار المنطقة الجنوبية من سوريا، إن مسؤولي النظام حذروا الوجهاء من مغبة جمع التبرعات لمناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.

وطالب لؤي خريطة في اجتماع مع الوجهاء بإقامة خيمة في كل بلدة بدرعا لجمع التبرعات لمتضرري الزلزال ضمن مناطق سيطرة النظام فقط، في حين أوعزت مديرية أوقاف درعا إلى خطباء المساجد إلى حث الأهالي على التبرع لصالح المتضررين من الزلزال.

ووصل إلى محافظ درعا خطاب موجه من البنك المركزي يعلن فيه موافقة البنك على فتح حساب مالي لجمع التبرعات لصالح مناطق سيطرة النظام المتضررة بفعل الزلزال.

حول ذلك علّق القداح "لاحظ النظام تفاعل أهالي حوران مع الحملات التي أطلقها الأحرار في مناطق سيطرته فسارع لتحجيمها إعلامياً والسعي لجمع التبرعات من أهل حوران لصالح مناطق تحت سيطرته ولكن الاستجابة لمحاولاته كانت ضعيفة جداً".

وأضاف "بعد فشل النظام بتطويق هذه المبادرات سعى لتوجيه تهديدات مبطنة لمن يسهم فيها من المدنيين" مشيراً إلى أن تلك التهديدات لم تثنِ أبناء حوران عن الاستمرار بجمع التبرعات لصالح الشمال السوري المحرر.

ويتفق أحمد المصري (28 عامًا) من بلدة خربة غزالة مع القداح في إحجام الأهالي في محافظة درعا التبرع عن طريق النظام، إذ بيّن المصري "لم نلحظ أي تفاعل من قبل أهالي خربة غزالة في التبرع عن طريق النظام السوري حيث بلغ مجموع التبرعات نحو 3 ملايين ليرة سورية خلال عشرة أيام".

ويقول المصري لموقع تلفزيون سوريا "أستبعد وصول التبرعات عن طريق النظام لصالح المنكوبين في مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة النظام ولا أتوقع وصولها حتى إلى مناطق النظام".

من جهته، قال الشيخ فيصل أبازيد وهو إمام وخطيب أحد المساجد في درعا البلد، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك إن "حزب البعث يسعى لإعادة إحياء نفسه كقائد للدولة من خلال فزعات أهالي درعا".

أهالي درعا لا يثقون بالنظام السوري

ويظهر الإقبال الكبير من قبل أهالي محافظة درعا على جمع التبرعات لصالح المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في إدلب وريف حلب، تحدي النظام وأجهزته الأمنية رغم الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها السكان ضمن المناطق التي يسيطر عليها النظام.

وفي السياق ذاته يقول القداح "أهالي حوران يعلمون أن نظام الأسد سبب المآسي للشعب السوري أكثر بمئات المرات من هذا الزلزال بقصفه المدنيين بكل الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً وقتل مليون شهيد وغيب في سجونه مئات الآلاف وشرد الملايين" متسائلاً "هل يعقل أن تكون مثل هذه العصابة حريصة على حياة السوريين في هذا الزلزال؟".

وتداول ناشطون بدرعا تسجيلاً مصوراً يظهر رئيس المجلس البلدي في مدينة داعل رياض برغوث وهو يجري اتصالاً مع محافظ درعا إذ يبين حديث برغوث رفض الأهالي في محافظة درعا التبرع عن طريق النظام واستجابتهم باتجاه المناطق الخارجة عن سيطرته.

فزعات سابقة لتحسين الواقع الخدمي

وسبق هذه الفزعة، مبادرات محلية في عدد من مدن وبلدات محافظة درعا، وجمعت أكثر من 14 مليار ليرة سورية (أكثر من مليوني دولار أميركي) بعد أن أسهم فيها ميسورو الحال في الداخل السوري وأصحاب رؤوس الأموال من أبناء المحافظة المغتربين خاصة ممن هم في دول الخليج العربي.

وجاءت هذه المبادرات من أجل تحسين الواقع الخدمي في مدن وبلدات المحافظة من خلال إصلاح منشآت آبار مياه وإنارة طرق عامة باستخدام شبكات الطاقة الشمسية البديلة وإصلاح خطوط الهاتف وإجراء عمليات صيانة لبعض المدارس، وسط تجاهل واضح من قبل مؤسسات النظام ودوائرها الحكومية للواقع الخدمي المتردي في المحافظة، لاسيما بعض التقييدات من قبل النظام بحق اللجان التي تحتاج إلى بعض الموافقات الأمنية بهدف تنفيذ المشاريع.