icon
التغطية الحية

المكان شهد "مجزرة الكمين" قبل 10 أعوام.. "شوكة الصحراء" تتجول في القلمون

2023.05.25 | 16:57 دمشق

آخر تحديث: 25.05.2023 | 21:14 دمشق

أسماء الأسد في القلمون
زوجة رئيس النظام السوري في قرية المراح بجبال القلمون - رئاسة الجمهورية
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

نشرت صفحة "رئاسة الجمهورية السورية" صوراً لمشاركة زوجة رئيس النظام أسماء الأسد، أهالي قرية المراح بريف دمشق، احتفالهم السنوي بالوردة الشامية. هذه المنطقة بين جبال القلمون ذاتها شهدت قبل 10 أعوام "مجزرة الكمين" على يد قوات النظام، راح ضجيتها ما يقرب من 50 شخصاً بينهم نساء وأطفال كانوا هاربين من قراهم التي كانت تداهمها قوات الأمن.

وذكرت صحيفة "الوطن" المحلية أن أسماء الأسد زارت قرية المراح التابعة لمدينة النبك في منطقة القلمون بريف دمشق الشمالي، وشاركت أهالي القرية احتفالهم السنوي بموسم قطاف الورد الشامي.

واعتبرت الصحيفة أن مشاركة الأسد بالفعالية جاءت لأنها "ترعى وتدعم من يتمسك بالتراث ويورثه لأبنائه"، مشيرة إلى أن "سيدات النادي الدبلوماسي في سوريا، ووجوها ثقافية وفنية معنية بصون التراث السوري وحفظه انضمت للاحتفالية".

مجزرة قرية المراح

وتعرضت منطقة القلمون التي تزورها أسماء الأسد خلال سنوات الثورة لحملات عسكرية عنيفة، استهدفت أهلها والنازحين المدنيين الذين لجؤوا إليها منذ العام 2012، فضلاً عن حملات اعتقال واسعة شنتها قوات النظام السوري بين ناشطي المنطقة وشبانها.

وفي 27 كانون الأول 2012، قتلت قوات النظام، في كمين نفذته بالقرب من قرية المراح، نحو 50 نازحاً من مدينة النبك، بينهم نساء وأطفال، كانوا يحاولون الوصول إلى مدينة يبرود هرباً من المداهمات والاعتقالات الأمنية.

ووثق ناشطون محليون حينذاك مقتل مدنيين نازحين يرافقهم مقاتلون من الجيش الحر إثر وقوعهم في كمين أعدته قوات النظام مسبقاً، حيث دخلت مجموعة النازحين الهاربين من مداهمات النظام في حقل ألغام، وتلا ذلك قصف مدفعي وجوي على المكان ما حال دون إسعاف الجرحة منهم، كما تسبب القصف بمقتل عدة شبان من أهل المنطقة في أثناء عمليات الإسعاف.

اللقب المفقود

في العام 2010، منحت صحيفة "فوغ" الفرنسية الشهيرة أسماء الأسد لقب "وردة الصحراء"، وأفردت في تقرير مطوّل أعدته رئيسة تحريرها السابقة، جوان جولييت باك، الصفات الحسنة والجميلة لزوجة رئيس النظام السوري.

وواجه المقال انتقادات عنيفة، خاصة بعد أن تصدعت الصورة المثالية التي رسمتها المجلة لأسماء الأسد عقب اندلاع الثورة السورية، وضلوع زوجها وعائلته وأجهزته الأمنية في قمع الانتفاضة السلمية، عبر قتل واعتقال وتعذيب السوريين.

بعد شهور من نشره، أعربت كاتبة المقال عن ندمها لكتابته، وأكدت أن الوصف الأدق لأسماء الأسد هو "شوكة " وليس "وردة"، وأكدت أنها لم تختر عنوان المقال "وردة الصحراء"، بل اختارته إدارة المجلة الفرنسية التي حذفت المقال من موقعها فيما بعد، إلا أن وسائل إعلام النظام ومنصاته الاجتماعية دأبت على تداول لقب "وردة الصحراء" للترويج لأسماء الأسد.

"أميرة الحرب"

وفي آذار 2021 وصفت صحيفة "إيكونوميست" أسماء الأسد بأنها "أميرة الحرب" التي ساعدت عائلة الأسد على الاحتفاظ بالسلطة في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، وقبلت بقتل وتعذيب واعتقال مئات الآلاف من السوريين، وتهجير الملايين عن عائلاتهم وبيوتهم.

وقالت الصحيفة إنه "مع مضي السنوات، أصبحت أسماء الأسد أقوى وأكثر نفوذاً من أي وقت مضى، بعدما مضت برحلتها بطرق متعرجة وملتوية حتى تحقق السيادة والتفوق على هذه الأرض المدمرة"، وفق "الإيكونوميست".

وأشارت الصحيفة إلى أنها "فرشت دربها بحالات وأدوار متعددة،  منها عملها كموظفة لدى بنك جي بي مورغان عندما كانت تبرم صفقات في ساعات متأخرة من الليل، وصورتها كسيدة أولى متألقة، اعتقدت أن الإصلاحات الاجتماعية التي تفصل بشكل دقيق على مقاس البلاد يمكن أن تدخل التحديث على دولة منبوذة، ودورها كماري أنطوانيت دمشق، حيث كانت تتسوق وبلادها تحترق، ودورها كأم لهذا الشعب، ومحاربتها للسرطان في الوقت الذي كانت فيه قوات زوجها تسحق الثوار".

التغلل في الاقتصاد السوري

وبعد عقود من التخطيط المركزي والقيود على عمليات الاستيراد، وجدت أسماء الأسد مشروعها التالي المتمثل بتحديث سوريا، فأبهرت زوجها بالمصطلحات المالية، ودفعت نحو انفتاح القطاع المصرفي على الشركات الخاصة والأجنبية، وكانت تريد أن تحول دمشق إلى ملاذ للتهرب الضريبي بعيداً عن القيود المالية، وفق أحد الخبراء الاقتصاديين.

بعد ذلك، سرعان ما اكتشفت أسماء طريقة جديدة لبسط نفوذها، إذ سبق لها أن دخلت عالم الأعمال الخيرية في بداية زواجها، فأصبحت تسعى لجمع مشاريعها ضمن منظمة واحدة، وهي الأمانة السورية للتنمية، وجعلتها نقطة الوصل الأساسية لسوريا مع العالم، ووظفت سوريين يعيشون في الخارج يتحدثون الإنجليزية، إلى جانب موظفين أمميين سابقين، ومخططين استراتيجيين عند شركات علاقات عامة غربية.

ووفق دبلوماسي نقلت عنه "الإيكونوميست" عايش تلك الأحداث في دمشق فإن ترخيص "الأمانة السورية للتنمية" كان يهدف "للتعامل مع الأجانب في الوقت الذي لم تمنح فيه هيئات أخرى ذلك الامتياز".

تجار حرب ورجال أعمال فاسدون ومساعدات أممية

وبوصفها رئيسة الأمانة، جَنَت أسماء الأسد ما هو أكثر من مجرد ثروة، إذ عبر استقطابها للمساعدات الأممية، طورت شبكة محسوبيات واسعة، شملت تجارات ورجال أعمال فاسدين هم أمراء حرب سوريون، ممتنّون لحمايتها لهم ولإحسانها عليهم على شكل حقائب مملوءة بالنقود تم تسليمها للمنظمات المرتبطة بها.

كما تربحت أسماء الأسد من اقتصاد الحرب، واستفادت منه بشكل مباشر، حيث حصل مشروع مرتبط بها على عقد مع الحكومة لإدارة دفعات البطاقات الذكية، وأطلقت شبكة مشغلة للهواتف النقالة حملت اسم "إيماتيل"، سُجّلت باسم خضر علي طاهر، الذي يصفه أحد رجال الأعمال بأنه: "واجهة أسماء في كل شيء".

وتعاظم نفوذ عائلة أسماء في الاقتصاد السوري أيضاً، إذ ذكرت مواقع إخبارية سورية بأن شقيقها فراس وابن خالتها مهند دباغ، يديران بشكل فعلي شركة البطاقات الذكية لصالحها.

ووصف تقرير لموظف سابق في السفارة الأميركية بدمشق طريف الأخرس، وهو أحد أبناء عمومة أسماء، بأنه أحد "أبرز الشخصيات الاقتصادية لدى النظام".