هل عند حزب الله ما يدافع به عن القدس سوى صواريخ الحشيشة؟

2021.05.19 | 09:21 دمشق

alkarykatyr_alrab_lshhr_tmwz_2020tlfzywn_swrya.jpg
+A
حجم الخط
-A

منذ أكثر من عشرة أيام والقصف الإسرائيلي متواصل على قطاع غزة، موقعاً عشرات الضحايا ومئات الإصابات، والاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة مستمرة في القدس، ولكن لواء القدس الإيراني لم يحرك ساكناً، كيف لا وهو مشغول بقتل السوريين، وبتغيير دينهم على امتداد الطريق الذي يشكل الهلال الشيعي "المرجو" من إيران إلى العراق مروراً بسوريا وصولاً إلى لبنان.

لبنان الذي يسيطر عليه من بابه لمحرابه ميليشيا "حزب الله" ربيبة لواء القدس، وهي التي ملأت الكون جعجعة بفلسطين، ومر طريق القدس من كل المدن السورية وعلى جماجم ودماء مئات آلاف السوريين، بدءاً من القصير التي دمرت على رؤوس ساكنيها وتم تهجير من بقي حياً منهم ولم يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم التي تم احتلالها، وصولاً إلى حلب وإدلب، وليس انتهاءً بمضايا الغنية التي حاصرتها هذه الميليشيا حتى مات الكثير من أهلها جوعاً.

من الطبيعي لكل مراقب أن يعرف أن شعارات فلسطين وتحريرها ما هي إلا شماعات للسيطرة على شعوب مغلوب على أمرها، فكل الموبقات التي ارتكبتها الأنظمة العربية كانت تحت يافطة الدفاع عن فلسطين، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لم ولن تخرج هذه الميليشيا الطائفية عن هذا الخط، فساهمت بتدمير حلب ومدن وبلدات ريف دمشق وحمص وغيرها وفي كل مرة كان كبيرها الذي علمها الكذب يخرج من سردابه ليس إلى بين الناس بل إلى شاشات التلفزة ليقول إن طريق القدس يمر من حمص ويمر من حلب، بل حتى من دير الزور، ولكن عندما هاجم اليهود المقدسيين في حي الشيخ جراح وأرادوا إخراجهم من أرضهم بغير حق، تحولت الميليشيا المسلحة والمدربة، والزاعقة ليلاً ونهاراً بتحرير القدس بقضها وقضيضها إلى النشاط المدني، بل هي باتت تدعو جماهيرها الغفيرة لنصرة الأقصى عبر التكبير! لكم أن تتخيلوا أن من يقول إنه يمتلك صواريخ يستطيع بها ضرب ما بعد بعد حيفا، بات يلجأ للتكبيرات والتغريدات! فالأقصى يحتاج المدافع لا المدامع، كما قال الشاعر الفلسطيني الشهير محمود درويش ذات يوم.

الأغرب من هذا هو أنه عندما أُطلق قبل أيام صاروخان خلبيان من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، سارعت هذه الميليشيا لتعلن براءتها منهما براءة الذئب من دم يوسف، في حين أن جمهورها يطالب الأنظمة العربية بفتح الحدود مع إسرائيل، بينما حدودهم معها قريبة على مرمى حجر ويستطيعون اقتحامها. بالمناسبة أأمن حدودين لإسرائيل هي مع النظام السوري ومع ميليشيا حزب الله، فمن هذه البلدين قلما يحدث اختراق، فيما كلنا رأينا قبل أيام كيف استطاع الأردنيون اقتحام الحدود نصرةً للأقصى، بينما حدود لبنان مع إسرائيل آمنة مطمئنة منذ مسرحية حرب تموز عام 2006 التي سيطر بعدها حزب الله على لبنان سيطرة مطلقة، وبات يسقط حكومات ويشكل أخرى على مقاسه، وصبغ بلد الأرز بلونه الأسود، حتى باتت سويسرا الشرق مهددة في عهده بالمجاعات، ولا تستطيع إزالة أكوام القمامة من شوارعها.

ليس وضع لبنان محور حديثنا، رغم أنه يقال فيه الكثير، فكل بلد تمتد لها يد الإيراني سيجعلها ساحة لحروبه التوسعية الطائفية، فيما إيران أمن وأمان، لن أتلكم عن العراق أغنى البلدان العربية الذي يعجز عن تأمين المياه الصالحة للشرب في عدة مدن، ولا حتى اليمن الذي أصبح وضعه في الويل والثبور منذ أن سيطرت ميليشيا الحوثيين ربيبة الإيرانيين عليه في عام 2015، وكلنا يعرف حال سوريا منذ دخلها حزب الله والميليشيات الإيرانية وهم في طريقهم إلى القدس، كما زعموا.

لن يفعل "الحزب الإلهي" لفلسطين شيئاً، سوى الشعارات والمتاجرات، التي باتت مكشوفة، وهو لن يستطيع أن يفعل شيئاً، لأنه مشغول بسياسات الولي الفقيه، الرامية إلى التغيير الديمغرافي والمذهبي في المنطقة، والإكثار من "الهرج"، كي يخرج "المهدي" حسب عقائدهم، وفي هذا السياق ربما، يأتي بيع ونشر المخدرات في المنطقة، فأرقام الحبوب المخدرة التي يتم كشفها قادمة من لبنان مخيفة، لبنان المسيطر عليه سيطرة تامة من حزب الله، ومناطق هذا الحزب معروفة تاريخياً بزراعة الحشيش والاتجار بالمخدرات وتصنيعها، وهناك الكثير من التجار المشهورين عالمياً، ومحميين من قبل الميليشيا، كنوح زعيتر مثلاً، الذي يسمى بابلو اسكوبار لبنان.

على اليوتيوب هناك فيديو لتاجر مخدرات من جماعة الميليشيا اسمه محمد مقداد يغني فيه من داخل أحد السجون اللبنانية على طريقة ولحن لطميات حزب الله "سنقاتل الطغاة بصاروخ حشيشة".. ليردد بعده أصدقاؤه المساجين " لبيك لبيك يا حشيشة".

بعد أن خرج تاجر المخدرات هذا من السجن لم يتوانَ عن الذهاب إلى سوريا، رفقة أصدقائه في الميليشيا كي يحموا طريق القدس! وله يوتيوب وهو يغني في سوريا حتى يرفع من عزيمة المقاتلين الحزبلاتيين، ودائماً سيجارة الحشيش في يده، كي لا تسبى زينب مرتين!

لذلك أيها الفلسطينيون الشجعان، العاضّون على الجرح منذ ثمانين حولاً، لا تنتظروا من أحد شيئاً، فكلما كبرت الشعارات كبرت الكذبة، وهذه الميليشيا لن تنجدكم إلا بصواريخ حشيشة، وكميات من الحبوب المخدرة، أبعدها الله عنكم.