منظمة التعاون التركية تحديات ومكاسب..

2021.11.28 | 06:02 دمشق

645x344-1636730678186.jpg
+A
حجم الخط
-A

في القمة الأخيرة التي عقدت في إسطنبول لدول العالم التركي تم تغيير اسمها من المجلس التركي إلى "منظمة التعاون التركية" وفي هذا دلالة واضحة من تلك الدول على التوجه نحو التعاون والتعاضد لمواجهة تكتلات كبيرة في المنطقة من روسيا والصين والاتحاد الأوروبي.

فمنذ إعلان 5 دول تركية استقلالها عن الاتحاد السوفييتي وهي أذربيجان، وكازاخستان، وأوزبكستان، وقيرغيزستان، وتركمانستان، بدأ عهد جديد في السياسة الخارجية التركية، وسمي بـ"الاتحاد التركي من البحر الأدرياتيكي إلى سور الصين العظيم". وفي هذا الإطار، قدمت تركيا المساعدة للدول التركية ودعمتها في حل مشكلاتها.

اجتماعات عدة عقدت منذ تسعينيات القرن الماضي لهذه الدول لكن لم تكن تلك الاجتماعات ذات قدرة فاعلة أو على قدر مستوى الأحداث ولم تتطور إلى المستوى المتوقع منها، ولكن الاجتماع  الذي عقد في ناختشيفانْ عام 2009. حيث تقرر خلاله إنشاء منظمة المجلس التركي وهي الفكرة التي اقترحها رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف في عام 2006. وبدأت المنظمة والتي تعد تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزيا الأعضاء المؤسسين لها وتم الإعلان عن نشاطها بشكل رسمي في عام 2010 وبعد ذلك عقد المجلس التركي قممًا في مدن مختلفة من الدول الأعضاء سنويًا وعمل على تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية بين الأعضاء، وأصبح المجلس التركي أقوى عندما انضمت إليه المجر بصفة عضو مراقب عام 2018 وبعد عام حصلت أوزبكستان على العضوية الكاملة.

أهم التحديات التي سيواجهها هذا التكتل هو القضية القبرصية فتركيا تتطلع مستقبلاً للحصول على موافقة جميع أعضاء هذه المنظمة والمراقبين لضمان انضمام قبرص التركية لهم

المجلس التركي أصبح أكثر ظهورًا على الساحة السياسية الدولية بعد إقراره دعم عمليات تركيا العسكرية في الشمال السوري وإظهار كافة الدعم لها لحفظ أمنها وأراضيها، كما دعم المجلس التركي العملية التي أطلقتها أذربيجان لتحرير إقليم قره باغ والمناطق السبع المحيطة به من الوجود العسكري الأرميني، وبعد انتصار أذربيجان في تلك الحرب تصدّر المجلس التركي المشهد بصورة أوسع وحقق تقارباً أكبر بين أعضائه، ومع انضمام تركمانستان بصفة عضو مراقب أصبحت جميع الجمهوريات التركية في آسيا الوسطى منتمية إلى المنظمة. ولا شك أن مشاركة تركمانستان، التي تمتلك موارد طاقة غنية سوف تسهم في تعزيز إمدادات الطاقة والعلاقات الاقتصادية في هذا التكتل.

ولعل أهم التحديات التي سيواجهها هذا التكتل هو القضية القبرصية فتركيا تتطلع مستقبلاً للحصول على موافقة جميع أعضاء هذه المنظمة والمراقبين لضمان انضمام قبرص التركية لهم، وأيضاً الاعتراف بطلب تركيا بدعوة الشعب القبرصي التركي للمشاركة في الأنشطة ذات الصلة لمنظمة الدول التركية، وفي حال تم الاعتراف بذلك رسميًا فهذا يعني أنه في الفترة المقبلة قد تصبح قبرص التركية عضواً في منظمة التعاون التركي. لكن التحديات كبيرة وكثيرة فدولة المجر وهي جزء من الاتحاد الأوروبي قد لا تستطيع فعل ذلك لأنه سيعتبر انحياز منها نحو هذه المنظمة على حساب الاتحاد الأوروبي، وهذا سيعرض مصالحها لمخاطر كبيرة علاوة على صدامها مع فرنسا الداعم الأكبر لقبرص الرومية، وحتى روسيا الجارة لكل هذه الدول ستحاول بشتى السبل حماية مصالحها في تلك الدول وخصوصاً أن هذه الدول كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي، أما الصين فالقضية الإيغورية حاضرة في هذه المنظمة لأن الإيغور جزء من العالم التركي وهذا سيجعل الصين معادية لهذا التكتل في حال دعمه للإيغور.

أما الاتحاد الأوروبي فقد يجد في هذا التكتل ورقة ضغط قوية ضد روسيا والصين ولا بد من الاستفادة منه ودعمه لكي يصبح تكتلاً اقتصادياً منافساً لتلك الدولتين، لكن هذا لا يعني أن الاتحاد الأوروبي سيتساهل في قضية قبرص أو يتراجع عنها بل ستبقى كملف سجال بين الطرفين فالاتحاد يعتبر قبرص الرومية جزءًا منه..