من الأفضل لنا أن ينتصر في الحرب الأوكرانية؟

2022.04.12 | 08:11 دمشق

elaosboa95071-1.jpeg
+A
حجم الخط
-A

هي معركة بالوكالة معركة كبرى بين الغرب وروسيا في أوكرانيا وغير مسموح لروسيا أن تنتصر في هذه المعركة، ولن تنتصر أو تحقق أهدافها بحسب ما نراه حتى الآن.

من الواضح من التفاف الغرب حول الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي وكل هذا الدعم والزيارات الأخيرة لكييف التي توّجتها زيارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وطريقة الزيارة ومعنى الرسائل الموجهة إلى أكثر من جهة وعلى أكثر من مسار، أن الغرب لن يسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن  يفرض إرادته بالقوة، ويجب أن يخسر من وجهة نظر أميركا وأوروبا إلى درجة أن تصبح قوته جزءا من الماضي، بعد كل هذه العقوبات المشددة والتي رغم أن روسيا استعدّت لبعضها، فإنها لم تتوقع كل هذا الكمّ وكل هذا الصدى ورد الفعل وعلى أكثر من صعيد وفي أكثر من موقع، المهم أنه لن يستطيع أحد بعد اليوم تسويق الديكتاتورية والقرارات الخاطئة والغزو "دون مشورة" وعدم انتظار العقاب أو المحاسبة أو تجاوزهما لأن هناك قوانين دولية لا تحتمل اللعب فيها وخطوطاً حمراءَ فعلية لا يمكن قطعها..

لقمة أوكرانيا عسيرة جدا ليست كلقمة سوريا ولا يحق لروسيا ما يحق لأميركا على ما يبدو.. والقيادة الأميركية تدرك كل ذلك فمقارنة غزوها للعراق بغزو روسيا لأوكرانيا هي مقارنة خاطئة؛ لأن الأميركان عادة ما يلجؤون إلى مسارات أممية لتشرعن للعالم فرض إراداتهم في أكثر من بلد، وفي أحيان قليلة يتجاوزون هذه المسارات أو يلتفون عليها بدهاء، رغم ذلك هم لا يتصرفون من دون غطاء مثل الطريقة التي تصرف بها بوتين في أوكرانيا، هذا بغض النظر عن رأيي المناهض لما فعلته الولايات المتحدة الأميركية في العراق وما زالت تفعله حتى الآن وتسليم العراق لإيران في خضم لعبة المصالح الدولية، والألعاب الإقليمية التي فهمناها تماما.

المواجهة الروسية مع الغرب بغض النظر عن المنتصر فيها ستكون نتيجتها الحتمية تمسك الروس بالنظام السوري أكثر من قبل

وثمة من يردد بأن (انتصار) روسيا في مواجهتها الحادة مع الغرب في أوكرانيا  وفرز أقطاب جديدة، إن حدث فسيكون له انعكاس إيجابي في المسار السوري، ولكن على النقيض من هذا ما يجعل آخرين يقولون إن من الضروري أن نذكر بالرأي الآخر الذي يؤكد أن العكس هو الصحيح، وأن المواجهة الروسية مع الغرب بغض النظر عن المنتصر فيها ستكون نتيجتها الحتمية تمسك الروس بالنظام السوري أكثر من قبل، وإصرار روسيا على منع أي مسار يؤدي إلى تغيير سياسي حقيقي في سوريا، ويشتد النقاش ويحمى الوطيس بين الرأيين في حين أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا يستمر والمجازر تنكشف والآليات الحقوقية والجنائية تعمد لتوثيقها لإغراق بوتين في أكثر من مسؤولية وباتهامه بجرائم حرب تمهيدا لمساءلته.. ويعيش السوريون على الأمل وهم يراقبون ما يجري بحزن فمن ذاق التهجير لا يتمناه لغيره ومن فقد شقيقا ومن اعتقل ابنه ومات قريبه يشعر بمدى ما يحصل للأوكرانيين.

في حال سحب بوتين قواته من أوكرانيا لن يكون هناك أي تأثير لذلك على الملف السوري، وكذلك في حال احتل بوتين كييف لن نرى هذا التأثير الكبير الذي سيرخي بظلاله على الملف السوري

ولكنهم سياسيا يعتقدون أنه لم يكن هناك أي خلاف بين الغرب وروسيا في سوريا عكس أوكرانيا؛ إذ كان الغرب وروسيا متفقين تماما على السماح لروسيا بالدخول لسوريا، وكلا الطرفين دعَما بشار الأسد بطريقة أو بأخرى، كل على طريقته.. وفي حال سحب بوتين قواته من أوكرانيا لن يكون هناك أي تأثير لذلك على الملف السوري، وكذلك في حال احتل بوتين كييف لن نرى هذا التأثير الكبير الذي سيرخي بظلاله على الملف السوري، لذلك لا يبقى للسوريين جميعا إلا أن يستيقظوا بعد أن تعلموا عبر سنوات طاحنة كيفية صناعة وطن وهو مطلب صعب لكنه ليس مستحيلا..