لكن أين هو الحق الفلسطيني؟

2021.05.17 | 06:34 دمشق

6ddf855d-7c50-4dfb-9925-addd02391dc4.jpeg
+A
حجم الخط
-A

أليس من الصفاقة أن نسمع بعض الساسة في العالم يرددون على أسماعنا بين الحين والآخر وحين يصرخ الفلسطيني متألماً مقولة حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها؟؟ حين يصرح الرئيس الأميركي الديمقراطي جداً بحق إسرائيل الدفاع عن النفس أليس من حقنا أن نسأله وماذا عن الفلسطيني؟ أليس من حقه الدفاع بالحد الأدنى عن منزله ولقمة عيشه؟ لكن لن نستغرب هذا التصريح من الرئيس الأميركي جو بايدن وهو صاحب المقولة الشهيرة: ليس شرطاً أن تكون يهودياً كي تصبح صهيونياً ليبرهن بذلك بأنه صهيوني أكثر من الصهاينة المحتلين لأرض فلسطين.

بالعودة لأصل هبة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخيرة وهي ممارسات سلطة الاحتلال من استكمال لسياسات تهويد القدس من خلال طرد سكان حي الشيخ جراح فتكون بذلك قد سيطرت على آخر نقطة اتصال جغرافي بين القدس ومحيطها العربي.

للفلسطينيين حق رفض الانصياع لأي قرار سواء كان قضائياً أم سياسياً طالما أن ذلك القرار مبني على قانون باطل وظالم وفاسد بالأصل

سلطة الاحتلال تبرر تصرفاتها العنصرية والاحتلالية الإجرامية بقرار قضائي صادر عن المحكمة العليا!! وهي تقفز بذلك عن فكرة أن القانون الذي تحكم بناء عليه تلك المحاكم هو قانون باطل وضعته سلطة الاحتلال ذاتها لخدمة أطماعها التوسعية الظالمة، وأن هذا القانون لم يُستشر في كتابته أصحاب الأرض والمنازل الأصليين وهم أهل فلسطين، ولم يكونوا جزأً من برلمان وافق على هذا القانون حين إقراره كقانون، وتالياً للفلسطينيين حق رفض الانصياع لأي قرار سواء كان قضائيا أم سياسيا طالما أن ذلك القرار مبني على قانون باطل وظالم وفاسد بالأصل.

لربما ظنت سلطة الاحتلال بأن الانقسام الحاصل في القيادة الفلسطينية قد يمنحها الفرصة لاستكمال خطوات تهويد القدس، لكن الشارع الفلسطيني كان لها بالمرصاد وفاجئ سلطات الاحتلال، ليس شارع القدس والمقدسيين فحسب وإنما شوارع كل المدن الفلسطينية التي انتفضت وزحفت باتجاه القدس معلنةً وحدة الشعب الفلسطيني والحق الفلسطيني، وانتقل هذا الحراك إلى الشارع العربي المحتقن في الأصل سواء على حدود الأردن أو لبنان وسواء في عواصم أوروبية كثيرة ومعهم أعداد غفيرة من غير العرب والذين ضاقوا ذرعاً بتصرفات حكومة الاحتلال الاستيطانية والعنصرية.

وجاء تدخل فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ليؤكد وحدة الشارع الفلسطيني، ربما نكون قد تخوفنا في البداية من أن تتحول الأنظار من مشهد الحراك السلمي المقدسي إلى تغطية دورة جديدة من العنف فنكون قد خسرنا تضامن العالم مع المقدسيين ولكن أثبتت الأحداث المتلاحقة بأن الأمر الوحيد الذي تفهمه سلطة الاحتلال هو القوة وقوة الردع بعد أن جرب الفلسطينيين والعرب كل أنواع الدبلوماسية والاتفاقات والمفاوضات، وآخرها مبادرة السلام العربية التي توافق العرب عليها إلا أن الحكومات الصهيونية المتعاقبة كانت تعمل على إفشال أي جهد للسلام ونقض أي معاهدة، وهنا من حق أي مواطن فلسطيني في الداخل أو الشتات أن يسأل السلطنة الوطنية الفلسطينية وسلطة الاحتلال في آن معاً ماذا حصد الفلسطينيون بعد أكثر من ربع قرن من اتفاقيات أوسلو؟؟ علماً بأن تلك الاتفاقية لا تعطي الفلسطينيين الفتات من حقوقهم المشروعة ومع ذلك وجدت سلطة الاحتلال عشرات الثغرات في الاتفاق كي تنقض عليه وتفرغه من مضمونه وتتلاعب بتنفيذ محتواه.

ربما نختلف في السياسة مع السلطة الفلسطينية أو هذا الفصيل وذاك ولكن وبشكل قطعي لا نختلف على حقوق الفلسطينيين بترابهم وحريتهم

مع اختلاف وجهات نظر الحكومات العربية وسياساتها إلا أن الشارع العربي موحداً إلى جانب الحق الفلسطيني المطلق بالحرية والحياة الكريمة، فلم يعد مقبولاً بشكل من الأشكال أن تتحول غزة إلى سجن كبير ومعزولة عن العالم ولم يعد مقبولاً الصمت عن انتهاكات سلطات الاحتلال التي لا تتوقف واستمرارها بسياساتها العنصرية المفضية إلى تهويد القدس وعزلها عن محيطها العربي.

ربما نختلف في السياسة مع السلطة الفلسطينية أو هذا الفصيل وذاك ولكن وبشكل قطعي لا نختلف على حقوق الفلسطينيين بترابهم وحريتهم وكرامتهم وعلى العالم أن يعي بأن الاستمرار في دعم سلطة الاحتلال والتعامي عن حقوق شعب كامل لن يفضي إلى حل بل إلى تعميق الخلاف واستدامته وحق الشعب الفلسطيني لن يضيع بالتقادم أو التعامي.