كيف تؤثر حرب أوكرانيا في الأزمة السورية؟

2022.06.05 | 10:33 دمشق

fhfm.jpg
+A
حجم الخط
-A

"كيف تؤثر حرب أوكرانيا في الأزمة السورية؟" دراسة سياسية جديدة للباحث في الشؤون السورية مالك ياسين، سلط فيها الضوء على الفترة الزمنية التي أعقبت "إعادة انتخاب" بشار الأسد كرئيس للنظام في سوريا، وتحديداً منذ أيلول 2021، وصولاً إلى هذه الأيام، وما تخلل تلك الفترة من محاولات بذلتها روسيا لتعويم الأسد وانتزاع الاعتراف بنظامه من قبل دول الإقليم العربية، كالأردن وغيرها.

كما تناولت الدراسة أيضاً الخطوات التي اتبعها النظام السوري في التعامل مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وانعكاسات ذلك الغزو على الحالة السياسية والميدانية في سوريا، وكيف استغلّ نظام الأسد انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية لتمتين التحالف مع إيران.

النظام يعلن تأييده غزو الروس لأوكرانيا

مع انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في الـ24 من شباط 2022، أعرب مسؤولو النظام السوري عن تأييدهم للعملية العسكرية الروسية، معتبرين أنها بمنزلة "تصحيح للتاريخ"، وسهّلوا سفر مقاتلين للقتال إلى جانب الجيش الروسي بوصفه "رد جميل" للجيش الذي ساعدهم في هزيمة المعارضة. وعلى الرغم من حماسة النظام لحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سواء على الصعيد السياسي أم الإعلامي، فإن ذلك لم يمنع حكومة النظام من التحسب لآثارها السلبية في الاقتصاد السوري، المنكمش أصلًا، في حين كان رئيس النظام بشار الأسد يأمل في أن تسهم الحرب في أوكرانيا في توسيع هامش مناوراته السياسية والإقليمية، وتتيح له زيادة خياراته تجاه القوى الدولية والإقليمية، فضلًا عن أن موسكو ستكون مضطرة إلى زيادة اعتمادها عليه، كي تتمكن من الاحتفاظ بنفوذها في منطقة حيوية، وسط المواجهة مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة.

وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على اندلاع القتال، لا تزال تتضح جملة من التداعيات الأوسع للحرب في أوكرانيا على سوريا، مثل: تراجع اهتمام المجتمع الدولي بالحل السياسي للأزمة السورية، وتصاعد حدة حرب الظل الإيرانية - الإسرائيلية على الأرض السورية، وسط "غضب" موسكو من الموقف الإسرائيلي حيال أوكرانيا و"إدانتها" المستجدة للغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية والسورية، وتباطؤ زخم الاندفاعة العربية لتطبيع العلاقات مع النظام ريثما تتبلور ملامح المواجهة الروسية - الأميركية في أوروبا، واحتمال انتقال شراراتها إلى سوريا، وتقلّص احتمالات تمديد الآلية الدولية للمساعدات الإنسانية عبر الحدود بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2585 (2021)، وأخيرًا، مسارعة الأوروبيين إلى إجراء مراجعة عميقة لخيارهم في الانفتاح المتدرّج على النظام الذي بات يُنظر إليه أوروبيًا على أنه "امتداد لروسيا".

النظام يساهم في خطط موسكو

قبل نحو عشرة أيام من غزو أوكرانيا، شارك النظام السوري موسكو خططها في تشتيت الانتباه عن التحضيرات المتزايدة للغزو؛ فاستقبل وزير الدفاع الروسي الذي زار قاعدة حميميم من أجل متابعة مناورات أجرتها نحو 15 سفينة حربية من أساطيل المحيط الهادئ وبحر الشمال والبحر الأسود، إلى جانب مقاتلات من طراز ميغ 31- ك الحاملة لصواريخ كينجال فرط الصوتية، وقاذفات تو22- م، جاءت من روسيا، في رد على وجود مجموعات جوية تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وفقاً لوزارة الدفاع الروسية.

وبعد 6 ساعات من بدء الغزو الروسي، انتقل الأسد ليعلن في اتصال هاتفي مع بوتين وقوفه مع "حق" روسيا في "مواجهة توسع الناتو". ووصف الغزو بأنه "تصحيح للتاريخ وإعادة للتوازن".

استغلال الحرب الروسية في أوكرانيا

وتختم الدراسة بالقول إن النظام السوري يسعى لتعظيم مكاسبه من الحرب في أوكرانيا بما يحرره من وطأة الضغط الروسي سواء فيما يتعلق بالقضايا البروتوكولية أو بالعملية السياسية المتعثرة أصلاً ضمن اللجنة الدستورية في جنيف، أو بالمطالب الاقتصادية لروسيا كمكافأة على تدخلها لإنقاذ النظام، أو تعامل موسكو مع النظام باعتباره ورقة في علاقاتها بالدول العربية والإقليمية. وقد عمد النظام إلى استغلال انشغال روسيا بأوكرانيا لإعادة التحالف السوري- الإيراني.

كلمات مفتاحية