كورونا تضرب حلف المقاومة..

2020.02.25 | 23:00 دمشق

kvksitf.jpg
+A
حجم الخط
-A

حذرت منظمة الصحة العالمية مجدداً من وصول وباء الكورونا المستشري حالياً في العالم، إلى دول ذات إمكانيات وقدرات ضعيفة جداً في السيطرة والتحكم، وتحدث تقرير الصحة العالمية عن أن الدول ذات المقدرات الضخمة والإدارات القوية بالكاد تستطيع كبح جماح الوباء الفيروسي ذي التركيبة الجديدة التي لم يجد العلماء حتى الآن دواء لها، وبأن وصول فيروس كورونا أو حسب اسمه الجديد كوفيد 19 هو تحد كبير للمنظمة وللدول ذات الفشل الإداري المعلن أو التي تعاني من اضطرابات سياسية وأمنية متصلة بالنظام العالمي، من مثل سوريا ولبنان وإيران والسودان وجنوب السودان واليمن وليبيا...حيث إن المرض في تلك الدول لا يمكن السيطرة عليه ولا يمكن لخبراء المنظمة تحديد حقيقي ودقيق لنسب الإصابات أو للأماكن الموبوءة أو لنسب الوفيات وبالتالي فإن سياسات تلك الدول المتعلقة بالكذب وتغيير الوقائع وعدم الشفافية من جهة وقطع علاقاتها مع المنظومة العالمية متمثلة بالمنظمات الدولية والاقتصاد العالمي، سيؤدي إلى تفاقم كبير في المرض ومن الممكن أن يتمكن الفيروس من تحقيق حضانة كبيرة ضمن كثافات سكانية عالية وسط انعدام لأي نوع من أنواع السياسات الطبية أو التحكم بنظم المراقبة والرقابة في المطارات والمستشفيات وعدم قبول أنظمتها دخول فرق أممية لمراقبة الأوضاع دون إشراف استخباراتي أو إملاءات من الأنظمة فيها..

ولكن الترابط العالمي وضعف الحدود وتقارب الدول المصابة يرجح انتشاراً أكبر للفيروس خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مثال على ذلك هو معدل الوفيات المرتفع في إيران بالمقارنة مع عدد السكان ونسب الإصابة.. فإن المرجح أن تكون الدولة الإيرانية قد أخفت خبر انتشار الفيروس في البلاد بسبب قرب موعد الانتخابات التي مرت، وبسبب خوف النظام الإيراني من ضعف المشاركة الشعبية في الانتخابات

المخيف هو وصول الفيروس إلى سوريا واليمن اللتين تحكمان بشكل مباشر وتعتمدان بشكل كبير على الفضاء المالي والاقتصادي الإيراني والصيني مقابل عزل إقليمي كبير

وبالتالي أدى ذلك إلى عدم إغلاق الحدود مع إيران مع العلم أن الصين الشعبية هي أكثر الدول التي تحقق تبادلاً تجارياً مع إيران بعد العقوبات الأميركية منذ سنتين، وبالتالي كان تنقل التجارة والتجار بين المدن الإيرانية والمدن الصينية كبيراً جداً مما أدى إلى استفحال الفيروس في إيران وسط عجز الحكومة عن القيام بأي إجراءات أساسية لصده..

وبالمثل نقلت إيران والتي تعتبر الراعي الرسمي لعدد من دول الشرق الأوسط، الفيروس بشكل سريع إلى دول مثل العراق ولبنان التي لاتزال تتمتع بقدر يسير من حرية الصحافة والشفافية، مما أدى إلى انتشار الخبر في إعلام البلدين، ولكن المخيف هو وصول الفيروس إلى سوريا واليمن اللتين تحكمان بشكل مباشر وتعتمدان بشكل كبير على الفضاء المالي والاقتصادي الإيراني والصيني مقابل عزل إقليمي كبير.. مما سيؤدي إلى كارثة صحية في سوريا مثلاً التي سجل فيها فقدان لائحة طويلة من المواد الصحية والطبية والمعقمات وأدوات العزل، وسط تعنت سياسي حكومي رافض للتغيير السياسي وقبول إدماج المعارضة بشكل حقيقي في السلطة.. مما أدى إلى عزلها بشكل كبير بعد حرب طاحنة شنتها الحكومة على المجتمع، وسط فشل إداري أدى إلى فقدان الطاقة الكهربائية والبترولية، وأفرغ التضامن المجتمعي من محتواه..

كل هذا يؤشر إلى ضرورة تكاتف العالم من أجل فرض نظام عالمي لا يسمح لأي دولة تتجاوز حدود الفشل حتى تصبح خطراً على المجتمع الدولي الذي لن يقدر أن يمنعها من أن تكون بؤرة لانتشار أمراض وفيروسات قد تمس بالعالم كله، مثل ذلك اتفاقية منع السلاح النووي الذي لا يؤثر فقط على الدولة المنتجة بل على جميع دول الجوار.. كذلك يجب الإشراف الدولي على الدول التي لا تقدر على مواجهة الجائحات والأمراض المعدية لأنها ستسبب ضرراً لكل جيرانها وليس لها فقط.. إيران على سبيل المثال صدرت الفيروس للكويت ولبنان والعراق وأرمينيا وعمان ومن المرجح أن ينتشر الفيروس انطلاقاً من إيران لدول أكثر.. وسط تكهنات عن وصوله لسوريا دون وجود أي تأكيد من المنظمات غير الحكومية هناك بسبب السلطة الأمنية المطبقة لأجهزة أمن حلف المقاومة التي وصف إعلامها الفيروس بالمؤامرة الإمبريالية الصهيونية، حيث تبقى مقولة أن أضعف الأطراف في الجسم هي تلك التي تكون معرضة للإصابة بالأمراض.. ويبدو ذلك هو ما حصل مع حلف المقاومة الذي تبدو حكوماته أضعف دول المنطقة وربما العالم في مجال إدارة الدول.