icon
التغطية الحية

قصة شام تذكّر بأنوار.. احتفاء النظام السوري بنجاحات أطفال بعد قتل آبائهم

2022.11.10 | 19:44 دمشق

الطفلة السورية شام البكور
قصة الطفلة السورية شام البكور
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

فازت الطفلة السورية شام البكور (7 سنوات) اليوم الخميس بلقب بطلة "تحدي القراءة العربي" بموسمه السادس، والذي تنظمه "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم" في دبي، وشارك فيه أكثر من 22 مليون طالب من 44 دولة. ولاقت الطفلة شام احتفاء كبيراً من مسؤولي النظام السوري ووسائل إعلامه، وعرض "تحدي القراءة العربي" قصة مقتضبة للطفلة شام التي فقدت والدها، دون ذكر أنه قضى بقصف قوات النظام على ريف حلب، وهذا الاستغلال لنجاحات أبناء ضحايا النظام يذكّر بما حصل مع الطفلة أنوار عبد الرزاق العلي الغبيط التي فقدت والدتها ساقها في درعا بقصف النظام ثم التقتها أسماء الأسد.

وعرض "تحدي القراءة العربي" قصة الطفلة السورية شام البكور في فيديو كما ترويها والدتها منال مطر، وقالت إن شام أصيبت بشظايا في رأسها ونجت من "انفجار " أودى بحياة والدها.

وعرض الفيديو لقطات من "مكان الحادث الذي أصيبت فيه شام"، والذي يظهر فيه بقايا شاحنة مدمرة ونيرانا مشتعلة ودمارا في الشارع والمباني المجاورة يوحي بأن المكان تعرض لقصف.

ئءؤر
الحادث الذي أصيبت به شام البكور

قُتل والدها بقصف لقوات النظام السوري

وبمراجعة صفحة الوالدة منال مطر وصفحات محلية على فيسبوك، ومقاطعة الأحداث والمصادر، تبيّن أن والد شام محمد صبحي البكور قضى بقصف لقوات النظام والميليشيات المدعومة إيرانياً في منطقة خان طومان في الـ 20 من كانون الأول 2015.

وينحدر محمد البكور من مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، وكان يعمل حارساً في مطاحن الذاكري في منطقة خان طومان التي كانت ساحة حرب مشتعلة حينذاك، وتحاول قوات النظام بغطاء روسي ودعم إيراني السيطرة على كامل ريف حلب الجنوبي والوصول إلى الطريق الدولي حلب - دمشق.

وقصفت قوات النظام وحلفاؤها المطاحن والطريق المقابل ما تسبب بمقتل الشاب محمد البكور. وأوضح أحد أقارب الشاب لموقع تلفزيون سوريا أن طفلته شام لم تكن معه عندما تعرضت المطاحن للقصف، وهو ما يتعارض مع ما روته والدة شام.

ئءؤر
الطفلة شام البكور ووالدها

وحظيت الطفلة المبدعة والمتميزة شام التي رافقها وزير التربية في حكومة النظام دارم طباع، بحفاوة واهتمام عربي كبير لكونها أصغر متسابقة في التحدي، وبث رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات للطفلة وهي تتحدث اللغة العربية الفصحى بطلاقة، كما حظي فيديو التعريف بقصتها بتعاطف شديد.

يبل
دارم طباع مع الطفلة السورية شام البكور

وسبق كل ذلك لقاءات مكثفة للطفلة ووالدتها على وسائل إعلام النظام، حيث سبق أن حازت شام على لقب بطلة سوريا بتحدي القراءة في تموز الفائت.

أنوار عبد الرزاق العلي

وأعاد هذا الاستغلال من النظام السوري لقصة نجاح طفلة، الأذهان إلى ما حدث مع الطالبة أنوار عبد الرزاق العلي الغبيط التي التقتها أسماء الأسد زوجة رئيس النظام مطلع العام الفائت، "لتكريم المتميّزين رغم إعاقتهم".

ئءؤر
أنوار عبد الرزاق العلي مع أسماء الأسد

وتنحدر أنوار من بلدة الغارية الغربية شرقي درعا، وفقدت قدمها بقصف للنظام بالبراميل المتفجرة على البلدة في الرابع من حزيران عام 2017، كما أسفر القصف حينذاك عن مقتل والدتها سعاد العبود وامرأة أخرى.

قدم السوريون في الداخل والمهجر قصص نجاح لافتة وتميز كثير من الأطفال بإبداعات وصلت إلى مهرجانات ومنتديات عالمية، لكن هذا النجاح لم يقدم من أجله النظام أي جهود، بل كان النظام ومؤسساته التعليمية وبالاً عليهم، ورغم كل ذلك ورغم أنه قتل ذويهم وأهلهم بالبراميل المتفجرة ومختلف أنواع الأسلحة، إلا أنه يتسلق على نجاحاتهم وجراحهم، وفي مملكة العرب التي يعيش فيها هؤلاء، يجبر النظام السوري الضحايا أنفسهم على تغيير الرواية بما يناسبه ويمحي أصابعه من مسرح الجريمة.