icon
التغطية الحية

عين عيسى.. اشتباكات ونزوح وتراجع للنظام والقوات الروسيّة

2020.12.18 | 12:52 دمشق

yn_ysy.jpg
مقاتلون من الجيش الوطني قرب تل أبيض شمالي الرقة - 11 تشرين الأول 2019 (رويترز)
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

أفادت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا، اليوم الجمعة، بأنّ اشتباكات "عنيفة" بين فصائل الجيش الوطني السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) تدور في محيط بلدة عين عيسى بمنطقة تل أبيض شمالي الرقة.

وقالت المصادر إنّ اشتباكات اندلعت بين فصائل الجيش الوطني و"قسد" على محور قرية "صيدا" شمالي عين عيسى، إضافةً لـ محور صوامع "الشركراك" في الريف الشمالي الشرقي للبلدة، وسط قصفٍ مدفعي متبادل بين الطرفين.

وأضافت المصادر أنّ معظم الاشتباكات تدور قرب الطريق الدولي حلب - الحسكة (M4)، لافتاً أنّ العبور على الطريق متوقف حالياً.

اقرأ أيضاً: فشل الاتفاق حول مصير عين عيسى بعد اجتماع بين قسد والنظام وروسيا

 

نزوح ونقل معتقلين

شهدت بعض القرى المحيطة في منطقة عين عيسى - خاصةً القريبة مِن الاشتباكات - حركة نزوح للأهالي باتجاه المناطق الأكثر أمناً والبعيدة عن الاشتباكات والقصف.

وقالت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ عدد العائلات التي نزحت، خلال الساعات الأخيرة، تجاوز الـ 65 عائلة مِن بينها عائلات بعض المسؤولين في "قسد"، مشيراً أنّ بعض العائلات توجّهت إلى مدينة الرقة.

وأضافت المصادر أنّ قوات "قسد" نقلت نحو 140 معتقلاً لديها في بلدة عين عيسى إلى "سجن عايد" في مدينة الطبقة جنوب غربي الرقة، لافتاً أنّ معظم المعتقلين هم مدنيون اعتقلتهم "قسد" بتهمٍ مختلفة منها الانتماء إلى تنظيم الدولة (داعش) أو للجيش الوطني السوري.

 

تعزيزات للجيش التركي

استقدم الجيش التركي تعزيزات عسكرية كبيرة إلى قرى "أبو خرزة، وسلوم، ورمانة" المقابلة لـ قريتي "الهوشان والخالدية" على طريق الـ M4 غربي عين عيسى، وضمّت التعزيزات دبابات ومدافع ثقيلة وعربات وسيارات رباعية الدفع مزوّدة برشاشات ثقيلة ومتوسطة.

وذكرت المصادر أنّ الجيش التركي استقدم كاسحتي ألغام أيضاً إلى قريتي "الجهبل والمشيرفة" اللتين سيطرت فصائل الجيش الوطني عليهما، فجر اليوم، وذلك مِن أجل تنظيف الطرقات وبعض المزارع مِن الألغام التي زرعتها "قسد"، محذّرة المدنيين والعسكريين مِن دخول المنازل والحقول.

اقرأ أيضاً.. الجيش الوطني يتقدّم في بلدة عين عيسى.. هل بدأت المعركة؟

 

تراجع لـ روسيا ونظام الأسد مِن محيط عين عيسى

تراجعت قوات نظام الأسد عن خطوط التماس المشتركة مع "قسد" ضد الجيش الوطني السوري على محوري "الشركراك والمعلك"، إلى القواعد الروسيّة في المنطقة، وسط استياء "قسد" حيال الموقف الروسي مما يجري في المنطقة.

وذكرت المصادر أنّه بالرغم مِن التعهدات التي قدّمتها روسيا لـ"قسد" وتقضي بإنشاء نقاط مشتركة بين الطرفين بمشاركة قوات النظام، إلّا أنّ القوات الروسية لم تتدخل لـ صالح "قسد" وأنها ما تزال متمركزة داخل قواعدها في المنطقة.

اقرأ أيضاً.. مستغلين التوتر في عين عيسى.. الروس ونظام الأسد يضغطان على "قسد"

وكانت القوات الروسيّة قد انسحبت، في وقتٍ سابق اليوم، نحو قاعدتها في "اللواء 93" قرب عين عيسى، تزامناً مع استقدام "قسد" لـ تعزيزات كبيرة مِن مدينة الرقة وريفها إضافةً إلى تعزيزات مِن مناطق سيطرتها في منطقة عين العرب (كوباني) شمال شرقي حلب.

ويأتي انسحاب "الروس" رغم تناقل حسابات روسيّة تسجيلاً مصوّراً، أمس الخميس، يُظهر ما قالت إنّه "انتشار قوات روسية وأخرى تابعة لـ نظام الأسد في بلدة عين عيسى"، وذلك بموجب الاتفاق الموقّع مع "قسد".

 

وكانت فصائل الجيش الوطني قد شنّت هجوماً، ليل الخميس - الجمعة، على أطراف بلدة عين عيسى (55 كليومتراً شمال غربي الرقة)، تمكّنت خلاله مِن السيطرة على قريتي "الجهبل والمشيرفة"، باشتباكات أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف "قسد".

وتسعى تركيا - حسب مصادر عسكرية - إلى السيطرة على بلدة (عين عيسى) الاستراتيجية لـ تكون المنطقة الأكثر عمقاً تحت قبضتها في شرق الفرات، خاصةً أنّها واقعة على الطريق الدولي (M4).

كذلك تعدّ بلدة عين عيسى بالنسبة لـ"قسد" خط الدفاع الأول عن مدينة عين العرب (كوباني) الرمزية للمكّون الكردي، إلى جانب كونها عاصمة رئيسية لـ مشروع "الإدارة الذاتية"، وسيطرة الجيشين التركي والوطني السوري عليها سيشكّل ضربة كبيرة لهذه "الإدارة".

يذكر أنّ تركيا وقّعت مع الجانبين الروسي والأميركي اتفاقيتين لـ وقف إطلاق النار شرق الفرات عقب إطلاق عملية "نبع السلام"، في تشرين الأول 2019، التي سيطر خلالها الجيشان التركي والوطني السوري على مدينتي تل أبيض ورأس العين وعشرات القرى بينهما على الشريط الحدودي مع تركيا في ريفي الحسكة والرقة، ورغم توقّف المعركة بعد الاتفاق التركي - الروسي، فإنّ الأهالي في مناطق شرق الفرات يتخوفّون مِن اندلاع معارك جديدة في المنطقة تجبرهم على النزوح مجدّداً.

وسبق أن هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطلع شهر تشرين الأول الفائت، بأنّ بلاده "ستُطهر أوكار الإرهاب في سوريا بنفسها، إن لم يتم الوفاء بالوعود المقدمة لها"، لـ تتبعها تصريحات صادرة عن الرئاسة التركية تهدّد بتوسيع العمليات العسكرية التركيّة في سوريا "بأي لحظة"، في حال تعرّضت مصالح تركيا للاستهداف هناك.

اقرأ أيضاً.. تركيا تهدّد بتوسيع عملياتها العسكرية في سوريا

اقرأ أيضاً.. بعد تصريحات أردوغان.. قسد تتوعد بحرب "شاملة" على الحدود