عودة ترامب 2024

2021.09.08 | 06:55 دمشق

_119115449_gettyimages-1325665662.jpg
+A
حجم الخط
-A

تكاد تكون محسومة عودة الرئيس السابق ترامب للمنافسة مجددا من أجل العودة إلى البيت الأبيض في عام 2024، فترامب لا يكف عن عقد الاجتماعات الانتخابية لمؤيديه الذين يبدون مخلصين له بشكل كبير، كما أنه لا يكف عن جمع التبرعات لصالح منظمته التي أطلق عليها Save America (أنقذوا أميركا) لكن السؤال هل يمكن أن يعملها ترامب مجددا ويفوز بالانتخابات الرئاسية مجددا في عام 2024؟

بالنسبة للديمقراطية الأميركية طبعا كل شيء ممكن، لكن الحسابات السياسية والانتخابية تدل أنه سيمنى بهزيمة مرة أخرى، وهناك عدة دلائل بشأن ذلك ربما تكون الانتخابات التكميلية في جورجيا أبرزها، حيث فاز ديمقراطيان بمقعدي الولاية عن مجلس الشيوخ لأول مرة، رغم أن جورجيا ولاية جمهورية بالكامل من الحاكم وحتى مجلس الولاية، فلم ينفع ثقل ترامب في فوز المرشحين الجمهوريين هناك رغم أنه شارك في أكثر من تجمع هناك.

السبب الثاني بكل تأكيد هو خسارته أمام الرئيس بايدن بفارق كبير، ولا أعتقد أن سلوكه أو حضوره تغير كثيرا بما يدفع كثيرا من المستقلين من أجل التصويت له، بالعكس وجدنا أن عددا كبيرا بدؤوا الانسحاب من معسكره والالتفاف حول الحزب الجمهوري وليس المرشح ترامب.

ما زال ترامب يردد شعاره "أميركا أولا" ويحضر جمهوره بكثرة في الولايات التي ينظم فيها مهرجانات انتخابية

لقد شكل فوز ترامب عام 2016 صاعقة ليس للعالم فحسب وإنما أيضاً للأميركيين الليبراليين أو المقيمين في ولايات شرق الولايات المتحدة وغربها، وربما لقناعة هؤلاء أنه من المستحيل على ترامب أن ينجح كرئيس لكنه نجح وربما يعود للساحة مجددا في عام 2024.

ما زال ترامب يردد شعاره "أميركا أولا" ويحضر جمهوره بكثرة في الولايات التي ينظم فيها مهرجانات انتخابية، لكن برغم ذلك تبدو فرصه في النجاح مجددا ضئيلة لكن مجرد ترشحه سيخلق أو يجدد الصراعات داخل الحزب الجمهوري، بين من يعتبر أن ترشح ترامب مجددا ربما يعمق الهزيمة تكرارا لا سيما أنه خسر انتخابات 2020 وربما يخسر مجددا إذا اعتمد على القاعدة الانتخابية الخاصة به نفسها فقط ولم يستطع ضم مزيد من المستقلين إلى قاعدته الانتخابية.

وبالوقت نفسه بالرغم من الهزة التي تعرض لها بايدن في الانسحاب من أفغانستان ومحاولة الجمهوريين التركيز على فشل بايدن في الانسحاب الكامل مع بقاء بعض الأميركيين في أفغانستان، بالرغم من ذلك لكن يبدو اقتصاد أميركا ما بعد كورونا جيدا بالنسبة لبايدن وربما تكون له ورقة رابحة تجدد له الولاية الرئاسية إذا ما قرر الترشح مجددا لولاية ثانية.

مهما كانت فرص ترامب الانتخابية عام 2024 ضعيفة إلا أنه ما تزال تفصلنا ثلاثة أعوام عن المعركة الانتخابية وهو عمر طويل يمكن خلاله حدوث كثير من المتغيرات

فالبطالة عادت إلى نسب هي الأقل في تاريخ الولايات المتحدة، وارتفعت نسبة النمو بشكل كبير بسبب ضخ الأموال الحكومية في الاقتصاد في خطة التنشيط الاقتصادي وربما في مشروع البنى التحتية، مقابل ذلك يتذكر الأميركيون فشل ترامب في قيادة الولايات المتحدة في التعامل مع أزمة وباء كورونا مما قضى على نجاحاته الاقتصادية وقلل من  فرص إعادة انتخابه. 

بيد أنه من المفيد الإضافة هنا أن ظلال عزل ترامب وأحداث 6 يناير عام 2021 في الكونغرس الأميركي كلها ما زالت حاضرة في الذاكرة الأميركية وستحد كثيرا من فرصه في إقناع المستقلين الأميركيين في إعادة انتخابه، لكن مهما كانت فرص ترامب الانتخابية عام 2024 ضعيفة إلا أنه ما تزال تفصلنا ثلاثة أعوام عن المعركة الانتخابية وهو عمر طويل يمكن خلاله حدوث كثير من المتغيرات وربما تزيد فرص ترامب الانتخابية وربما تنعدم كليا.