صفقة إف 16 وتأثيرات العملية العسكرية التركية المحتملة شمالي سوريا

2021.11.02 | 06:01 دمشق

thumb_323477_700_400_0_0_exact.jpg
+A
حجم الخط
-A

في خطوة اعتبرت مفاجئة تقدمت تركيا للولايات المتحدة بطلب اقتناء 40 طائرة من طراز إف 16 ومعدات لتحديث 80 من طائراتها الحربية التابعة لسلاحها الجوي. وذلك بعد إخفاقها في الحصول على 100 طائرة إف 35 بقيمة 1.4 مليار دولار، ويشترط أن توافق الخارجية والكونجرس على صفقة الإف 16 التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. وقد امتنعت الخارجية الأميركية والسفارة التركية في واشنطن عن التعليق على هذه الأخبار. ومع ذلك ما زال هناك جدل حول من قام بتقديم المقترح هل هو تركيا أم الإدارة الأميركية الجديدة أم أنه ملف تم بدء تحضيراته بخطوات من الجانبين.

وعلى افتراض أن تركيا هي من قدمت هذا الطلب فيعتقد أن هذه خطوة أخيرة تقوم بها تركيا مع الولايات المتحدة في حال رفضت الولايات المتحدة تلبية طلبات تركيا، وفي هذا السياق فقد قال أردوغان "إن أنقرة ستلبي احتياجاتها الدفاعية من أماكن أخرى إذا لم تساعدها واشنطن بهذا الصدد، معبرا عن أمله في أن تسود الصداقة مع الولايات المتحدة رغم البداية التي وصفها بغير الجيدة مع إدارة بايدن". وذلك خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة على هامش اجتماعات الأمم المتحدة. ولهذا فإن هذه الخطوة يمكن اعتبارها بمنزلة اختبار للعلاقات التركية الأميركية.

في حال رفضت الإدارة الأميركية بيع إف 16 لتركيا فسوف يتضح لتركيا أن السبب ليس منظومة إس 400 الروسية

ويكمن الاختبار في أن سبب رفض بيع إف 35 لتركيا هو أن منظومة إس 400 روسية يمكنها أن تسرق بيانات طائرات إف 35 الأميركية بسبب قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي بينما لا يوجد خوف من حدوث ذلك مع طائرات إف 16 ولهذا في حال رفضت الإدارة الأميركية بيع إف 16 لتركيا فسوف يتضح لتركيا أن السبب ليس منظومة إس 400 الروسية.

عندما دخلت تركيا في مشروع طائرات إف 35 في عام 2010 بدأت في التحول التدريجي من إف 16 إلى إف 35 ولكن لأسباب تتعلق بزيادة الكلفة أجّلت الخطط إلى 2015 ثم بعد فشل الحصول على منظومة باتريوت الأميركية وحصولها على إس 400 الروسية أصبحت العلاقات متوترة جدا وأصبح الدفاع الجوي التركي معرضا للخطر وفي هذا السياق قدمت روسيا لتركيا عروضا للحصول على سوخوي 35 وسوخوي 57.

وفقا للأرقام الرسمية تمتلك تركيا 245 طائرة من طراز إف 16 ومع الحصول على 40 طائرة جديدة وترقية 80 منها سيصبح لدى تركيا 120 طائرة من إف 16 فايبر مما سيسد عجز تركيا في القوة الجوية لحوالي 10 سنوات على الأقل.

كما أن تركيا ستعمل على إبقاء تفوقها على اليونان التي حاولت خلال السنوات الأخيرة رفع قدراتها العسكرية من خلال طائرات رافال الفرنسية والمعدات الأميركية الأخرى.

باستبعاد سيناريو الإلهاء الذي تم تطبيقه مع تركيا في عهد أوباما يبدو أن واشنطن ستكون مضطرة إلى إنفاذ صفقة إف 16 مع تركيا لأن المماطلة أو الرفض في هذا الملف سيجعل تركيا تتجه مباشرة إلى روسيا التي تبدو مستعدة تماما لتوفير القوة الجوية لأحد أعضاء الناتو. وفي هذا السياق قال "أردوغان" للصحفيين في مطار إسطنبول، قبل التوجه إلى جولته الأفريقية يوم 17 أكتوبر الجاري إن "بلاده تجري محادثات مع الولايات المتحدة الأميركية لشراء طائرات مقاتلة من طراز اف-16، بعد استبعاد تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة الأميركية إف-35. طرحنا هذه المسألة - مسألة إف 16 - في محادثاتنا. نولي أهمية للحوار لإيجاد حل لهذه المشكلة".

وأضاف أن خطة تركيا لشراء طائرات "إف-16"، "مرتبطة بالطبع بمشكلة إف-35"، موضحا أن الولايات المتحدة عرضت على بلاده طائرات "إف-16" لتحديث أسطولها الجوي وقلنا إننا سنتخذ كل الإجراءات اللازمة لتلبية الاحتياجات الدفاعية لبلدنا".

إن قامت تركيا بشن عملية عسكرية شمالي سوريا بتنسيق مع روسيا فسوف تكون العلاقات أمام احتمال التدهور كما أن العملية قد تؤدي إلى رفض الكونجرس تسليم الطائرات لتركيا

وفي هذا السياق سيكون للقاء الذي عقد أول أمس الأحد بين أردوغان وبايدن في روما أثر كبير على تحديد مسار هذه القضية وغيرها من القضايا الأساسية في العلاقات التركية الأميركية.

مما سبق يتضح أن خطوة إف16 إن تمت ستكون خطوة تصحيحية لمسار العلاقات ولكن مع ذلك إن قامت تركيا بشن عملية عسكرية شمال سوريا بتنسيق مع روسيا فسوف تكون العلاقات أمام احتمال التدهور كما أن العملية قد تؤدي إلى رفض الكونجرس تسليم الطائرات لتركيا. وبالإضافة لذلك يأتي التطور الأخير الذي قد يؤدي لأزمة دبلوماسية في ظل اشتراك السفير الأميركي مع سفراء أجانب في توقيع مطالبة بالإفراج عن المتهم بزعزعة استقرار النظام التركي عثمان كفالا الذي يقبع في السجن منذ 2016.