سوريا بعيون آخر سفير تركي في دمشق

2021.08.13 | 05:22 دمشق

ff_6.jpg
+A
حجم الخط
-A

أصدر آخر سفير تركي في سوريا عمر أون هون، كتابا يحكي مذكراته وملاحظاته عن سوريا وقد جاء الكتاب الذي صدر عن دار نشر رمزي تحت عنوان "سوريا بعيون السفير".

وقد حصل الكتاب على اهتمام عدد كبير من الباحثين الأتراك المهتمين بسوريا وكذلك أشاد به عدد من الصحفيين والمؤرخين الأتراك مثل إلبر أورتايلي الذي ذكر معلومات عن الكتاب في مقال جديد له في صحيفة حرييت، حيث وصف أورتايلي الكتاب بأنه نص نموذجي لديبلوماسي ورجل دولة وسياسي مسؤول، كما اعتبر روايته للأحداث وربطه لها أمرا بارعا للغاية.

يتحدث الكتاب بعد المقدمة عن التسلسل الزمني للأزمة في سوريا، ثم يبدأ في فصول الكتاب حيث يتحدث الكاتب في الفصل الأول عن تعيينه في السفارة في دمشق قادما من بروكسل، ويتحدث عن التنوع الديموغرافي في سوريا والحياة في الشام والتشابه بين الأتراك والسوريين، ثم يعرج على سوريا في الفترة العثمانية، وفي فترة الانتداب الفرنسي، ونشأة حزب البعث ووصول حافظ الأسد إلى السلطة، وموقع النصيريين في السياسة السورية.

وفي الفصل الأول يبدأ بالحديث عن التوتر الذي حصل في العلاقات التركية السورية وفترة خروج عبد الله أوجلان من سوريا، ثم وفاة حافظ الأسد وقدوم الرئيس التركي سيزار إلى الشام للمشاركة في العزاء.

وعند هذه النقطة يشير السفير عمر أون هون أن بشار الأسد لم يكن مرشحا لخلافة والده ولكن باسل الأسد كان المرشح الأساسي ويضيف أن موضوع الرئاسة ربما لم يكن يخطر على بال بشار بالأساس، ولكن بعد وفاة باسل في حادث جاء دوره ليصبح رئيسا بعد كل التوقعات.

عند هذه النقطة يشير السفير عمر أون هون أن بشار الأسد لم يكن مرشحا لخلافة والده ولكن باسل الأسد كان المرشح الأساسي ويضيف أن موضوع الرئاسة ربما لم يكن يخطر على بال بشار بالأساس

في الفصل الثاني يتحدث الكاتب عن وساطة تركيا بين سوريا وإسرائيل وجولات اللقاءات التي حصلت من أجل ذلك وصولا إلى هجوم إسرائيل على غزة في 2008 وبدء دور تركي أكبر رافض للهجوم.

في الفصل الثالث يتحدث عمر أون هون عن عمله كسفير في الشام وزيارته لقبر سليمان شاه وعن أول تواصله الرسمي مع المسؤولين في دمشق وعرضه لرسالة الثقة على الأسد وقصة رفع التأشيرات خلال زيارة الأسد لإسطنبول، واجتماعات المجلس الاستراتيجي. ويركز السفير في هذا الجزء على زياراته إلى المدن السورية مثل حلب والرقة واللاذقية وغيرها.

ويتحدث الكاتب في هذا الفصل عن الوضع في سوريا مع بداية الربيع العربي وعن كثافة الزيارات بين تركيا وسوريا خلال هذه الفترة، كما تحدث عن لقاء أردوغان ببشار الأسد في حلب.

وفي الفصل الرابع يجيب السفير عن سؤال كيف بدأت الأحداث في سوريا وأسباب ما جرى في درعا ويقدم السفير تقييمه الشخصي ونبذة عن تواصلاته مع الخارجية السورية واتصالاته مع فيصل مقداد وبثينة شعبان وذهابه إلى تركيا وعن الاتصال الذي جرى بين أردوغان والأسد.

وفي الفصل الخامس يتناول السفير لقاءات داود أوغلو الماراثونية مع الأسد ولقاءات السفير نفسه مع بثينة شعبان بعدها واللقاء مع وزير الخارجية المعلم حول زيارة السفير إلى حماة. ثم القيود التي تم تطبيقها على السفراء، ثم يتحدث السفير عن تفاصيل كثيرة لأعماله المتعلقة بسوريا وصولا إلى الوضع في سوريا نهاية عام 2011.

وفي الفصول التالية يتحدث السفير عن عودته إلى أنقرة وعن الوضع في حلب تحديدا ثم بالتفصيل عن الجهود الدولية، وعن حزب الاتحاد الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطية.

وفي الفصل التاسع يتناول السفير مأساة اللجوء السورية ويشير إلى بعض الإحصاءات حول هذه القضية ومستقبلها ليختم بها الكتاب الذي يضم بين جنبتيه.

وبحسب التعقيبات على الكتاب فقد قدم السفير صورة بارعة من خلال التحليل الذي قدمه للدولة السورية ورجالاتها. وتجدر الإشارة أن الكاتب لم يتردد في انتقاد بعض سياسات بلده تجاه سوريا، وربما نكون قدمنا صورة عامة عن الكتاب في هذا المقال لنضع مزيدا من التفاصيل لنقاش بعض الحوادث بتفاصيلها في المقالات القادمة وخاصة التدخل التركي في سوريا والذي يلخصه الكاتب بعبارة واحدة عندما يقول إن تركيا دولة يمكنها أن تمنع ما لا تريده لكنها لا تستطيع أن تحقق ما تريده.