زيارة لابيد لأنقرة والعلاقات التركية الإسرائيلية

2022.07.01 | 05:10 دمشق

لابيد وجاويش أوغلو
+A
حجم الخط
-A

في ظل حالة من الزيارات المتبادلة بين ممثلي ورؤساء دول المنطقة، حلّ وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، يوم الخميس الفائت (23 حزيران الجاري) ضيفاً على أنقرة في أوّل زيارة له منذ توليه منصبه، وقد تكون الأخيرة له كوزير خارجية، لأنّه من المتوقع أن يكون رئيس الوزراء المؤقت إلى حين عقد انتخابات إسرائيلية جديدة بعد حل الكنيست الإسرائيلي.

وقد التقى لابيد مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الذي زار دولة الاحتلال أيضاً، خلال الأسابيع الماضية، وقد أعلن لابيد عن جملة رسائل من أنقرة أولها أن العلاقات التركية الإسرائيلية في حالة تقدم منذ العام الفائت، وأن هناك مناقشات حول عودة السفراء في المستقبل القريب، بالإضافة إلى حوار حول المواضيع السياسية والاقتصادية.

وبالطبع تناول الطرفان ملف السياحة الذي شابه بعض الشوائب بعد تحذير دولة الاحتلال الإسرائيلي لمواطنيها من الذهاب إلى تركيا والطلب من الموجودين فيها مغادرتها، قبل زيارة لابيد بأيام، وذلك لوجود تهديدات إيرانية تشكّل خطراً عليهم وفق التحذيرات الإسرائيلية.

وقد لفت لابيد إلى أن تركيا هي الوجهة الأولى للسيّاح الإسرائيليين وأنه يأمل أن يتمكن السياح من العودة مجدداً.

كانت زيارة لابيد فرصة مهمة لزيادة الشرخ في العلاقات التركية الإيرانية المتوترة أصلاً، حيث عبر عن امتنانه عمّا وصفه النشاط الاحترافي والمنسق على المستوى الدبلوماسي والأمني في إنقاذ أرواح الإسرائيليين

كانت زيارة لابيد فرصة مهمة لزيادة الشرخ في العلاقات التركية الإيرانية المتوترة أصلاً، حيث عبر عن امتنانه عمّا وصفه بالنشاط الاحترافي والمنسق على المستوى الدبلوماسي والأمني في إنقاذ أرواح الإسرائيليين، على حد قوله، كما حاول اللعب على البعد الشخصي، إذ عبّر عن سعادته مع العمل مع نظيره التركي وطاقمه.

ومن المعلوم أن دولة الاحتلال تركّز في الأشهر الأخيرة على بناء دور إقليمي متعاون معها ضد إيران، وهو ما أكّدت عليه زيارة لابيد في سياقها الزماني بالرغم من أن أنقرة كانت قد اعتقلت قبل أشهر خلايا للموساد الإسرائيلي.

ولهذا لم يفت بينيت في اللحظات الأخيرة له في موقعه كرئيس للوزراء أن يشكر تركيا من خلال إشارته قائلاً: "تمكّنا بمشاركة قوات الأمن التركية من إلقاء القبض على مجموعة حاولت شن هجمات ضد إسرائيليين في تركيا"، كما كان لافتاً توجيهه الشكر للرئيس أردوغان بقوله: "لدينا مصلحة مشتركة مع الأتراك، وهناك تعاون على جميع المستويات، وأشكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وشعبه على أنشطتهم".

وعليه سعت إيران مباشرة لتجنّب الاستياء التركي فأطلقت وزارة خارجيتها تصريحات مفادها أن الاتهامات الإسرائيلية سخيفة، كما طلب وزير خارجيتها زيارة لأنقرة للقاء نظيره التركي و الرئيس التركي وهو ما سيتحقق الأسبوع الجاري.

تأتي زيارة لابيد بعد زيارة هرتسوغ، وإن كانت زيارة هرتسوغ إلى تركيا رمزية لأنّ الرئيس في إسرائيل له صفة رمزية فقط، فإن زيارة لابيد بعد حل الكنيست ووجود حكومة مؤقتة وهشة هو أيضاً لا يعطي تركيا تحفيزاً كبيراً لتطوير العلاقة.

لكن يبدو أن العلاقة على المستوى الأمني تشهد تنسيقاً وتفاعلاً وهي بالتأكيد كان لها كما رأينا مع السعودية والإمارات ومصر دور في الترتيب للعلاقات والحوارات السياسية بعد ذلك.

يبدو أن تركيا تحتاج لتهدئة مع واشنطن لتمر بأقل الأضرار من مرحلة معقدة فيما يخص الأزمة الأوكرانية والتغييرات الإقليمية التي تسعى لها إدارة بايدن في الزيارة المرتقبة، وفيما يخص الاستحقاق الانتخابي في تركيا، حيث تحتاج تركيا للاستثمارات الخارجية وللهدوء الإقليمي، ولهذا يمكن القول إن العلاقة مع إسرائيل ستكون بالحد الأدنى الإيجابي لما يخدم ذلك العلاقة مع واشنطن، ولكن ستبقى عين أنقرة على التطورات داخل الكيان والتي تشير إلى وجود مشكلات في استقراره، كما أن عودة نتنياهو في انتخابات قادمة قد تكون نقطة تحول جديدة تعيد العلاقة إلى المربع الأول.