icon
التغطية الحية

كيف ينظر الأتراك إلى اللاجئين السوريين في إسطنبول؟

2021.06.07 | 17:01 دمشق

1362630.jpg
مؤسسة(TÜSES) تجري مسحاً حول الموقف الشعبي التركي تجاه اللاجئين السوريين
إسطنبول - خالد حمزة
+A
حجم الخط
-A

أجرت مؤسسة البحوث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في تركيا (TÜSES) بدعم من مؤسسة "هاينريش بول" دراسة حول الموقف الشعبي التركي تجاه اللاجئين السوريين المقيمين في مدينة إسطنبول.

وأشارت الدراسة إلى أنّ التركيز على "الأخوّة الدينية"، الذي شكّل أساس خطاب الدولة الرسمي في المراحل الأولى للجوء، يختفي تدريجياً مع التأثير المتزايد للميول الاقتصادية أولاً ثم القومية والمناهضة للأجانب.

ضمن نطاق البحث، أجريت 16 مقابلة جماعية مركزة في 111 حياً من 34 منطقة في إسطنبول، وأجريت مقابلات متعمقة مع 32 شخصاً تم اختيارهم من هذه المقابلات، وكذلك مع 2284 مواطناً تركياً تجاوزت أعمارهم 18 عاماً ويعيشون في إسطنبول.

من جهته، صرّح رئيس (TÜSES) جلال كوركوت يلدريم، خلال اجتماع للحديث عن الدراسة، أجري عبر الإنترنت، أن مفهوم الهجرة هو أحد أكبر المشكلات في العالم اليوم، مشيراً إلى أنّ الدراسة هي دليل يقدم بيانات مهمة للسياسيين وصناع القرار.

وتابع يلدريم: "اعتمد تاريخ البشرية على الهجرة، وأصبح من المهم أكثر فأكثر لرفاهية المجتمع أن ننتج سياسات حول كيفية التعايش مع الهجرة الداخلية والخارجية".

وقال سيم بيكو، منسق المشروع في مؤسسة هاينريش بول، إنهم يعتقدون أن البحث سيقدم مساهمات مهمة في الدراسات في مجال الهجرة ومعاداة المهاجرين وقال: "إحدى القضايا التي تتغذى عليها معظم الحركات المناهضة للديمقراطية حول العالم هي الهجرة والمهاجرين. نأمل أن يكون هذا البحث مفيداً في تطوير السياسات المتعلقة بهذه القضية في تركيا، وهي الدولة الأكثر مواجهة لظاهرة الهجرة".

الهجرة قضية حيوية لمستقبل تركيا السياسي والاقتصادي

وأشار عثمان سافاشكان، المحاضر بكلية العلوم السياسية بجامعة مرمرة، الذي أجرى البحث، إلى أنهم يريدون المساهمة في الدراسات في هذا المجال من خلال إنشاء تقرير ثري عن الهجرة، وهي قضية حيوية لمستقبل تركيا السياسي والاقتصادي وكذلك الاجتماعي.

وتابع: "يكشف بحثنا أن التصورات والمواقف السلبية تجاه اللاجئين السوريين لا يمكن أن تُعزى إلى سبب واحد، بل على العكس من ذلك، يجب أن يُنظر إليها على أنها قضية متعددة الطبقات ذات أبعاد سياسية وثقافية واقتصادية، وتعكس المواقف الإقصائية تجاه السوريين جزئيا كرها أكثر عمومية للأجانب وتغذيها الانقسامات الاجتماعية في تركيا.

وأردف: "هناك قلق بين جماعات المعارضة التركية من أن يصبح طالبو اللجوء مستودعا للأصوات لصالح الحكومة، مما يخل بالتوازن السياسي لصالح الطرف الآخر.

وقال سافاشكان: "من في الدوائر العلمانية في تركيا يربطون السوريين بتحول تركيا بالكامل إلى الشرق الأوسط، وتراجع أسلوب الحياة الحديث وتآكل حقوق المرأة ".

وبحسب التقرير، الذي يفحص أيضا الانقسامات على أساس الهوية الحزبية، فإن الإحساس بالتهديد تجاه السوريين هو السائد بين ناخبي جميع الأحزاب على الرغم من وجود خلافات بينها.

اللاجئون السوريون يقللون من فرص العمل

ووفقا لنتائج التقرير، فإنّ المركز الأول في تصورات التهديد هو أن السوريين يقللون من فرص العمل للسكان المحليين 70.81 في المئة، ويتبع ذلك ردود الفعل التي تخل بالتوازن السكاني من خلال إنجاب العديد من الأطفال بنسبة 66.13 في المئة.
وبلغت نسبة الذين يرون تغيراً في نمط الحياة بوجود السوريين 59.86 في المئة، وقال 59.43 في المئة من المستهدفين أن وجود السوريين يصعّب الاستفادة من الأماكن العامة والخدمات.

انخفاض التأييد لسياسة الباب المفتوح إلى 36 بالمئة

ووفقًا للتقرير، فإن الذين يعتقدون أن سياسة الباب المفتوح التي تتبعها أنقرة لمن لجؤوا إلى تركيا خلال السنوات الأولى من الحرب في سوريا صحيحة، بلغت 35.49 في المئة.

في حين أن أولئك الذين يوافقون على سياسة الباب المفتوح يظلون أقلية حتى بين مؤيدي حزب العدالة والتنمية، فإن الانتقادات تؤكد بشكل عام أن العملية لا تدار بشكل جيد.

وحول توطين السوريين كانت إجابة "يجب توطينهم في مناطق آمنة تقام في سوريا" بنسبة 25.54 بالمائة من المشاركين في الدراسة. أما إجابة "يجب وضعهم في مخيمات للاجئين تقام داخل تركيا" بنسبة 22.88 بالمئة.

ويكشف التقرير أن الغالبية تعرف السوريين على أنهم عبء اقتصادي ويعتقدون أن طالبي اللجوء يتلقون معاملة تفضيلية من الدولة مقارنة بالمواطنين الأتراك.

قلة من الأتراك أقاموا علاقات وثيقة ومنتظمة مع لاجئين سوريين

وتشير الدراسة إلى أنّ سكان إسطنبول يقابلون لاجئين سوريين في حياتهم اليومية لكن نسبة الذين أقاموا علاقات وثيقة ومنتظمة مع لاجئ سوري تتجاوز اللقاءات السطحية هي 6.34 في المئة فقط، وأنّ الأشخاص الذين أقاموا علاقات وثيقة ومنتظمة مع لاجئ سوري يتعاملون معهم بشكل أكثر إيجابية.

بينما قال 66 في المئة من المشاركين إن "طالبي اللجوء السوريين هم أشخاص يتلقون معاملة تفضيلية مقارنة بالمواطنين الأتراك"، وقال 64 في المئة "طالبو اللجوء السوريون هم أناس يمثلون عبئاً اقتصاديا".

اقرأ أيضاً.. تركيا تصدر إحصائية جديدة للاجئين السوريين على أراضيها

واحدة من الشكاوى التي تم التعبير عنها بشكل متكرر في مناقشات مجموعات التركيز هي أن السوريين يجعلون من الصعب على السكان المحليين الاستفادة من الأماكن العامة مثل الحدائق والحدائق والملاعب والشواطئ.