حسن نصر الله مريض

2021.06.04 | 05:18 دمشق

ndbpvsiqvs.jpg
+A
حجم الخط
-A

تدور أخبار لها شكل الشائعات بأن زعيم حزب الله، مريض بشكل خطير، حيث تستجدي بعض الصور المنشورة على الشبكة الدعاءَ له حتى يقوم بالسلامة. تتحرك هذه الشائعات وسط شبه انهيار حكومي في لبنان فقد استقالت الحكومة إثر تفجير مرفأ بيروت، وكلف سعد الحريري بتشكيل بديل لها، وما زال السجال عاليا بشأن ذلك، ولا يبدو أنها سترى النور قريبا، ولحزب الله وأمينه العام دور أساسي في هذا التعطيل، من خلال الإصرار في كل تشكيل حكومي على وضع معظم مفاتيح التحكم في يد حسن نصر الله أو يد حليفه الجنرال عون رئيس الجمهورية. الأزمة الحكومية أفضت لأزمة مجتمعية ولاستمرار الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان منذ استقلاله وحتى الآن، في ظرف كهذا تنتشر الأخبار عن صحة نصر الله المتدهورة، ومن غير المعروف كيف ستؤثر مثل هذه الشائعة على مستقبل الحكومة، وكيف سيتحول مسارها إن صح وثبت أن حسن نصر الله على فراش مرض الموت فعلا..

اكتسب حسن نصر الله أهمية بعد أن قاد منظمة لها هدف واستراتيجية وتتمتع بشبكة أنصار قوية

تدور أخبار كهذه بين الحين والآخر منذ ظهور نصر الله على مسرح الحدث اللبناني كأمين عام لحزب الله عام 1992، وظهوره المتقطع والمناسباتي يشكل فرصة لطرح استفسارات وعرض استنتاجات، خاصة وقد فرض على نفسه غطاء أمنيا كثيفا جعل تحركاته وتنقلاته ومحل سكنه غير معروفين، لتفادي المصير الذي واجهه سلفه عباس الموسوي. وكما يطرح ظهوره أسئلة فغيابه فرصة للتكهنات العديدة ومنها فرضية مرضه التي تدور الآن.. اكتسب حسن نصر الله أهمية بعد أن قاد منظمة لها هدف واستراتيجية وتتمتع بشبكة أنصار قوية، وهيكل تنظيمي محكم وكفاءات قتالية وتجسسية وعسكرية ذات مستوى عالٍ، يعتمد بشكل أساسي ووحيد على إيران من الناحية التمويلية والتسليحية وكذلك الطائفية فالحزب يقوم على جملة عوامل تشكل المشاعر الطائفية أساسا لها، وساهم الحزب في تأجيجها في مناسبات عديدة، وهو يتمتع بحضن دافئ في أوساط الشيعة في لبنان وحضن أكثر دفئا وقبولا في إيران التي تعبره وكيلا لها في المنطقة، وتدعمه وتقف وراءه على هذا الأساس.

نصر الله هو الزعيم الثالث للحزب فقد ترأس صبحي الطفيلي حزب الله وكان من مؤسسيه، وقاد الخلافات بينه وبين حركة أمل أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، ولكنه أقصي في انتخابات الحزب التالية التي جرت عام 1991 لصالح عباس الموسوي الذي قضى في هجوم مروحيات إسرائيلي، ومنذ العام 1992 قبض نصر الله على منصب الأمين العام، ووجه تحركاته في السياسة الداخلية اللبنانية، مع احتفاظه بمواقع على الحدود مع إسرائيل لتسويق شعارات المقاومة، ولكنه منذ اندلاع الثورة السورية أعاد تموضع كثير من قواته في الداخل السوري وتمسك بمواقع مهمة يدعي بأنها تراث مذهبي من الواجب حمايته، وتحت هذا الشعار رافق قوات النظام وميليشيات أخرى من الطبيعة نفسها، في هجومه على المحافظات والقرى السورية، وكانت مساعدة عناصر وقيادات هذا الحزب حاسمة في كثير من المعارك التي خاض فيها النظام حربه في الداخل، وما زالت قوات الحزب مرابطة حتى اليوم في الداخل السوري.

إيران غيرت حتى الآن ثلاث أمناء عامين لحزب الله ورغم أن نصر الله أصبح أمينا عاما مزمنا إلا أن فقده قابل للتعويض

سرت شائعة في العام 2013 عبر وكالة الأناضول بأن حسن نصر الله مصاب بالسرطان ونقل إلى طهران للعلاج، وقيل حينذاك أيضا بأن نقله إلى إيران جاء نتيجة إصابته بالحرب في سوريا، واندلعت شائعات مرة أخرى في العام 2019 عبر صحافي لبناني بأن نصر الله يعاني من السرطان وقد نقل إلى مستشفى في بيروت، ترافقت مع إعلان إسرائيلي بأن نصر الله أصيب بنوبة قلبية، والآن تنتشر ذات النوعية من الأخبار، ويبدو أن الحالة المتعبة صحيا التي ظهر فيها، في آخر كلمة نشرت له قبل نحو أسبوع، قد خلقت هذا التصور لدى المتابعين، والرجل قد وصل إلى عمر الستين وتطبق عليه ظروف عزل مستمرة نتيجة التربص الإسرائيلي، ولكن إيران غيرت حتى الآن ثلاثة أمناء عامين لحزب الله ورغم أن نصر الله أصبح أمينا عاما مزمنا إلا أن فقده قابل للتعويض، مع الاحتفاظ بكل الأوراق التي يلعب بها الحزب، ولا سيما أن غرفة عمليات الحزب الحقيقية ليست في الضاحية بل في طهران.