اللاجئون السوريون في العراق.. آفاق مستقبلية!

2020.12.13 | 23:02 دمشق

10-1.jpg
+A
حجم الخط
-A

مع بداية الثورة السورية ومواجهتها بالنار والحديد من قبل نظام الأسد، وجد كثير من السوريين أنفسهم أمام خيارات مريرة، ومنها البقاء ومواجهة الموت، أو الهجرة نحو المجهول!

ومنذ الأشهر الأولى للثورة بدأنا نسمع بهجرة آلاف السوريين لدول الجوار السوري ومنها العراق، وتحديداً إلى إقليم كردستان في الشمال!

ولا توجد في العراق إحصائيات دقيقة عن أعداد السوريين بسبب عدم تسجيل غالبية السوريين بياناتهم لدى مفوضية الأمم المتحدة.

وفي نهاية العام 2018، كشف رئيس حكومة إقليم كردستان شمالي العراق نيجيرفان بارزاني، أن" اللاجئين السوريين في الإقليم مع بداية الأزمة كان مليونا و800 ألف لاجئ، قبل تراجعه بمقدار 400 ألف لاجئ".

وذكر موقع ميديا مونتر أن " الحكومة العراقية لم تصدر أي حصيلة رسمية لأعداد اللاجئين السوريين في العراق، إلا أن إحصائيات أممية بنهاية عام 2018 قالت إن عدد اللاجئين السوريين في العراق لا يتجاوز (253) ألف لاجئ، يتوزعون على الشكل التالي: أربيل (128) ألفًا و(438) لاجئًا، دهوك (89) ألف لاجئ، السليمانية (32) ألفًا، الأنبار ألف لاجئ، كركوك (751)، نينوى (400)".

يعيش السوريون في أكثر من ثمانية مخيمات في إقليم كردستان، وأبرزها مخيم دوميز بقسميه الأول والثاني في محافظة دهوك، وكذلك مخيم كولان، وعقرة في ذات المحافظة

وحينما حاولت التأكد من أعداد السوريين في العراق وجدت صعوبة في ذلك إلى أن اهتديت لموقع تابع للأمم المتحدة فيه إحصائيات دقيقة عن أعداد السوريين المهجرين في العالم (من المسجلين لدى مفوضية لشؤون اللاجئين)، ويدعى (بوابة البيانات التشغيلية، حالات اللاجئين)، وكشف الموقع أن مجموعهم هو ( 5,586,611)، وأن أعدادهم في العراق (241738) وهم يشكلون فقط 4.3 بالمئة من مجموع السوريين المهجرين، وآخر تحديث في الموقع كان بتاريخ الثاني من كانون الأول/ ديسمبر 2020، فيما ذكر الموقع أن آخر تحديث لأعداد السوريين كان بتاريخ 30/ تشرين الثاني / نوفمبر/ 2020!

ويعيش السوريون في أكثر من ثمانية مخيمات في إقليم كردستان، وأبرزها مخيم دوميز بقسميه الأول والثاني في محافظة دهوك، وكذلك مخيم كولان، وعقرة في ذات المحافظة.

وهنالك مخيمات في أربيل منها دار شركان وكاوركوسك وقوش تبه، وفي السليمانية هنالك مخيم واحد وهو مخيم عربات أو أربات، وهنالك مخيم واحد فقط خارج حدود الإقليم وهو مخيم العبيدي في محافظة الأنبار الغربية.

ويعتبر مخيم دوميز في دهوك من أكبر مخيمات اللاجئين وأنشئ في العام 2012، ويضم أكثر من (26) ألف لاجئ، وغالبيتهم يعانون نقصاً في مياه الشرب، وسوء في شبكة الكهرباء. ويضم المخيم ثمان مدارس، وأربعة مشافي.

ويعدّ مخيم دار شكران غرب محافظة أربيل، ثاني أكبر مخيم في الإقليم بعد مخيم دوميز في دهوك، ويتألف المخيم من" (12) قاطعاً و(2480) خيمة ويضم أكثر من (2500) أسرة، ويقدر عدد قاطنيه 13 ألف لاجئ"، بحسب إدارة المخيم.

وذكرت وكالة فرانس في يوم 12/11/2020 أن مخيم عربت / أربت في محافظة السليمانية يضمّ (9056) كردياً سورياً، وفقاً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، واختار معظمهم السليمانية للبحث عن عمل، ملتحقين بأقرباء يعملون هناك منذ ما قبل النزاع الذي اندلع في بلادهم في 2011.

وأكدت المنظمة الدولية للهجرة أن "40 في المئة من (230) ألف لاجئ سوري في العراق يعيشون داخل مخيمات، وغالبيتهم في كردستان".

وبينت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على موقعها الرسمي أن "اللاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق، يمكنهم الوصول إلى الأراضي والخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة والتعليم وإجراءات التوثيق، الأمر الذي يؤدي إلى وجود بيئة حماية مواتية بشكل عام".

ومع ذلك فإن السوريين في العراق يعانون جملة من المصاعب، وقد ذكر تلفزيون سوريا المعارض في برنامج: (لمّ الشمل)، والذي عرض بتاريخ 16/ تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 أن "97 بالمئة من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في إقليم كردستان العراق"، يعانون من جملة مصاعب أبرزها:

- عدم تقديم المنظمات الدولية المساعدات الكافية لحياة كريمة.

- توقف المشاريع التنموية التابعة للمفوضية العليا للاجئين منذ العام 2018.

- غلاء المنازل وارتفاع عموم أسعار السلع والمواد الغذائية في الإقليم.

- ارتفاع معدلات البطالة في الإقليم أثر بشكل على العديد من العوائل السورية، وضيق عليها سبل الحياة الكريمة.

- صعوبة الحصول على عمل، رغم عدم ممانعة سلطات الإقليم لعمل السوريين، وقد انحسر الأمر بدرجة كبيرة مع جائحة كورونا – 19.

- انخفاض حصة الإقليم من موازنة العراق انعكس سلباً على مجمل الحياة العامة في مدن الإقليم، وقد ذكرت سلطات الإقليم أن المساعدات الدولية تغطي 39% فقط من الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين.

- هذه التحديات تدفع كثيرا من السوريين في الإقليم، بحسب منظمة الشرق الأوسط للبحوث، للمطالبة إما بتحسين أوضاعهم المعيشية في الإقليم، أو بتوطينهم في بلد ثالث وبالذات مع عدم قدرتهم أو رغبتهم في العودة لسوريا.

وقد ذكر الباحث عبد الله ياسين في دراسة له بخصوص (الحلول الدائمة للاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق) ص: 16، والتي نشرتها (مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث/ ميري) في بداية آب/ أغسطس/ 2019 أن "وضع اللاجئين السوريين غير خاضع للقانون في إقليم كردستان العراق، ولا يعتبرون لاجئين قانونياً؛ وذلك لأن حكومة الإقليم، كجزء من العراق، لم توقع على اتفاقية اللاجئين، وبالتالي فإن أحكامها القانونية غير قابلة للتطبيق، ولا يوجد تشريع محلي محدد بشأن اللاجئين. بدلاً من ذلك يتم التعامل مع الأكراد السوريين ووصفهم بالزائرين، أو الضيوف الذين يستحقون الضيافة، لأسباب ثقافية ودينية".

ومن هنا فإن مستقبل السوريين في العراق غامض جداً، وذلك لاستمرار:

  • المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها الإقليم.
  • عدم وجود قانون واضح لحماية السوريين وفقاً للقانون العراقي.
  • قلة المساعدات الدولية للاجئين، أو لحكومة الإقليم.
  • توقف المشاريع التطويرية لللاجئين في مخيماتهم منذ العام 2018 وحتى اليوم.
  • لا يوجد توجه حقيقي لتوطينهم في بلد ثالث غير العراق.
  • تداعيات المظاهرات المستمرة في بعض مدن الإقليم ومنها السليمانية، ربما ستعقد من أوضاعهم المعاشية، وربما حتى الأمنية.

وبهذا يتوجب على المنظمات الدولية والإنسانية التركيز على معاناة السوريين في إقليم كردستان العراق، وعدم تركهم يواجهون مصيرهم المجهول بأنفسهم لأن أوضاعهم العامة غير مستقرة، وربما غير آمنة في المستقبل القريب!